هجوم الإسكان

استوقفتني كثيرا عبارة ''يا تعمّر يا تبيع'' وهو التصريح الشهير لوزير الإسكان في مقابلة تلفزيونية قبل عدة أسابيع وطرحت في ذهني عدة تساؤلات عن أسباب مثل هذا الهجوم وكيف وصلت الأمور إلى هذا الحد! وأفضل طريقة لي كانت في مراجعة كافة ما كتب في موضوع الإسكان ومنذ متى وما الإنجازات السابقة لوزارة الإسكان وقبلها هيئة الإسكان وكيف أدت الأراضي إلى إعاقة عمل ''الإسكان'' في إنجاز الملفات المهمة التي لديها. وقد ذهلت لكمية التصريحات الإعلامية في هذا الصدد التي من المؤكد أنها تجاوزت 500 ألف كلمة خلال هذه السنوات العديدة التي بدأت منذ يناير في عام 2007 حسب التصريحات الإعلامية التي وجدتها في الصحف السعودية فقط، وهذا لا يشمل المواقع الإلكترونية أو المنتديات أو الصحف غير السعودية أو المقابلات التلفزيونية، وأترك لك عزيزي القارئ فهم قصة الإسكان من خلال أهم التصريحات والقرارات الخاصة بالإسكان خلال السنوات الست الماضية.
يناير 2007 ''الشورى يقر دعم وزارة الاقتصاد ماليا لإنجاز استراتيجية الإسكان بعد عرض رئيس لجنة الشؤون الاقتصادية والطاقة الدكتور شويش المطيري وجهة نظر اللجنة في بداية الجلسة''، مايو 2007 ''وافق مجلس الوزراء على إنشاء هيئة مستقلة تعنى بالإسكان''، فبراير 2008 ''تعيين الدكتور شويش المطيري محافظاً للهيئة العامة للإسكان''، يوليو 2008 ''وقف محافظ الهيئة العامة للإسكان أخيرا على مواقع وأراضي المشاريع الإسكانية للهيئة في مدن ومحافظات منطقة الحدود الشمالية، للبدء في تنفيذها''، ديسمبر 2009 ''هيئة الإسكان تشرع في إنشاء 8143 وحدة سكنية''، فبراير 2010 ''الدكتور شويش الضويحي: الاستراتيجية الجديدة تغطي كافة قطاعات الإسكان والمشاريع الجديدة ستؤوي 63 ألف نسمة في 28 موقعاً''، مايو 2010 ''تسليم هيئة الإسكان أراضي كبيرة لتحويلها إلى وحدات سكنية و7.6 مليار لتنفيذ مشاريع تنموية للطائف ومراكزها''.
يوليو 2010 ''قال الضويحي عن آلية التسليم: هي رؤية واضحة لدى الهيئة وسيتم توزيع الوحدات السكنية فور الانتهاء منها على محتاجيها، حيث تم توقيع عقد مع استشاري لتحديد آلية التسليم وستكون واضحة قبل انتهاء مشاريع الإسكان''، مارس 2011 ''دعم هيئة الإسكان بـ 250 مليار ريال لبناء 500 ألف وحدة سكنية ورفع الحد الأعلى لقروض صندوق التنمية العقارية إلى 500 ألف''، مارس 2011 ''إنشاء وزارة الإسكان.. وتعيين الدكتور الضويحي وزيراً لها وتتولى الوزارة الجديدة ممارسة جميع المهام المتعلقة بالإسكان''.
أبريل 2013 ''خادم الحرمين يأمر بمنح المواطنين أراضي مطورة وقروضاً للبناء عليها''، أبريل 2013 ''رفع الاستراتيجية الوطنية للإسكان لهيئة الخبراء''، ''وكشفت الوزارة أن توزيع الوحدات السكنية الذي أوكل لها سيبدأ في (مايو) 2014''.
إذن ملف الإسكان تلقى كافة أنواع الدعم المالي والمعنوي من قبل الملك عبد الله - حفظه الله - وتمت الاستجابة لكافة التوصيات من مجلس الشورى أو الجهات المختصة وفي المقابل لم نسمع عن أي وحدة سكنية تم تسليمها حتى تاريخ كتابة هذا المقال! وكل ما سمعناه ''استراتيجية'' من ست سنوات تم رفعها قبل عدة أيام! و''آلية استحقاق'' منذ ثلاثة أعوام وستنتهي بعد عام! ''ومشاريع'' يتم الوقوف عليها وبناؤها وتوقيع عقودها من خمس سنوات! وإذا استغرق إعداد الورق (الاستراتيجية وآلية الاستحقاق) كل هذه السنوات فكيف الطوب والبناء؟! وفي النهاية أصبح المتهم الوحيد هو الأراضي في سبب أزمة الإسكان ''ويا تعمّر يا تبيع''... صحيح الهجوم خير وسيلة للدفاع!

.. همس الكلام:
''أكثر إمتاعاً أن تبني بيوتاً في الهواء، من أن تبنيها على الأرض.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي