الشريعي مقدم البرامج الشهيرة أبرزها «غواص في بحر النغم»

الشريعي مقدم البرامج الشهيرة أبرزها «غواص في بحر النغم»

عمار الشريعي موسيقار ارتبط بالشاشة، فلازمته أعمالها الفنية والموسيقية عاش بين (16 أبريل 1948 وحتى 7 ديسمبر 2012)، هو موسيقي ومؤلف وناقد مصري. اسمه عمار علي محمد إبراهيم علي الشريعي. ولد في مدينة سمالوط أحد مراكز محافظة المنيا في صعيد مصر لعائلة تعتبر من أصول عائلة هوارة في الصعيد. له علامات وبصمات في الموسيقى الآلية والغنائية المصرية، إضافة إلى الموسيقى التصويرية لكثير من الأفلام والمسلسلات التلفزيونية وذلك رغم أنه كفيف.
درس في مدرسة المركز النموذجي لرعاية وتوجيه المكفوفين ـــ ليسانس الآداب، قسم لغة إنجليزية، كلية الآداب، جامعة عين شمس، عام 1970. ثم درس التأليف الموسيقي عن طريق مدرسة هادلي سكول الأمريكية لتعليم المكفوفين بالمراسلة، التحق بالأكاديمية الملكية البريطانية للموسيقى.
روى محمد علي محمد الشريعي، سفير مصر الأسبق في أستراليا، جانباً من حياة شقيقه الراحل، قائلاً: ''حفظ عمار خمسة أجزاء من القرآن في طفولته، والده اشترى له بيانو للعزف عليه، فمواهب عمار لم تقتصر على الموسيقى فحسب، بل إنه كان سباحاً محترفاً، وخلال فترة الدراسة تعرف على الموسيقار كمال الطويل وتبناه، ثم تعرف على الموسيقار بليغ حمدي ورأس فريق الموسيقى وعمل مع الكثير من الفرق الموسيقية بعدها''. ويؤكد سفير مصر الأسبق أن شقيقه عمار كان يعشق ركوب الخيل وصيد الأسماك وكان محبوباً من جميع أشقائه، وهم مراد ''متوفى'' وكان مهندساً وعلي، ''عمدة منشية الشريعي''، ونجيب ''مهندس''، وليلى، مضيفاً أن زوجته ميرفت القصاص وقفت إلى جانبه كثيراً وأنجب منها ''مراد''، تلقى علوم الموسيقى الشرقية على يد مجموعة من الأساتذة الكبار في مدرسته الثانوية في إطار برنامج مكثف أعدته وزارة التربية والتعليم خصيصاً للطلبة المكفوفين الراغبين في دراسة الموسيقى، خلال فترة دراسته، وبمجهود ذاتي، أتقن العزف على آلة البيانو والأكورديون والعود ثم أخيراً الأورج.
بدأ حياته العملية عام 1970 م عقب تخرجه من الجامعة مباشرةً كعازف لآلة الأكورديون في عدد من الفرق الموسيقية التي كانت منتشرة في مصر آنذاك، ثم تحول إلى الأورج حيث بزغ نجمه فيها كأحد أبرع عازفي جيله، واعتبر نموذجاً جديداً في تحدي الإعاقة نظراً لصعوبة وتعقيد هذه الآلة واعتمادها بدرجة كبيرة على الإبصار. اتجه إلى التلحين والتأليف الموسيقي حيث كان أول ألحانه ''امسكوا الخشب'' للفنانة مها صبري عام 1975 م، وزادت ألحانه على 150 لحناً لمعظم مطربي ومطربات مصر والعالم العربي.
تميز في وضع الموسيقى التصويرية لعديد من الأفلام والمسلسلات التلفزيونية والإذاعية والمسرحيات التي نال معظمها شهرة ذائعة، وحصل العديد منها على الجوائز على الصعيدين العربي والعالمي.
كون فرقة الأصدقاء في عام 1980م, كانت تضم منى عبد الغني، حنان، علاء عبد الخالق وقد حاول من خلالها مزج الأصالة بالمعاصرة وخلق غناء جماعي حيث يتصدى لمشكلات المجتمع في تلك الفترة.
اهتم اهتماماً كبيراً بأغاني الأطفال فقام بعمل أغاني احتفالات عيد الطفولة تحت رعاية السيدة سوزان مبارك لمدة 12 عاماً متتالية، وشارك في هذه الأعمال مجموعة من كبار الممثلين والمطربين مثل عبد المنعم مدبولي، نيللي، صفاء أبو السعود، لبلبة، عفاف راضي. أولى اهتماماً كبيراً لاكتشاف ورعاية المواهب الجديدة مثل منى عبد الغني، حنان، علاء عبد الخالق، هدى عمار، حسن فؤاد، ريهام عبد الحكيم، مي فاروق، أجفان الأمير، آمال ماهر، وحديثاً أحمد على الحجار، سماح سيد الملاح.
تولى منذ عام 1991 م وحتى عام 2003 وضع الموسيقى والألحان لاحتفاليات أكتوبر التي تقيمها القوات المسلحة المصرية بالتعاون مع وزارة الإعلام والتي تعتبر ذروة احتفالات جمهورية مصر العربية بانتصارات أكتوبر تحت رعاية وحضور الرئيس المصري السابق محمد حسني مبارك، عيِّن أستاذاً غير متفرغ في أكاديمية الفنون المصرية في عام 1995 م.
تناولت أعماله العديد من الرسائل العلمية لدرجتي الماجستير والدكتوراه في المعاهد والكليات الموسيقية بلغت سبع رسائل ماجستير وثلاث رسائل دكتوراه من مصر في كلية التربية الموسيقية، جامعة حلوان، وكلية التربية النوعية، جامعة القاهرة، ومعهد الموسيقى العربية في أكاديمية الفنون، ورسالة دكتوراه من جامعة السوربون في فرنسا.
تجاوز عدد أعماله السينمائية 50 فيلماً، وأعماله التلفزيونية 150 مسلسلاً، وما يزيد على 20 عملاً إذاعياً، وعشر مسرحيات غنائية استعراضية, وقد قام كذلك بتلحين الحفل الموسيقي الضخم الذي أقامته سلطنة عُمان عام 1993م بمناسبة عيدها الوطني وكذلك عيدها الوطني عام 2010م وكان قد سبقه في تلحين أعياد عُمان الوطنية العديد من عمالقة الطرب العربي أمثال الموسيقار محمد عبد الوهاب، كما قدم بنفسه عددا من البرامج الشهيرة أبرزها البرنامج الإذاعي الذي استمر عدة سنوات ''غواص في بحر النغم''.
ومنذ الأيام الأولى للاحتجاجات التي طالبت برحيل الرئيس المصري السابق حسني مبارك كان للشريعي موقف واضح وذهب للتضامن مع المحتجين في ميدان التحرير وأصيب بأزمة قلبية نتيجة الإرهاق وأعلنت ظهر الجمعة السابع من كانون الأول (ديسمبر) 2012 وفاة الموسيقار الكبير عمار الشريعي داخل أحد مستشفيات القاهرة عن عمر جاوز 64 عاما جراء أزمة صحية لازمته خلال العام الأخير كله. وقبع الموسيقار الكفيف الراحل طيلة الأشهر الأخيرة في مستشفى في القاهرة للعلاج من مشكلات في القلب والرئة وأجرى أخيرا جراحة ''قسطرة'' في القلب وجراحة أخرى لإزالة الماء من على الرئة.

الأكثر قراءة