محامو الأندية والإعلام الموجّه

عودة كرة القدم السعودية إلى بريقها السابق مرهون بعودة الإنجازات المتتالية للمنتخب السعودي الأول التي سوف تعيد لمجتمعنا السعودي ثقته بالمسؤول والمدرب واللاعب وحتى الإعلامي الذي انشغل بالتنظير. لقد اهتزت هذه الثقة بشكل كبير، ولن تتلاشى إلا باختفاء الإخفاقات التي توالت على كرتنا السعودية، وأحدثت أصداء إعلامية في أروقة الفيفا عندما صرح رجل منظومة كرة القدم العالمية السيد بلاتر بأنه متعاطف مع رياضتنا، ويتطلع إلى أن تعود السعودية في أقرب مناسبة، ويجب أن نعي هذه الرسالة المبطنة، وندرك أن القاصي والداني يعلم علم اليقين بمعاناة الكرة السعودية، وأن العلة في إعلام الأندية الذي وجد أرضا خصبة ترعرع فيها وتجذر في البرامج الرياضية دون حسيب أو رقيب، ولا حتى ضوابط رادعة بحجة حرية الصحافة والإعلام، وبدأنا نسمع جعجعة إعلامية شعبية رخيصة اختلط فيها الحابل بالنابل والغث بالسمين، وتدحرجت كرة الثلج فأصبحت مليئة بالهواء الفارغ الذي لا يسمن ولا يغني من جوع، أحاديثهم في الفضائيات هراء، ونقاشاتهم بعيدة عن معاناة الشباب والعاملين في الأندية، والغريب أن هذه البرامج الحوارية ليست مبنية على أسس واضحة استمدت من وحي الواقع الذي تعيشه كرتنا السعودية وتعايشه، والعجيب أنها لم تقترن لغة التحاليل والمطالب بخبرات وتجارب إدارية أو فنية سابقة، مع الأسف أن بعض الضيوف يتم اختيارهم بناء على انتماءاتهم للفرق الكبيرة، وكأننا في حاجة ماسة إلى محامين ومنظرين عن أنديتهم فقط، لك أن تسترجع الذاكرة قليلاً وتسأل نفسك بسؤال عابر: هل كان هناك تحاليل ومحللون عندما تأهل منتخبنا لكأس العالم لأول مرة عام 94م، بالتأكيد لا لم يكن هناك منظرون قبل الحدث وبعده، بل كانت التغطيات الإعلامية أثناء سير البطولة محدودة وتزداد وتيرة التغطيات شيئا فشيئا عندما يقترب المنتخب من تحقيق اللقب، العيب ليس في الإعلام، العيب في منهجيتنا وطريقة تعاطينا مع الإعلام الموجه في خدمة النادي على حساب المنتخب وإبراز الإعلامي البسيط على ظهر المسؤول بسبب نتيجة مباراة على الرغم من أننا نمتلك كوادر إدارية وإعلامية مميزة تقود إعلامنا المرئي والمطبوع، فلا نزيح الغبار المتراكم على أساليبنا ومنهجية إعلامنا ننتهج طريقة التغيير للأفضل حتى تعود كرتنا لسابق عهدها.

المتخفون في ثياب المال المفقود!
لا يمكن لأي شخص من الأشخاص الاعتباريين والذين زاولوا العمل الإداري في أي منظومة رياضية كعضو مجلس إدارة أو رئاسة ناد لعدة مواسم أن يبخس حق وجهود العاملين في الأندية الذين كرسوا أنفسهم في خدمة ناديهم وشباب الوطن من خلال العمل في إدارات الأندية بكل تفان وحماس وسط الأجواء المادية العصيبة دون البحث عن مكاسب وأمجاد شخصية على حساب نتائج الفريق الإيجابية، وهؤلاء المخلصون هم قلة قليلة، فالكثير منهم دخلوا المجال الرياضي وهم غير الرياضيين، وليس لديهم أي خبرة تساعدهم على فهم طلاسم أبجديات كرة القدم البسيطة، لقد دخلوا المجال الرياضي وفي مخيلتهم المكانة الاجتماعية المرموقة، والظهور الإعلامي المتكرر لكسب تعاطف جماهير ناديه التي تبحث مع إداراتها عن مخرج جراء الهزات التي ألمت بفريقهم أثناء مسيرة بالدوري.
تساؤلات هل من مجيب؟!
متى نرى لكل ناد منشأة رياضية خاصة به، يتمتع فيها ويمارس نشاطاته كما يمارسها الشباب في قطر والإمارات؟
متى نرى في كل مدينة وقرية مدارس تعلم السياحة وكرة القدم وبقية الألعاب بطريقة حضارية واحترافية.
هل عودة ديربي الرياض للنهائيات ستعود بالجماهير للمدرجات ونشاهد مستوى فنيا أفضل من نصف النهائي.
متى نستمتع بالبرامج الحوارية ونحس أن الآراء التي تطلق في مناقشات المتحاورين ليست مبنية على تعصب.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي