مريم الغامدي استثمرت الأدب الإنجليزي في تفجير موهبتها الإعلامية
الظهور والنبوغ الإعلامي ليس بالشيء اليسير، والموهبة والفِطنة هما المُحددان الأساسيان لأي اسم يَنطلق في هذا المجال، لذا لم يكن تَوهج اسم الإعلامية والفنانة السعودية مريم الغامدي من قَبيل الصدفة بل جاء بعد جهد وعناء فهي من أوائل الإعلاميات السعوديات اللواتي رَفعن اسم بلادهن عالياً من خلال مشاركاتها في المهرجانات الدولية وحصولها علي العديد من الجوائز فمريم التي ترجع أصولها إلى منطقة الباحة السعودية كانت من أوائل من قرأ نَشرات الأخبار عند انطلاق قناة الإخبارية السعودية، وأول سعودية تَمتلك مؤسسة إنتاج وتوزيع أعمال تلفزيونية وإذاعية، وأول سيدة قرأت النشرة الإخبارية أيضاً في إذاعة الرياض لما تتمتع به من صوت رَخيم، وأول سعودية تكتب السيناريو في الأعمال التلفزيونية منذ عام 1984م أي قبل تخرجها وحصولها علي بكالوريوس الأدب الإنجليزي من جامعة الملك عبد العزيز عام 1989م كما عَملت أيضاً في إدارية لتعليم البنات ومعلمة في المدارس الحكومية.
وعليكم أن تَتخيلوا القُدرة الجبارة والموهبة الفَذة التي أهلتها لشغل هذا الكم الهائل من المناصب كافة والإجادة فيها، لذا فهي تَستحق كل التقدير والاحترام ويكفيها فخراً قبل ذِكر اسمها تَذكر كلمة ''أول مَن'' أي أنها من الأوائل والرائدات في مِهنتها لأنها أعطت بصدق فاستحقت عن جدارة لقب أم الإعلام السعودي. إنها سيدة من طِراز نادر تقف بجوار من يسألها وتُساندهم ولا تَبخل بالنصائح على أحد فكانت وما زالت دائماً العَون لمن يحتاج إليها. المُبدعة السعودية التي يُذكر اسمها بكل ما هو رَاق، تَميزت في العديد من الأعمال الفنية ومنها المسرحية التي كتبتها وأخرجتها ''البخيلة والفشيلة'' ومسلسل ''دعاة على أبواب جهنم'' والذي تردد حِينها عن تهديدات بالقتل طالت عددا من الفنانين العاملين فيه، ومسلسل ''يا هلا''، و''نهاية طريق''، و''غلطة نوف''، وغيرها الكثير من الأعمال. وعن مشاركتها في مسلسل ''هوامير الصحراء'' والذي أحدث عند عرض جزئه الأول حتى جزئه الرابع ضَجة كبيرة، قالت ''إن حضوري في الجزء الرابع مهم لتوضيح دور الأم السعودية وما تبذله من جهد في تربية أبنائها ومُعاونة زوجها في تسيير أمور الحياة وكيف أن لها أيضاً نشاطات اجتماعية وخاصة في التعليم''. أما آخر أعمالها فكان مسلسل ''لعبة المرأة رجل'' من تأليف الكاتبة السعودية سارة العليوي وبطولتها مع ميساء مغربي وإبراهيم الحربي وإخراج الأردني إياد الخزوز. حقاً الإبداع لا يأتي دون مجهود، فتنوع أدوارها سواء التمثيلية أو العَملية جعل منها مثالاً يُحتذى في التفوق والإصرار لأن فترة انطلاقها كانت فترة مُنغلقة إعلامياً إلى حَد ما، وليس من السهل وقتها أن تَتقلد المرأة أي مَناصب. هذا ما صرحت به الإعلامية والفنانة السعودية أكثر من مَرة، عكس بعض إعلاميات الفضائيات اللواتي لا يُتقن اللغة العربية وأسمائهن تُكتب بالبنط العريض بكل بساطة، وهذا دليل علي قُدرة هذه السيدة التي أهلتها للصعود في وقت يَصعب فيه النجاح وتحقيق الذات. حقاً صَدقت في ما تقول فالجيل الرائد أفضل بكثير لا بِعلمه فقط بل بالمُثابرة والعَمل حتى نال الصدارة عن جدارة.