قطع الإنترنت.. أهم أسلحة النظام السوري ضد الثورة

قطع الإنترنت.. أهم أسلحة النظام السوري ضد الثورة

''لا أحد يحسد طغاة العالم على مر العصور سوى طاغية القرن الواحد والعشرين'' هذا ما يتناقله نشطاء الثورة السورية على مواقع التواصل الاجتماعي، فجلاد القرن الواحد والعشرين يواجه مشكلتين، الأولى أنه كـ ''سفاح'' مخلوق تعيس بالضرورة، مع الآلاف من دماء الضحايا من الأطفال والنساء التي ستلاحقه حتى قبره، والأخرى أنه يعيش ليرى ضحاياه دوما على شاشات التلفاز وعلى شبكات الإنترنت وفي الهواتف الذكية، وهذه وإن كانت لا تؤثر في نفسه، لكنها بلا شك تجعله يحسد طغاة القرون الأولى الذين نكلوا بصمت، وعاثوا في غفلة من التاريخ.
ويقول ناشط سوري على شبكة الإنترنت: حتما إن ما حصل في مجازر حماة الأولى قبل 30 عاما لم ينسى بشكل كامل لكنه تقادم حتى أصبح نسيا منسيا، مدعوما بغياب المعلومات الواضحة والصور والأرقام وكثير من الأسماء، لا يتحدث به إلا قلة ممن شاهدوه ووثقوه، أما الآن فإن وجود وسائل النقل الخبرية السريعة من مواقع التواصل الاجتماعي ومئات القنوات التلفزيونية، سلط الأضواء وحفر آثار الظلم في الذواكر، حتى وإن لم يؤثر هذا بشكل مباشر في خلق دعم عالمي سياسي للثورة السورية المظلومة بحسب وصفه.
وتشكل عمليات قطع الإنترنت عن المدن السورية بحسب ما يصف ناشطون سوريون في الغالب تمهديا لعمليات أمنية أو مجازر مروعة كما حصل حين انقطعت الاتصالات في مدينتي بانياس والبيضاء الساحليتين أثناء عمليات إعدام واسعة النطاق قتل فيها مئات الأشخاص بينهم عشرات الأطفال في المجزرة التي اصطلح على تسميتها مجزرة بانياس.
وأصبح من المتواتر أن تقوم قوات الأسد بقطع خدمات الإنترنت والاتصالات الهاتفية في بعض المدن والأحياء أثناء العمليات العسكرية الكبرى، بل إن غياب الشبكة بحد ذاته أصبح مصدرا للقلق من المستقبل، فإذا كان ما يحدث في العلن لا يمكن تصور فظاعته، فما الذي يمكن فعله في جنح الظلام!، ويقول الناشطون إن عملية قطع الإنترنت الأخيرة التي شملت كل سورية وامتدت لنحو 20 ساعة كانت تحركا متعمدا لتعزيز العمليات العسكرية في أنحاء البلاد وعزل العالم الخارجي عن فظاعة ما يحصل في الداخل.
وكان موقع ''فيس بوك'' خصيصا كان له الدور الأبرز في تنظيم العمل الثوري وتسوية صفوف الثوار الذين اتخذوه مركزا للمعلومات ينقل ويستقبل بشكل مباشر من مئات التنسيقيات ونقاط التظاهر والناشطين. و''فيس بوك'' هو الموقع الأكثر زيارة في سورية بحسب تصنيف سابق لموقع ''أليكسا'' مع تواجد ملحوظ لنشطاء سوريين على موقع ''تويتر''.
وبحسب مواقع تعنى بالإحصائيات فإن وسم MassacreOfBaniyas الذي اهتم بنقل أخبار وصور مجزرة بانياس قد تضمن نحو 5700 صورة بثها مهتمون على ''تويتر'' فيما تحظى إحدى صفحات الثورة السورية على فيس بوك بـ 780 ألف إعجاب، وتنتشر لكل منطقة في سورية صفحات متعددة على ''فيسبوك'' تعنى بأخبارها.
وشبكة الاتصالات مهمة للغاية لنشطاء المعارضة الذين يحاولون الحصول على المعلومات واللقطات المصورة لمجريات الصراع المستمر منذ أكثر من عامين وراح ضحيته أكثر من 70 ألف شخص.
ويقوم النظام نفسه باستخدام الإنترنت لمهاجمة من يعتبرونهم خصومه إذا احتاج عبر توجيه الجيش السوري الإلكتروني لمهاجمة مواقع على الشبكة واختراق الحسابات على ''تويتر'' وهو ما تكرر مع وسائل إعلام عالمية كان آخرها ''الأسوشيتد برس'' الذي اخترق الجيش السوري حسابها وبث تغريدة عن انفجار في البيت الأبيض وإصابة الرئيس أوباما الأمر الذي أدى لانهيار مؤقت في البورصة الأمريكية.
وصادرت شركة نتورك سولوشنز أكثر من 700 موقع سوري واسم نطاق معتمد للمواقع السورية بموجب قواعد المقاطعة الأمريكية لسورية، حيث تتولى الشركة المذكورة إدارة نطاقات مواقع الإنترنت.
كما قامت الشركة بمصادرة كل المواقع التي يعتمد اسم نطاقها علىcom, .org, and .net. والتي تعتمدها بعض المواقع الإلكترونية التابعة للجيش والحكومة السورية. وبدأت الحكومة الأمريكية السنة الماضية تطبيق مقاطعة ضد النظام السوري وتتضمن منع تسجيل أسماء النطاق.

الأكثر قراءة