رؤساء الأقسام يحاربون اقتحام المرأة للبرامج الرياضية

رؤساء الأقسام يحاربون اقتحام المرأة للبرامج الرياضية
رؤساء الأقسام يحاربون اقتحام المرأة للبرامج الرياضية
رؤساء الأقسام يحاربون اقتحام المرأة للبرامج الرياضية

السيدات والإعلام الرياضي لا يجتمعان، فعلى الرغم من وجود سيدات ممارسات للألعاب الرياضية بكل أنواعها، إلا أن الإعلام الرياضي العالمي والعربي لا يظهرهن أو يمثلهن التمثيل المناسب على شاشات التلفزيون أو الإذاعة أو الصحف. وهذا ما أوجد مؤسسات ومنظمات تهتم بتطوير وتنمية السيدات في الرياضة والإعلام الرياضي على حد سواء كما تقول لـ ''الاقتصادية'' جوني جارستنر نائبة رئيس التوعية في AWSM، وهي منظمة غير ربحية مختصة لتنمية دور السيدات في الإعلام الرياضي، وأن نسبة السيدات في الإعلام الرياضي 9 في المائة فقط. مشيرة إلى أن المنظمة التي تأسست في 1987 تستهدف تنمية وتطوير السيدات كمتخصصات أو طالبات جامعة في الإعلام الرياضي، ونحن نعرّف الإعلام الرياضي بعمل السيدات في قسم الرياضة سواء في الصحف أو الإذاعة أو التلفزيون أو الملتي ميديا أو المجال الأكاديمي أو العلاقات العامة لأحد الفرق الرياضية.

وتبين جارستنر في حديثها أن المرأة في الإعلام الرياضي ما زالت تواجه صعوبات ومشكلات، وتعاني عدم التكافؤ في الفرص حتى في الإعلام الأمريكي والغربي، وهو ما دفع المنظمة إلى تقديم منح دراسية لترغيب السيدات بدراسة المجال، إضافة إلى دورات متخصصة بدأنا بتقديمها من 2012 بعشر كليات لتدريبهن على العمل فيه، ووصل عدد المستفيدين من المنح 135 سيدة وجامعة مختلفة، مؤكدة أن المنظمة بدأت بضم سيدات من دول عربية وإسلامية إلى برامجها المختلفة.

وهناك سيدات من الإمارات، أفغانستان، الهند، البرازيل، إيران، كندا، وأوروبا، مبينة أن هدفهم دعم السيدات في الإعلام الرياضي من كل دول العالم. مشددة على أن المشكلة التي تواجه السيدات في الإعلام الرياضي تتمثل في مسؤولي التوظيف في أقسام الرياضة في وسائل الإعلام المختلفة، فالكثير منهم غير مقتنع ويحتاج إلى من يشرح له دوافع توظيف سيدات في مجال تقليدي يعتقد أنه للرجال فقط، وهو ما نفعله نحن لخلق توازن بين الرجال والسيدات في المجال الرياضي، وتحفيز السيدات للاشتراك ببرامج المنظمة، فالمنظمة التي أسست من قبل أربع سيدات فقط تضم الآن 400 سيدة من كل دول العالم.

#2#

وفي دراسة أخرى أجرتها مؤسسة المرأة والرياضة على أربع صحف ومحطات تلفزيونية مختارة، كانت نسبة تمثيل المرأة في الرياضة 23:1 من القصص الرياضية التي يطرحها ويقدمها الإعلام، وأن أعمدة الرياضة التي تركز على الرجال تتفوق على السيدات بنسبة 28 مرة، وأن نسبة قصص السيدات في الرياضة 5 في المائة فقط من القصص التي يطرحها الإعلام، بينما تستحوذ على 0.5 في المائة من حجم الرعاية التجارية فقط. وطالبت الدراسة الحكومات الأمريكية والأوروبية بدعم وتشجيع الرياضة النسائية والإعلاميات في هذا المجال.

وفيما يخص الإعلام الرياضي العربي ذكرت الدكتورة ليلى نيقولاس رحباني من الجامعة الأمريكية في بيروت، أن الوضع أكثر سلبية من الإعلام العالمي بسبب طبيعة المجتمع وثقافته، فمثلا عندما دخلت السيدات الأولمبياد لأول مرة وغطت قناة الجزيرة الخبر كانت أخبار المرأة 9 في المائة، بينما استحوذ الرجال على 88 في المائة من الأخبار. مشيرة إلى أن محتوى الأخبار نفسه لم يلتفت للمرأة وخبرتها في الرياضة قدر التفاته للباسها.
وفي دراسة للتغطية الرياضية للسيدات العرب شكلت الأخبار النسائية 2 في المائة، بينما شكل الرجال 97 في المائة، وفي سياق المحتوى فإن المعلقين الرياضيين خلال تناولهم لمشاركة الرجال تكون ألفاظهم إيجابية، كقوي وعاصف وعدواني وضخم، بينما بتعليقاتهم على مشاركة السيدات تكون التعليقات على غرار قلقة محبطة ضعيفة منهكة مصدومة. قائلة إن المجتمع ما زال يعتبر أن الرياضة مجال خاص بالرجال، ويعتبر أن مشاركة المرأة في الرياضة سواء كلاعبة أو إعلامية نوع من دخول شكل غريب عليها، على الرغم من وجود سيدات عداءات وممارسات لرياضة البوكسر أو ركوب الخيل وكرة القدم أو سباقات السيارات، إلا أن المراة ما زالت تجد مذمة وانتقاصا عند ممارستها للرياضة أو عند تقديمها لبرنامج رياضي.

#3#

توافقها الرأي المذيعة ابتسام الحبيل من قناة الجزيرة الرياضية بأن دخولها المجال الرياضي كان مقلقا ومثار استغراب للجميع، كون المجال الرياضي أقرب إلى فئة الرجال منه للسيدات، ومتابعة الأحداث الرياضية تستهوي الشباب أكثر من الفتيات، وما زالت تتذكر أول يوم لها وكيف كانت متوترة وقلقة على الرغم من دخولها مجال الإعلام الرياضي بعد عملها في القسمين السياسي والإخباري، لكنها مع الوقت عرفت أنها تمارس عملها كمذيعة أو مقدمة برامج عبر المجال الرياضي، وبالتالي الأساس هو العمل كمذيعة والأساسيات واحدة في التقديم التلفزيوني، والأهم الإعداد الجيد بجمع المعلومات ومتابعة الجديد بشكل يومي، منوهة إلى أنه لا يوجد مجال صعب ومستحيل على المرأة، حتى التعليق الرياضي إذا أرادت الفتاة العمل فيه وأعدت نفسها الإعداد الجيد ستعمل وستنجح.

الأكثر قراءة