اقتدوا بجماهير النصر

جميلة هي عبارات الثناء والمدح والمخزون الهائل من الأوصاف المسبغة على جماهير النصر من قِبل أعضاء الشرف، بعد أن واصلت الجماهير تقديم ثقافتها التي لا ترتبط بفوز، ورسالتها التي لا تتأثر عند خسارة، ودورها الحقيقي الذي يتجلَّى دائماً وأبداً في المباريات أو التمارين، لكن الأجمل ـــ برأيي ـــ في ظل المستويات المتصاعدة التي يقدمها الفريق، والجهد المبذول من قِبل الإدارة التي ظلت تعمل وحدها وتجاوزت أخطاءها منذ كأس خادم الحرمين الشريفين العام الماضي أن تكتمل أطراف معادلة الدعم التي يغيب عنها أعضاء شرف النصر، لتنقلب الآية ويتغيّر المفهوم الحالي، فتأتي عبارات الثناء والمدح والإعجاب وفق ما هو سائدٌ ومعتادٌ من الجماهير لأعضاء الشرف وليس العكس، نظير ما يقدمونه من دعم مادي للفريق، ووقوفهم معنوياً مع الإدارة لإعادة النصر من جديد إلى منصات الذهب.
وإذا كنت أتفق مع التباهي الذي ورد في سياق مدائح شرفيين نصراويين تجاه جماهيرهم، وأنهم يملكون عشاقاً ومحبين وهائمين به، فإنني سأتماشى مع هذا الفخر، وأتساءل بدوري أيضاً: لماذا تملك الأندية الأخرى أعضاء شرف حقيقيين داعمين وفاعلين وعاشقين ومحبين ومؤثرين مقابل أعضاء شرف صوريين في النصر؟
الإجابة بالتأكيد في بطن الشاعر الذي يستطيع أن يكون فاعلاً وداعماً حقيقياً، لتكتمل معه وحدة القصيدة النصراوية التي أصبحت قاب قوسين أو أدنى من أن تتوج ببيرق الذهب، فإدارة الأمير فيصل بن تركي استفادت من أخطائها، واللاعبون استعادوا ثقافة الانتصارات، ومن خلفهم جهاز فني على أعلى مستوى، أما الجماهير النصراوية فأعلنت عن نفسها داعمة ومحفزة ومنافحة، ولا أعتقد أن المجال هنا يسمح بسرد ما قدمته وتقدمه الجماهير العاشقة والوفية لناديها منذ تأسيسه، فهي باختصار شمس مشرقة تختفي معها الكواكب التي ظلت بعيدة فترة طويلة عن المشهد، وبالتالي فإن الكرة الآن في مرمى أعضاء الشرف الذين يُفترض أن يقوموا بدورهم ليساندوا الإدارة، ويحسوا بمعاناة جماهير النصر التي واجهت وحدها الضربات المتوالية القاتلة التي نالتها من معشوقها منذ سنوات طويلة بصدمات كهربائية فائقة الجودة أعادت الحياة للقلب النصراوي فأصبح ينبض بالمنافسة والتألق حتى وهو يخسر نهائي كأس ولي العهد أمام شقيقه الهلال.
لقد تطور النصر واختلف كلياً عن السابق بعد أن قدمت الإدارة فريقاً منافساً يملك ثقافة الفوز، ويستطيع تسيير المباراة وفق ما يريد، ولم يبق إلا أعضاء الشرف الذين عليهم أن يدركوا أن تعريف (الشرفي) وفق اللائحة الأساسية الموحدة للأندية في المملكة هو ''الذي ساهم أو يساهم في تقديم خدمات مميزة للنادي''، وإذا كان الإعجاب الشرفي الموجّه لكل مشجع نصراوي دون غيره بأنه يعشق أكثر، فإن جماهير النصر - بناءً على هذه اللائحة - سيزداد إعجابها بعضو الشرف المُميّز الذي يدفع أكثر وأكثر وأكثر!

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي