معلومات عضوية تقدم لـ «بيفا» غذاءً للفكر
لا تزال طيور النورس تحوم حول مقلب النفايات التابع لشركة بيفا في مدينة كانوك في مقاطعة ستافوردشاير البريطانية، لكن هذا ليس أحد الإرشادات العادية التي تتعلق بالقمامة. حيث يتم تحويل ما يزيد على 120 ألف طن من فضلات الطعام إلى طاقة لتوفير الكهرباء إلى ما يصل إلى 225 ألف منزل.
و قد تم افتتاح مصنع "بيفا" للهضم اللاهوائي، الذي يحول المواد العضوية إلى طاقة، منذ عامين وهو الأكبر من نوعه في العالم. وتؤدي ثلاث صوامع وظيفتها كمعدات تعالج كل شيء بدءا من بقايا أطعمة الكاري وصولا إلى شريحة اللحم إلى طاقة يمكن ضخها في محطة توليد الكهرباء المحلية.
ورغم أن المصنع يبدو مثل أي موقع صناعي آخر، فإنه يعبر عن التحول الذي يواجهه قطاع إدارة النفايات، حيث يتحول من مجرد جمع القمامة إلى تحويلها إلى منتجات يمكن بيعها، مثل المواد التي يعاد تدويرها أو الطاقة.
وفي العام الماضي، كانت هناك مخاوف من أن تكون أضواء "بيفا" ستخبو بعد أن كافح مالكو الأسهم الخاصة فيها لإيجاد مشتر.
وقد اتهم المحللون "بيفا"، إحدى أكبر شركات إدارة النفايات في المملكة المتحدة من حيث المبيعات، بكونها أبطء من المنافسين في التأقلم مع الحاجة إلى إعادة التدوير، حيث تركتها معرضة للخطر عندما ضرب التدهور الاقتصادي أحجام النفايات خلال فترة الركود. وكانت الشركة تناضل في مواجهة مدفوعات الفائدة الضخمة بعد أن تم الاستحواذ على أسهمها من قبل "مونتاجو" و"جلوبال انفراستركشر بارتنرز" مقابل 1.7 مليار جنيه إسترليني منذ خمسة أعوام في صفقة تم تمويلها بدين بقيمة مليار جنيه استرليني.
وعلى الرغم من تحقيق الشركة مبيعات بقيمة 843 مليون جنيه استرليني في العام الذي انتهى في آذار (مارس) 2012- بعد أن كانت قيمتها 775 مليون جنيه استرليني في عام 2011– ومكاسب بقيمة 127 مليون جنيه إسترليني قبل دفع الفوائد، والضرائب، وتخفيض القيمة، والاستهلاك، دفعت فوائد بقيمة 64 مليون جنيه استرليني؛ ما تركها وهي تشعر بقوة بخسارة بقيمة مليار جنيه استرليني في العام الماضي. وتفاقمت المشاكل بسبب انخفاض حدث في أسعار إعادة التدوير وانخفاض في حجم النفايات بينما كان المستهلكون يبطئون في الإنفاق.
وفي كانون الثاني (يناير)، استحوذ مقرضو "بيفا" عليها، وأزالوا حصص مجموعات الأسهم الخاصة وأمَّنوا المستقبل القريب للشركة، التي توظف 6,300 شخص يقدمون خدمات للمجالس ومتاجر التجزئة الكبرى في جميع أنحاء المملكة المتحدة.
وبعد إعادة تمويلها وفي وجود مبلغ إضافي بقيمة 250 مليون جنيه استرليني سيتم استثماره في الشركة، يقتنع الرئيس التنفيذي، ايان واكلين، أنها الآن في موقف قوي. ويقول: "إنه عمل رائع يشترك فيه المرء، شريطة أن يكون واثقا من أن الطلب على الطاقة سيزداد".
وقد جعلت ضريبة بيع القمامة– التي تم تضمينها أول مرة في عام 2008– تفريغ القمامة أقل اقتصادا بشكل تدريجي؛ ما وسع نطاق الأعمال بالنسبة لشركة بيفا، التي بدأت التجميع من محطات الطاقة التي تعمل بطاقة الفحم في لندن منذ مئة عام.
ويقول واكلين، الذي تولى المسؤولية في عام 2010، أنه حتى إذا كانت الشركة بطيئة في التكيف مع الطلب المتغير في السوق، فقد يكون ما حدث لصالح الشركة، حيث تحركت تقنية إعادة التدوير بسرعة كبيرة جدا. و يقول: "أسمع هذا الانتقاد: إنه غير عادل قليلا".
ويشير إلى الخمسين مليون جنيه استرليني التي استثمرتها في البنية التحتية الجديدة خلال الأعوام الخمسة الماضية. فإلى جانب مصنع كانوك، يوجد مركز فرز جديد في غرب ولاية تكساس، وهو يستخدم الأشعة تحت الحمراء لفصل القمامة المنزلية الموضوعة في أكياس سوداء، بحيث يمكن تحويل فضلات الطعام إلى طاقة، وتحويل الألياف وأوراق الصحف إلى كرتون.
وهي أيضا تُشَغِل أحد المصنعين اللذين يتعاملان مع البوليمرات عالية الكثافة في ويلتون في تيسايد، الذي يمكنه أخذ قنينة حليب بلاستيكية، وغسلها، وتنظيفها، ثم يقوم بتمييعها وإنتاج واحدة جديدة لامعة.
وهناك أيضا إمكانية أن تُنمي أعمالها في مجال تجميع القمامة، حيث تنظر الهيئات المحلية التي تعاني ضائقة مالية إلى الاستعانة بمصادر خارجية باعتبارها وسيلة لخفض النفقات. ولا تزال شاحنات "بيفا" تجمع النفايات من 40 بلدية تقريبا، عادة وفقا لعقود تمتد لسبع أعوام؛ ما يوفر تدفقا منتظما للإيرادات.
لكن التركيز في المستقبل سيكون على المزيد من الخلق المربح للطاقة وإعادة التدوير؛ وهو ما يتسبب بالفعل في تحقيق نصف الأرباح تقريبا.
و ترسل "بيفا" 300 ألف طن من البلاستيك، والورق، والكرتون إلى الصين والهند، وهو ما يستخدم عادة في تصنيع المنتجات التي يتم إرسالها مرة أخرى عندئذ إلى المملكة المتحدة. ويقول واكلين: "نحن نصدر إلى كل مكان، بدءا من الصين إلى جريمسبي. وقد منحنا الصينيون هذا باعتباره تعبئة وتغليفا ونحن نقوم بإعادة تدويره، وإرساله إلى حيث أتى".
ومع ذلك، يحذر المحللون من أن الشركة لا تزال معرّضة لمواجهة انخفاض في أسعار إعادة التدوير وارتفاع الإنتاج في الصين ودول أخرى. وتخلفت نفقات رأس المال في المصانع وتخلفت المعدات أيضا لتصبح وراء المنافسين في الأعوام الأخيرة. ويقول مارك ويلسون، الشريك في شركة كاتاليست لتمويل الشركات: "يعدّ استثمار شركة بيفا صغيرا نسبيا؛ لذا فالسؤال هو إذا ما كانت قادرة على استرداد الأرض المفقودة واللحاق بمنافسيها؟".