كيف تربح الشركات المنتجة لبرامج التواصل الإجتماعي المجانية؟

كيف تربح الشركات المنتجة لبرامج التواصل الإجتماعي المجانية؟

كيف تربح الشركات المنتجة لبرامج التواصل الإجتماعي المجانية؟
كيف تربح الشركات المنتجة لبرامج التواصل الإجتماعي المجانية؟
كيف تربح الشركات المنتجة لبرامج التواصل الإجتماعي المجانية؟
كيف تربح الشركات المنتجة لبرامج التواصل الإجتماعي المجانية؟
كيف تربح الشركات المنتجة لبرامج التواصل الإجتماعي المجانية؟

منذ بزوغ فجر جديد في عالم الهواتف الذكية ولحقها صباح ظاهر في سماء الأجهزة اللوحية، بدأت تطبيقات التواصل الاجتماعي تنتشر بين غيوم المستخدمين، فمنهم من يراها واضحة ليقف أمامها قارئا ما له وما عليه، ومنهم من يعيش تحت ظل شروط الاستخدام وخصوصيتها، ليبحر في خصائص الاستخدام ويستفيد من الخدمات المجانية التي تقدمها تلك التطبيقات بعد أن وافق على شروط الاستخدام وحقوق الشركة المنتجة للتطبيقات، التي تعطي الضوء الأخضر لتلك الشركات بحرية التصرف بالبيانات المحفوظة في الأجهزة الذكية سواء الهاتفية أو اللوحية، سواء كانت قائمة الاتصال أو النصوص أو الملفات من صور وفيديو، فحسب آخر إحصائية صادرة من ''واتساب'' فهناك أكثر من 17 مليار رسالة يومياً على مستوى العالم تستطيع الشركة التصرف بها، وبأقل منها عدداً في كل من ''فايبر'' و''سكايب'' وغيرهما من تطبيقات التواصل الاجتماعي المجانية وغير المجانية، ليبقى السؤال المهم: من أين تربح تلك الشركات؟ ولماذا تصرف الملايين على منتجاتها التي تقدمها لمستخدميها مجاناً؟ إليكم مزيدا من التفاصيل في التقرير التالي:

#2#

أوضح لـ ''الاقتصادية'' المهندس منصور العبيد، مختص في مجال أنظمة الاتصالات، أن بداية العام 2007 شهد انطلاقة ثورة اتصالات المتنقل الذكي والتحول نحو عالم اتصالات البيانات بدلا من اتصالات الهاتف، سعت كبريات شركات الاتصالات العالمية للحصول على حصة بشكل أو آخر من هذه السوق، خاصة أن شركات الاتصالات هي العمود الذي ربط الأركان الأربعة لعالم سوق الاتصالات والمعلومات الجديدة، فالاتصالات بتقديمها لخدمات البرودباند المتمثلة في أجيال المتنقل، الثالث كان أم الرابع، فبما تقدمه من خلال شبكات الواي فاي للبيانات أصبحت هي بمثابة العمود الفقري للأطراف المحركة والرابطة لأعضاء الجسم الأربعة.
فالطرف الأول هو الشركات المصنعة للجهاز المتنقل الذكي ''الهاتف أو اللوحي وغيره'' ومن تلك الشركات، أبل، سامسونج، وإل جي، أما الطرف الثاني فهو الشركات التي أنشأت أنظمة تلك الأجهزة المتنقلة، ومن أهمها ''أبل'' بأنظمة آي أو إس، و''جوجل'' بأنظمة أندرويد، و''بلاك بيري'' بأنظمة آر آي إم ، ليتبقى الطرف الثالث في الشركات التي أنشأت سحابة متاجر متخصصة تضم مئات الآلاف من التطبيقات، ومن تلك المتاجر متجر ''أبل'' ومتجر ''جوجل بلاي'' الذي يضم كل منهما ما يزيد عن 800 ألف تطبيق، وأخيرا مطوري التطبيقات وهم بالملايين ممن وجدوا بيئة خصبة للابتكار والتطوير لبرامج وتطبيقات لتلبية كل احتياجات الإنسان الحالية والمستقبلية.

#3#

#4#

وأكد العبيد أن النوع الرابع شركات استفادت من هذه البيئة وابتكرت تطبيقات تحاكي احتياجات المستخدم لخدمات الاتصالات اليومية، ومن أهمها خدمات وتطبيقات التراسل المكتوبة والمسموعة، مثل خدمات الـ ''واتساب'' و''نمبربوك'' و''سكايب''.. وغيرها الكثير ''بالآلاف'' ولكن للأسف حاولت بعض تلك الشركات من خلال شروط الاستخدام وسياسة الخصوصية التي فرضتها لتحميل واستخدام تطبيقاتها استغفال أو الاستفادة من عدم تمكن المستخدم من فهم أو قراءة ما بين السطور من قبل المستخدم، ليس في العالم العربي، حتى في العالم الغربي بشكل أو آخر من خلال إغراء العميل باستخدام التطبيق مجانا مقابل المتاجرة بأهم شيء يملكه وهو علاقاته الشخصية ومختلف مراسلاته الشخصية! وهو ما يغفل عنه من الناس الكثير إما بسبب عدم تمكنهم من قراءة شروط الاستخدام لتلك التطبيقات أو بسبب اللغة لكونها باللغة الأم!
ومن باب المنافسة من قبل شركات الاتصالات العالمية لحماية بيانات عملائها والحفاظ على إيراداتها قال العبيد: ''قيام بعض شركات الاتصالات الكبرى بإطلاق تطبيقات شاملة مجانية لعملائها منافسة لـ ''سكايب'' و''واتساب'' تتضمن كل ما تحتويه هذه التطبيقات المعروفة وغيرها، بهدف توفير بيئة اتصال ضمن باقات البرودباند المتنقل أو الواي فاي التي تقدمها، ومن تلك الشركات التي أطلقت تطبيقات منافسة شركة اتصالات تيليفونيكا الإسبانية، حيث قدمت تطبيقا شاملا للدردشة والمراسلات المكتوبة والمسموعة باسم تو مي Tu Me، وشركة اتصالات أورانج الفرنسية باسم Libon، وشركة تي موبايل في أمريكا باسم Bobsled، وقدمت تلك الشركات تطبيقاتها لمختلف عملائها لاستخدامها في بيئة آمنة حفاظا على بيانات عملائها.

#5#

ضحايا الخصوصية
أشار المهندس منصور في حواره لـ ''الاقتصادية'' إلى أن الكثير من المستخدمين لتطبيقات التواصل الاجتماعي لا يعلم أن أهم شروط استخدام التطبيقات التي وردت ونصت بشكل صريح ضمن شروط الاستخدام، أنها ستعمل على الاستفادة من كل محتوياتك الشخصية وستنشرها أو تقدمها لأي جهة، وهذا نص من ما ورد في شروط ''نمبربوك'' على سبيل المثال:
You understand that when you use NumberBook, certain information you post or provide through NumberBook may be shared with other users and posted on publicly available portions of NumberBook, including without limitation your phone book, Mobile Number Feedback, comments and location
وموافقة المستخدم على تلك الشروط يعني السماح لهم، موضحا -العبيد- أن تلك الشروط مشابهة لشروط ''واتساب'' التي تنص على: ''أنك تفهم وتعلم أن باستخدامك لهذا التطبيق يمكننا أن نشارك معلوماتك الشخصية مع الآخرين وننشرها علنا دون تحديد، وكذلك كل ما تقوم بتخزينه من أرقام أو ردود على هذه الأرقام أو حتى موقعك أو تعليقاتك''.
وفي ضوء الشروط والأحكام التي نصت عليها شركات التواصل الاجتماعي، قال العبيد: ''لو طلب أقرب الأشخاص منك أن يأخذ هاتفك المتنقل لتصفحه لرفضت وبشدة!! وأنت بدورك وقّعت لجهة خارجية بعمل كل ما تريد بكل أرقامك ومراسلاتك وتعليقاتك وملفاتك و صورك''.
في المقابل شرعت كثير من دول العالم المتقدم من الأنظمة والقوانين ما يكفل حماية المجتمع من ثورة المعلومات والاتصالات من خلال قوانين خاصة بمكافحة الجريمة الإلكترونية، حيث بدأ الكثير من الدول وعلى رأسها كندا وهولندا '' The Office of the Privacy Commissioner of Canada (OPC) and the Dutch Data Protection Authority '' برفع تقارير تحذر من استخدام الـ ''واتساب'' لإخلاله بحريات الأفراد الشخصية من خلال الحصول على أرقام الأشخاص مع التسجيل والاحتفاظ بكل مراسلات المستخدمين وغير المستخدمين.
وبسبب ذلك وحسب تقرير ''رويترز'' - الإثنين 28 كانون الثاني (يناير) 2013 - فإن شركة واتساب ستعمل على تغيير سياستها حيال خصوصية الأفراد من المستخدمين وغير المستخدمين، وإلى أن يتم ذلك ستظل علاقاتك ومراسلاتك الشخصية دون حماية.

الأطفال في خطر
اعتبر المهندس العبيد الإشكالية الأخرى والأخطر أن يقوم الأطفال ''دون 13 عاما'' باستخدام مثل هذه التطبيقات، فتصبح أسرار الطفل وأسرته من ملفات وصور ومراسلات متاحة للشركات، حيث وجدت أنظمة صارمة تعاقب وتفرض غرامات كبرى على الشركات التي لا تحترم خصوصية الطفل، ومن هذه الأنظمة القانون الأمريكي الخاص بحماية خصوصية الأطفال على الإنترنت المسمى بـ COPPA، الذي يعتبر أول قانون اتحادي في الولايات المتحدة الأمريكية يهتم بحماية خصوصية الأطفال دون الـ 13 عاماً على الإنترنت، ويركز على قضايا جمع المعلومات الشخصية من الأطفال، التي يمكن أن تسمح للطرف المقابل على شبكة الإنترنت بالتعرف أو التحقق أو الاتصال بالطفل، حيث نص القانون على أن أي اتصال بالطفل يجب أن يكون بمعرفة ومن خلال ولي أمر الطفل، وأن يكون لديه معرفة كاملة بما يتم جمعه من معلومات عن طفله.
وأشار العبيد في حواره لـ ''الاقتصادية'' إلى أن هذا عصر الاتصال والتواصل الاجتماعي المعرفي، وسنويا يتم إضافة عشرات الآلاف من التطبيقات على مختلف المتاجر الإلكترونية، ونسبة كبرى منها تهتم بالمراسلات والعلاقات الشخصية، والبعض الآخر منها سنَّ قيودا وشروطا صارمة حيال الحريات الشخصية، والأخرى بقصد أو بدون قصد لم يوجد أو يفرض بها أي قيود، لأن تجارته في الأساس ستأتي من بيع بياناتك الشخصية، فالحذر مطلوب، وقراءة شروط الاستخدام وسياسة الخصوصية مهمة جدا.
وطالب العبيد المختصّين في مجالي تقنية المعلومات والاتصالات وبرامج التطبيقات بإنشاء بوابات تقوم بالتوجيه حيال أفضل التطبيقات التي تطبق شروط الحماية الشخصية للمعلومات والبيانات.

الأكثر قراءة