من هو مرشحنا الآسيوي؟

بين معترك المنافسة في رئاسة الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، حجم الخلاف القائم بين دول غرب القارة، حقق مقولة اتفق العرب (الخليج) على ألا يتفقوا، وهذا التصدع الرياضي القائم بين دول مجلس التعاون الخليجي، يعطي مؤشرا خطيرا، وينبئ بأن المستقبل مظلم وقاتم في العملية التوافقية على تحقيق المصالح المشتركة، رغم أن هناك تحالفات بين دول المنطقة، سياسية واقتصادية وثقافية وأمنية، إلا أن الإعلام الرياضي لكل دولة إنحاز لرياضته، وهو أحد الأسباب في شق الصف الخليجي وبعثر أوراق التقارب الاجتماعي ونقض فكرة العمل بفكر القرار الموحد لتحقيق مصلحة ''خليجنا واحد''.
بعيداً عن المجاملة وسرد تاريخ الدول الخليجية رياضياً والمقارنات التي يتميز بها مرشح عن آخر، ومن لديه الكفاءة والخبرة والأحقية بأن يكون هو المرشح الوحيد والتوافقي عن غرب القارة التي لم يستطع اتحادها أن يرتقي باللعبة طوال السنوات الماضية لمصاف الكرة العالمية، فهو اتحاد مصالح وتسويق وإعلام استطاع الشرقيون من القارة السيطرة عليه بوجود رئيس عربي، وهذا يعطي دلالة واضحة بأن الحلم العربي في توحيد الصف الخليجي مفقود، وبعيد عن تماسك الشرق ووحدته في سبيل تمرير العديد من القرارات التي تتناسب مع روزنامته المحلية، فلا تجد في جدولته مؤجلات ولا توقفات مفاجئة من أجل مشاركات الأندية والمنتخبات قارياً.
من يعلق الجرس ويستطيع توحيد كلمة غرب آسيا ويعطي السهم باريها ويوفق بين الأطراف الخليجية المتناحرة من أجل مصلحة الأمة العربية في آسيا؟ نحن في أمس الحاجة لنرى توافقا قويا نستطيع من خلاله هزيمة الشرق المتطور الذي يرى أننا شعوب متخلفة فكرياً وتكنولوجياً وإدارياً ، ولعل معهم الحق في هذه النظرة الدونية، لأننا لم نستطع توحيد كلمتنا في العديد من القرارات في وقت سابق، وكل واحد منا يغني على ليلاه، ويبحث عن مصالحه الخاصة.
وصول مرشح عربي خليجي مرة أخرى لكرسي الرئاسة، يعني أن غرب القارة تعلم ثقافة الانتخابات من الرئيس السابق الذي مال كثيراً مع الشرقيين، ونسي أهله وذويه، وكان خصماً لمعظم دول الخليج ولم يحسن التصرف في اتخاذ أغلب القرارات حتى ذهب نفسه ضحية تصرفاته غير المنضبطة ولا المدروسة بشكل دقيق بإبعاده عن جميع مناصبه ، لقد تهور ابن همام كثيراً وغرته آراء مستشاريه ونسف كل عمل جميل قام به أثناء رئاسته اتحاد القارة.
بما أن المملكة العربية السعودية رشحت الدكتور حافظ المدلج كمنافس قوي للسركال الإماراتي والشيخ سلمان البحريني، فيجب أن يدعم الدكتور بشكل واضح، لأن وصوله لكرسي الرئاسة سينعكس بلا شك على شباب الوطن في رفع مستوى الطموح لديهم ويشعر أي شاب سعودي أن خلفه دولة ورجالا يدعمون أي شخص مخلص وكفء يعمل بجد وسخاء من أجل هذه الأرض الطيبة وشبابها، وليفهم العالم أن المملكة العربية السعودية موجودة في جميع المجالات وتتربع على عرش الاتحاد الآسيوي.
الدعم الإعلامي والجماهيري الذي حظي به الدكتور حافظ غير كاف لوصوله إلى منصب الاتحاد الآسيوي، فنحن أمام معركة انتخابية تحتاج إلى ترتيب الأوراق بشكل أفضل، مع القيام بحملة منظمة تقنع دول القارة الحليفة والمحايدة بالتصويت لصالح المرشح السعودي ، لا نريد تقديم القرابين والدفع لهم من تحت الطاولة كما حدث من قبل الرئيس السابق، بل نريد برنامجا مميزا يسهم بشكل كبير في رفع مستوى اللعبة في القارة الصفراء.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي