دور كامبراد مؤسس «إيكيا»تحت المجهر

دور كامبراد مؤسس «إيكيا»تحت المجهر

قد يكون لدى شركة إيكيا 139 ألف عامل، ولكن منذ أن تأسست قبل 70 عاماً بالضبط، كان من الواضح أن رجلاً واحداً يملك وحده الكلمة الأخيرة في المسائل المهمة فيها.
إنه المؤسس انغفار كامبراد، الذي كانت بداياته في السوق، عبارة عن عدد من متاجر أثاث بالتجزئة السويدية.
كتب جون ستينبو، وهو مساعد سابق للمؤسّس البالغ من العمر حالياً 86 عاماً، في لجنة تقصي الحقائق حول شركة إيكيا: ''في شركة إيكيا، هناك شخص واحد فقط له القرار في نهاية الأمر: انغفار كامبراد''.
إن ذلك ما يجعل الأخبار العامة عن الخلافات في الشركة، على مدى الأيام القليلة الماضية، مدعاة للتعجب.
أكّد رئيس شركة إيكيا التنفيذي، ميكائيل أولسون، الأسبوع الماضي على الخطط - في المقابلات التي شملت صحيفة فاينانشيال تايمز- لمضاعفة وتيرة افتتاح المتاجر من 11 في السنة إلى ما بين 20 و25 متجراً.
وبعد يوم، كامبراد - مع عدم وجود دور رسمي له في شركة إيكيا الآن، باستثناء منصب كبير مستشاري مجلس إدارة الشركة السويدية الأم – مضى إلى تصويب ذلك.
قال كامبراد محدثاً صحيفة سويدية: ''اتّصلت برئيس مجلس الإدارة، وسألت عن كيفية إمكانية ذلك''، مشدداً على أن نحو عشرة متاجر جديدة في السنة ينبغي أن تكون كافية، مع التركيز على الاستثمار الأكبر في المتاجر القائمة.
في بيان ألقاه في وقت لاحق لصحيفة فاينانشيال تايمز، أكّد قائلاً: ''أعتقد أن عدد المتاجر الجديدة يجب أن يكون أقل مما قرّرته الإدارة''.
منذ ذلك الحين، هرول مسؤولو شركة إيكيا لأجل التهوين من القصة، مجادلين بأنها من اختراع وسائل الإعلام إلى حد كبير. وقد قرّرت كل من إدارة شركة إيكيا ومجلس الإدارة هدفاً واحداً – وهو زيادة المبيعات بنحو 10 في المائة سنويّاً، على أن تأتي نصف المبيعات من المتاجر القائمة والنصف الآخر من تلك الجديدة. يقول كامبراد إنه يدعم أيضاً هدف الـ 10 في المائة.
يرى أولسون بدوره أن هناك حاجة إلى نحو 20 حتى 25 متجراً سنوياً، لتلبية هذا النمو.
وقال جوران جروسكوبف، رئيس مجلس إدارة شركة إيكيا الأم، إينجكا القابضة، ''المدهش هو أن هناك مثل هذا التركيز على عدد المتاجر. عدد المتاجر لم يكن مهماً في أي من المناقشات. نمو المبيعات هو المهم''.
نادراً ما يتحدث كامبراد في هذه الأيام إلى الجمهور، حتى حول الاختلاف علناً. ولكن ذلك يتناسب مع طريقة عمل المؤسس التي يصفها ستينبو، حيث قال: ''إنه رائع في الوقوف في الخلفية والسماح للآخرين بالتحدث، حتى لو كان يكره ما يراه في بعض الأحيان قد تمر الأيام بين المقترحات. وأحياناً السنوات''.
''ولكن من الواضح أنه يعرف بالضبط متى وكيف يجب عليه التدخل في عملية اتخاذ القرار، من أجل الحفاظ على المسار الصحيح''.
كما أبرزت القصة العديد من التحديات التي تواجهها أكبر متاجر الأثاث بالتجزئة في العالم خلال السنوات المقبلة. أول تحدٍ هو حول ما إذا كان يمكن أن تحتفظ شركة إيكيا بقوة الثقافة والهويّة في حين تتوسع سريعاً.
تذكّر المديرون التنفيذيون السابقون في شركة إيكيا محركات التوسع السابقة عندما واجهت المجموعة السويدية المشاكل. في فترة الثمانينيات، عرضت شركة إيكيا المراتب الصلبة جداً، والزجاج الصغير جداً من أجل الأذواق الأمريكية.
لقد حصلت على سمعة في المملكة المتحدة لمخزون الفقراء وخدمة العملاء. وقد تبعت الدفعات من الافتتاحات السابقة للمتاجر سنوات من التوحيد.
يصرّ أولسون على أن شركة إيكيا تعلّمت الدرس، وسوف تتوسع بعناية. ولكن بعض الغرباء يشيرون إلى فضائح كثيرة خلال السنوات الخمس التي قضاها في منصب الرئيس التنفيذي، كسبب للتقدم ببطء. وقد حافظت فضيحة الفساد في روسيا، ومزاعم التجسس على الموظفين والعملاء في فرنسا، وسيدات أيربروشينغ في دليلها العام الماضي، على مكانة الشركة في عناوين الصحف لأسباب خاطئة.
إن ما يحدث للشركة ربما هو تحدٍ أكبر حيث يتقدّم المؤسس الثمانيني في السن. وهناك مناقشات على نحو متزايد في الشركة بشأن وفاته في نهاية المطاف - وهو شيء استعدّت له المجموعة له منذ فترة طويلة. أبناؤه الثلاثة جميعاً يتقلدون مناصب في مجلس الإدارة داخل أجزاء مختلفة من الإمبراطورية المعقدة مترامية الأطراف ''إيكيا''، ولكن يجادل جروسكوبف أن هيكل شركة إيكيا تم تصميمه من خلال كامبراد في السبعينيات، لكي لا يعتمد على ''شخص واحد مهما كان''.
بعض الغرباء، مع ذلك، يشعرون بالقلق من أن مجلس الإدارة الحالي ربما يحاول تقليل نفوذ كامبراد الضخم في الشركة. بل هو موقف ربما أيده مسؤول واحد في شركة إيكيا الذي سأل - بعد ذكر أن أعضاء مجلس الإدارة اتفقوا على استراتيجية التوسع -: ''لمَ الرغبة في الاستماع إلى رجل عجوز''. وكانت صدمة جروسكوبف من المهزلة حين سمع: ''هذا هراء. يجب أن نستمع له. لديه المعرفة الرائعة. ويمكننا أن نتعلّم الكثير''.القلق مستمر حول ما إذا كان تأثير مؤسس إيكيا سيتلاشى.
قال ستينبو: ''في أعقاب التخلص التدريجي من انغفار كامبراد، بوصفه الشخص المسؤول نهائياً بشكلٍ رسمي في شركة إيكيا سيكون هناك حتماً فراغ في سلطة الشركة. وذلك لأنه مالك وقائد نشيط سيكون هذا الفراغ هائلا''.يجب تبرير كل منفذ يصرّ رئيس إيكيا، غوران جروسكوبف، على أن إدارة متاجر الأثاث بالتجزئة لا تملك ''التفويض المطلق'' لفتح العديد من المتاجر كما تحب، بعد أن أعرب مؤسسها انغفار كامبراد عن القلق إزاء وتيرة التوسع.
قال جروسكوبف، رئيس شركة إنجكا القابضة، المجموعة الأم لشركة إيكيا، صحيفة فاينانشيال تايمز: ''للتأكد من عدم وجود سوء فهم: سيتم فحص كل متجر فردي يتم بناؤه من قِبَل المجلس مرة أخرى''. ''إن ذلك ليس تفويضاً مطلقاً للإدارة بالمضي قدماً، وبناء العديد من المتاجر كما يحلو لها''.
وقال ميكائيل أولسون رئيس شركة إيكيا التنفيذي، الأسبوع الماضي إن التوصّل إلى هدفه من افتتاح 20-25 متجرا سنوياً قد يستغرق حتى عام 2015، بدلاً من هذا العام كما كان مقرراً في الأصل، وذلك بسبب مشاكل مع الشريط الأحمر، في إشارة إلى البيروقراطية في أوروبا.
ولكن كامبراد، الذي لا يزال أحد كبار مستشاري الشركة، قال إنه يعتقد أن معدل من 10-12 متجرا جديدا في السنة أكثر معقولية. وتأمل شركة إيكيا في مضاعفة وتيرة التوسع ثلاث مرات في الصين، من متجر إلى ثلاثة متاجر في السنة، بجانب التوسع في الهند للمرة الأولى.
وقال جروسكوبف إن أولسون يعرف أنه يجب عليه تبرير فتح كل متجر بعناية. وأضاف ''إنه على بيّنة من القواعد، ويعرف أنه لا يمكن أن يفلت من أي استثمار دون حسابات وخطط جيدة''.

الأكثر قراءة