موضة قتل الآباء
أصبح قتل الآباء موضة.. فبين الحين والحين نسمع عن شاب قتل أباه.. بالرصاص.. بالسكين.. بالضرب المبرح.. شيء لا يصدقه عقل ولا يرضي الدين ولا الأخلاق.. أن يتجرد الابن من مشاعره وعواطفه وإنسانيته تجاه والديه.. ويتحول في لحظة شيطانية لمجرم قاتل يقتل ويُمَثِّل بأقرب الناس إليه.. إنها حقا حكايات يأبى العقل أن يصدقها أو يتخيلها.
الحكاية المفجعة هذه المرة حدثت في جدة، إذ أوقفت شرطة جدة شابا عمره 25 عاما إثر إقدامه على ضرب والده، والاعتداء عليه، حيث صدر بحق الأب تقرير الطبيب الذي حمل مدة الشفاء ثلاثة أسابيع، ليتم إيداع الشاب التوقيف تمهيدا لإحالته إلى الجهات القضائية.
هذا نص الخبر المنشور في جريدة "المدينة" في 1/10/2012.. وهذا الخبر وغيره كثير يعكس خطورة موضوع العنف الأسري، ولكن أن يصل إلى اعتداء ابن على والده فهذه كارثة الكوارث بكل المقاييس .. إنه لشيء مقزز تقشعر له الأبدان.. ولم أصدق نفسي وأنا أقرأ الخبر، وما زلت غير مصدق.. ما هذا الذي يجري حولنا؟! كيف وصلنا إلى هذا الحال؟!
أين عاداتنا وتقاليدنا، وخصوصياتنا، وتعاليم ديننا التي تحث على احترام الآباء والأمهات، أين المثل العليا والأخلاق الكريمة التي نشأنا عليها.. إلى أين نحن ماضون؟!
متى نستوعب أننا في مأزق حقيقي، مأزق أخلاق، الاعتراف نصف الحل، ونصف الطريق إلى الحل.
والحلول كثيرة.. وبأيدي جهات عديدة منها الإعلام الذي واجبه أن يكشف عن هذه الحوادث المفجعة.. ليناقش ويعالج، ويقدم الحلول!