المكرر الربحي ومضاعف القيمة الدفترية .. الفروق وتفسيرها

يتحدث الكثيرون عن التحليل الأساسي لبناء القرار عليه وعادة ما ينظر المحلل الأساسي إلى مكرر الربحية ومضاعف القيمة الدفترية كمؤشرات لاتخاذ القرار الاستثماري. سيتم من خلال تحليلنا استعراض نتائج أسواق المنطقة ومقارنتها ببعض لنكون فكرة عما هو معقول ونفسر الفروق، كما سيتم استعراض قطاعين تاريخيا للمقارنة والمضاهاة وهما قطاع البتروكيماويات والأسمنت السعوديين.

لا شك أن البيانات توضح لنا نتائج مهمة حول تسعير السوق للربح والاستثمارات الدفترية ووجود فروق بين القطاعات ونظرة المستثمرين عبر الزمن وكيفية تغيرها واتجاهاتها. ولعل ما يؤثر فينا هو أسباب تغير النظرة عبر الزمن ووصولها لمستويات متدنية في الفترة الحالية، مقارنة بالماضي.

المتغيرات المستخدمة

مكرر الربح هو نسبة عبارة عن قيمة السهم السوقية مقسومة على ربح السهم للسنة، وتهدف هذه النسبة لمعرفة كم مرة يغطي السعر الربح وعادة ما يهتم بها عندما تكون منخفضة.

والمتغير الثاني وهو مضاعف القيمة الدفترية وهو نسبة القيمة السوقية إلى قيمة الشركة الدفترية، وبالتالي يهمنا هنا أن الرقم كلما انخفض كان أكبر جاذبية. وعادة ارتفاع الرقمين عن المتوسط يعطي انطباعا حول توقعات المستثمرين للشركة وعلى الوضع الاقتصادي السائد.

أداء دول الخليج ومصر

الجدول رقم (1) يستعرض نتائج دول الخليج ومصر للمؤشرين مكرر الربحية ومضاعف الربحية ومنها يتضح أن أعلى مكرر ربحية في سوق الكويت ثم مصر ثم السعودية وأقل مكرر ربحية في سوق أبوظبي ثم البحرين ثم مسقط وأعلى مضاعف قيمة دفترية في السعودية ثم قطر ومسقط وأقلها في البحرين وسوق دبي.

وبالتالي نجد أن التوقعات والآمال حسب النتائج تفاوتت حيث نجد أن مكرر الربحية لا يتناسب مع ما يدفع لكل ريال من القيمة الدفترية، ولكن يجب الربط بين الأزمات الاقتصادية والأوضاع السياسية والمؤشرات لتفسير الفروقات والاتجاهات الحالية في الأسواق. في السعودية مثلا لكل ريال قيمة دفترية السوق يدفع ريالين ويتوقع السوق لكل ريال ربحية 15 ريالا سوقيا.

قطاع البتروكيماويات

#2#

الملاحظ وعبر الزمن أن سعر الريال الربحية اتجه تنازليا ليصل إلى أدنى نقطة في 2011 ثم عاود الارتفاع ولكن لم يصل إلى مستويات 2009 التي تعتبر الأعلى لمعظم الشركات، وعلى الرغم من النمو والتحسن الاقتصادي إلا أن تسعير الريال ربحية انخفض بصورة كبيرة.

كما نجد أن قيمة ريال استثمار (دفتريا) سعر من طرف السوق بقيمة أعلى، وكذلك نفس اتجاه الربحية ولا يزال منخفضا أسوة بالربحية. كما نجد أن هناك تفاوتا في تسعير ريال الربحية وريال الاستثمار في عام 2012 بين الشركات، حيث نجده أعلى ما يكون في المجموعة (انتظار لبتروكيم ونتائجها)، وأقل ما يكون في التصنيع، التي أيضا لها استثمارات في طور التطوير والإنتاج. والملاحظ أن النظرة تجاه ''سابك'' غير قوية من طرف المستثمرين من زاوية الربحية وإلى حد ما الاستثمار على العكس من ''سافكو'' شركتها التابعة.

قطاع الأسمنت

نفس السيناريو تقريبا في قطاع الأسمنت أعلى فترة هي 2009 وأدنى نقطة 2011 وارتداد في 2012 بالنسبة لمكرر الربحية ومضاعف القيمة الدفترية. كما نلاحظ أيضا اختلافات واضحة في الشركات من زاوية نظرة السوق على الرغم من نمطية الشركات ونوعية منتجاتها، حيث نجد أن سعر الريال الربحية في 2012 كان أعلى ما يكون في ''أسمنت الجنوب'' و''أسمنت الشرقية'' وأقل ما يكون في ''أسمنت العربية'' و''أسمنت اليمامة'' و''أسمنت تبوك''. كما نجد أن أعلى قيمة للاستثمارات في ''أسمنت الجنوبية'' و''أسمنت القصيم'' و''أسمنت السعودية'' وأدنى قيمة لـ ''أسمنت العربية'' و''أسمنت تبوك'' كما هو واضح من الجدول.

مسك الختام:

عوامل كثيرة تؤدي إلى اختلاف قيمة ريال الربحية والاستثمار بين الشركات أهمها الإدارة والطاقة الإنتاجية والاحتكار وثقة المستثمر بجودة الأرباح لذلك نجد ونرى الاختلافات وما يكون تعميمه على الشركات يعمم على الدول وجاذبيتها والبيانات واضحة.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي