تشويه التاريخ
يقول الأمير عبد الله بن مساعد ''إن الخصخصة المرتقبة للأندية السعودية ستساعد على حل أمرين مهمين هما توفير كفاءات في المجال الرياضي لإدارة الأندية السعودية، وخلق موارد مالية متعددة للأندية كافة بما يعزز قدراتها التنافسية''، هذا القول صادر ممن يرأس فريق عمل الخصخصة التي توشك أن تقر لتنظيم كرة القدم السعودية التي تمر بمرحلة تراجع خطيرة، ولا أدري لماذا تذكرت كلامه، وأيقنت أننا بالفعل نعاني أزمة كفاءات رياضية تدير أنديتنا بعد بيان إدارة الاتحاد الشهير الذي صدم الوسط الرياضي بمختلف انتماءاته بما فيه من قرارات غريبة وعشوائية وعجيبة لم تراع التوقيت المناسب، وساوت فيه بين المتردية والنطيحة في خدمة كيان الاتحاد!
البيان الاتحادي الشهير أكد بما لا يدع مجالاً للشك أن أزمات الاتحاد المركبة ناتجة عن أزمة إدارة وفكر تقوده إلى مستقبل غامض لا يُعلم مصيره وإلى أين يتجه!
هذه الأزمة الإدارية ليست وليدة اليوم، بل بدأت من رئيس النادي محمد الفايز عندما كان رئيساً لأعضاء شرف الاتحاد، وحينها طالب جماهير الاتحاد بأن توفر قيمة وجبة الشاورما من أجل دعم الاتحاد، فزمن الهتافات الجماهيرية والشعارات ولَّى إلى غير رجعة بحسب تعبيره!
الآن وبعد البيان الاتحادي الغريب، هل هناك أحد يمكن أن يمنع أمثال هؤلاء الإداريين من إصدار مثل هذه القرارات الفردية التي ترسل مسجات في غاية الخطورة للجيل القادم مفادها: احذروا فمهما بلغتم من نجومية وتألق وإنجازات ونضج كروي فمصيركم بيان لا يتجاوز صفحة واحدة؟
الإجابة عن هذا السؤال مقلقة لكل من تسول له نفسه تقديم خلاصة تجربته وخبرته ودهائه الكروي في الملاعب، ففي ظل غياب الجمعيات العمومية التي تملك الحق في محاسبة الأندية على كل صغيرة وكبيرة لم تكن الإدارة الاتحادية لتحتاج سوى هذا البيان المؤلف من كلمات معدودة مليئة بإهانة وتجاهل مسيرة نجم أسطوري وتاريخي كمحمد نور اتفق الجميع على نجوميته ونضجه وخبرته العريضة ومكانته المؤثرة والكاريزما الساحرة التي يتمتع بها داخل الملعب وخارجه.
لن أستطيع أن أتحدث عن محمد نور في مقال واحد، لكن هل يستحق نور كل هذا يا إدارة الاتحاد؟ وهل هو بالفعل سبب المشكلة؟ ولماذا أقيل كانيدا طالما أن المشكلة في اللاعبين؟ ولماذا غضت الإدارة الطرف عن نايف هزازي على الرغم من عدم انضباطيته في الفترة الماضية؟ والأهم ماذا عن مستقبل الفريق في ظل هذه القرارات؟
الإجابة بالتأكيد ليست لدى إدارة الاتحاد، لكننا ننتظرها من الأمير عبد الله بن مساعد، فهل حان وقت دخول الكفاءات الرياضية لإدارة أنديتنا حفاظاً على تاريخ أساطيرنا ونجومنا الأفذاذ من مثل هذا التشويه الغريب؟