الجهل بالأنظمة يعيق الراغبين في تصحيح أوضاعهم .. ويحبطهم
يسابق ''مير خان'' الزمن، واضعا يده على قلبه تارة، وعينه على ساعته تارة أخرى، وإلى جواره أخوه ''فضل خان'' الذي يعيش معه مخاوفه وهواجسه، ويبحث له عن مخرج لتصحيح وضعه غير النظامي.
''مير خان'' باكستاني، قدم إلى المملكة قبل عام، للعمل ''خياط ملابس رجالية'' وفق تأشيرة عند كفيله السعودي الذي قرر لاحقا إغلاق المحل وتسريح العمالة، داعيا إياهم لنقل كفالتهم، أو منحهم ''خروجا نهائيا''.
حدث ذلك منذ شهرين، لكن القرار بمنح مهلة لتصحيح أوضاع العمالة، جعل الكفيل يتريث انتظارا لنقل المكفول إلى شخص آخر، كما فتح بابا من الأمل لـ ''مير'' بأن يبقى في السعودية. لكن ''مير'' لا يعرف هل تنطبق عليه الشروط، أم لا.
وجدتُ ''مير'' و''فضل'' يعملان في أحد المواقع، ومنذ السؤال الأول الذي وجهته لـ ''مير''، أدركت أنه إلى الآن لا يجيد التحدث باللغة العربية. هو أيضا يعرف ذلك، حيث أشار إلى أخيه الذي يتحدث العربية بطلاقة، لأنه يعمل في المملكة منذ خمس سنوات. قال ''فضل'': ''مشكلة كبيرة، وقعنا فيها، فالكفيل لا يريد أخي، الذي يعمل خياطا، ولكن أنا أريد تصحيح وضعه، لا يزال هناك وقت وفرصة، ولكن لا أعلم هل النظام يشمل حالة أخي''.
ويواصل: أنا بكل صدق، لا أعرف النظام. لكن كثيرا من أصدقائي أشاروا عليّ بأن هذه المهلة فرصة لأخي كي ينقل كفالته على سعودي ثان''.
وأضاف: ''أخي الآن يساعدني في صيانة المعدات الثقيلة، أنا طلبت منه ذلك حتى نجد له مخرجا، لكن أنا أبحث عن شخص يكفل أخي، ولا أدري هل يمكننا ذلك أم لا؟''.
وسط هذا السيناريو الذي يعيشه ''مير'' و''فضل''، تبرز التساؤلات، هل لدى العمالة الوافدة، وبالذات العمالة الراغبة في تصحيح أوضاعها نظاميا، إلمام كاف بالتفاصيل والإجراءات والأنظمة.. وهل الحملة التوعوية كانت كافية ووصلت لجميع المستهدفين.. خاصة أولئك الذين لا يجيدون العربية من غير الناطقين بها.. وعلى من يتوجب المبادرة بالتصحيح هل على العامل المخالف.. أم على الكفيل أيضا؟
وفي هذا السياق، يقول الاقتصادي الدكتور محمد الحربي: من الضروري إيجاد أقسام في الجوازات ومكاتب العمل لمخاطبة العمالة بلغاتها الأصلية، وبالذات الجنسيات الآسيوية وتحديدا العمالة القادمة من شرق آسيا، عطفا على أعدادها الكبيرة والمتزايدة.
وأبان بأن ذلك يكون عبر توفير مترجمين متمكنين من ذوي الكفاءة كي يستطيعوا إيصال الإجراءات النظامية وتوضيحها لغير الناطقين باللغة العربية، مع أهمية تكثيف الحملات التوعوية ومخاطبتها للجميع.
وشدد الحربي على أهمية أن يعي الكفيل دوره في إيصال وتوضيح المعلومة للعامل الذي هو تحت كفالته، ومراجعة الجهات ذات العلاقة، للاستفسار عن الإجراء النظامي الخاص بمكفوله.