750 ألف حاج في ضيافة «أدلاء المدينة»

750 ألف حاج في ضيافة «أدلاء المدينة»

شرعت المؤسسة الأهلية للأدلاء في المدينة المنورة في تنفيذ المرحلة الثانية من خطتها التشغيلية لموسم حج هذا العام التي تستهدف خدمة أكثر من 750 ألف حاج، من المتوقع أن تستقبلهم طيبة الطيبة بعد أن مَنَّ الله تعالى عليهم بأداء الفريضة.
وأوضح الدكتور يوسف بن أحمد حوالة رئيس مجلس إدارة المؤسسة، أن المؤسسة تقدم في إطار هدفها العام أفضل الخدمات الممكنة لضيوف الرحمن ورعايتهم من حين قدومهم إلى المدينة المنورة حتى مغادرتهم بسلامة الله.. مضيفا أن المؤسسة تؤدي الواجبات والمسؤوليات المنوطة بها نحو حجاج بيت الله الحرام وزوار المسجد النبوي الواردة في قرار إنشائها، حيث تمر مراحل العمل بخطوات تبدأ من أعمال الاستقبال والإسكان ومتابعة أحوال الحجاج أثناء فترة وجودهم في المدينة ومساعدتهم حتى مغادرتهم إلى مكة قبل الحج أو إلى جدة بعد الحج للعودة إلى أوطانهم, لافتا إلى أن مجلس إدارة المؤسسة هو الذي يضع الخطط التشغيلية لأعمال موسم حج كل عام, ولكل عضو مجلس إدارة مهام ومسؤوليات تتنوع انطلاقاً من القرارات الوزارية واللوائح الإدارية والمالية التي تعدها وزارة الحج.
وفي استعراض تاريخي لأعمال هذه المؤسسة الأهلية للأدلاء يجدر القول إن الأدلاء هي جهة كرست جهدها ووقتها لخدمة ضيوف الرحمن وزوار المسجد النبوي في المدينة المنورة، وأُنشئت مهنة الدلالة منذ سنوات طويلة في ظل حاجة ماسة للوافدين من جميع أنحاء المعمورة إلى من يقوم بتبصيرهم وإرشادهم إلى المسجد النبوي ومساعدتهم في كل أمورهم، وتطور الأمر حتى أسندت خدمة زوار المسجد النبوي إلى أسر من أهل المدينة المنورة ذوي خلق ومعرفة بلغات هؤلاء الزوار، ثم نظمت هذه العلاقة عن طريق السلطات الحكومية المتعاقبة بتخصيص دول ومقاطعات لتلك الأسر التي منحت تقارير تنيط بها خدمة جنسية أو جنسيات معينة من الحجاج, إلى أن حل العهد السعودي الزاهر بقيادة المغفور له الملك عبد العزيز- طيب الله ثراه- فأصدر أمراً سامياً بالموافقة على نظام هيئة الأدلاء في المدينة المنورة.
بعد أن أخذت أعداد الحجاج في تزايد مستمر، ارتأت الدولة السعودية ضرورة تطوير هذه المهنة في الوسائل والخدمات كافة، فصدر مرسوم ملكي تضمن وضع تنظيم متطور يحقق رفع مستوى هذه المهنة، وأسند إلى وزارة الحج والأوقاف (آنذاك) مهمة وضع اللوائح التنظيمية التي يتم بموجبها إقامة مؤسسات الطوائف، ثم تلاه أمر سام بالموافقة على مؤسسات الطوائف، ثم صدرت قرارات وزارية بإنشاء مؤسسات الطوافة في مكة، وأخيراً في سنة 1405هـ صدر أمر ملكي بإنشاء المؤسسة الأهلية للأدلاء في المدينة المنورة.
وتتفرع المؤسسة الأهلية للأدلاء في المدينة المنورة إلى عدة قطاعات كل منها له وظيفة خاصة به، ومنها قطاع الاستقبال، ويعد خطته التشغيلية المتضمنة لأعمال الاستقبال والترحيب بالحجاج واتخاذ الإجراءات المنظمة لعمليات التفويج على العمائر المعدة لإسكانهم من خلال مركز استقبال الحجاج بطريق الهجرة ومركز استقبال الحجاج في مطار الأمير محمد بن عبد العزيز في المدينة المنورة ومركز استقبال حجاج البر بطريق الجامعات.
أما قطاع الإسكان فإنه يعد خطته التشغيلية المتضمنة خدمات الإسكان والتنسيق مع بعثات الحج وأصحاب الدور السكنية لتصديق عقود الإسكان وإعداد بيانات التفويج طبقاً لهذه العقود ومراقبة التداخل لفترات الإسكان والمساهمة بفاعلية في مساعدة الحجاج للحصول على مسكن يتمشى مع قدراتهم المالية، والعمل على وضع الحلول اللازمة عند حدوث أي خلاف ما أمكن ذلك أو تأمين النقص من نسبة مالية من متعهدي السكن يتم احتجازها لهذا الغرض, فيما يتولى قطاع الجوازات وضع آليات متناسقة لعمليات تسلم وأرشفة وحفظ الجوازات الخاصة بالحجاج وانتقالها من قطاع لآخر وفق منظومة متكاملة تأخذ في الاعتبار أهمية جواز السفر أو الوثيقة للحجاج واستخدام المستندات النظامية التي تسهل عملية استخراج الجوازات وتنظم عمليات الاستلام والتسليم بما يضمن المحافظة عليها.
وتمتلك المؤسسة شبكة متطورة من الحاسب تمتد من المركز الرئيس للمؤسسة، وتتوزع في مراكز الاستقبال الثلاثة بمحطة الجو والبحر بطريق الهجرة ومركز استقبال حجاج البر، ومركز استقبال حجاج المطار، وترتبط جميعها ببعض مكاتب الخدمات الميدانية حتى تتم أعمال الربط الكلي مع كافة مكاتب المؤسسة، الأمر الذي ييسر حفظ المعلومات وتوافرها وتدفقها السريع في الوقت المناسب سواءً عند الاستقبال أو المغادرة، إضافة إلى أن قطاع الترحيل يؤدي خدمات واسعة ومتنوعة، وتتمثل في تنظيم حركة مغادرة الحجاج إلى مكة المكرمة قبل الحج، وإلى جدة براً وجواً وإلى بعض دول العالم جواً بعد الحج وفق خطة متكاملة لعمليات المسح الميداني لعمليات الترحيل في كافة المواقع بالمدينة المنورة، ومتابعة حثيثة لتطبيق عناصر الخطة التشغيلية وسرعة إنهاء إجراءات مغادرة الحافلات من مواقعها والعمل على راحة الحجاج واطمئنانهم، وكذا التنسيق مع فرع وزارة الحج في المدينة المنورة والنقابة العامة للسيارات وشركات نقل الحجاج.
ويمارس قطاع العلاقات الحكومية والبعثات عمله عبر مكتب خدمة الحجاج المنومين في المستشفيات وإنهاء بقية الإجراءات حتى يتم شفاؤهم والتنسيق مع الجهات ذات العلاقة لإنهاء إجراءات شهادات الوفاة لمن يتوفى منهم بالتعاون مع بعثات الحج وذوي المتوفين، ومن مهام هذا القطاع كذلك التنسيق التام مع بعثات الحج بحيث يكون همزة الوصل بين المؤسسة بقطاعاتها ومكاتبها المختلفة وبعثات الحجاج في المدينة المنورة أثناء موسم الحج.
وتضم المؤسسة العديد من القطاعات الأخرى التي تخدم ضيوف الرحمن، منها قطاع العلاقات العامة والإرشاد الذي يمارس مهامه عبر مراكز الحجاج التائهين المنتشرة حول المسجد النبوي الشريف، وتوفر المؤسسة كبائن انتظار للحجاج حتى يتم إيصالهم إلى مقر السكن الخاص بهم. كما يتولى هذا القطاع تزويد مراكز الاستقبال ومكاتب الخدمات الميدانية بالكتيبات والنشرات الخاصة بالتوعية الدينية والإرشادية ليتم توزيعها على الحجاج، ومن مهام هذا القطاع العناية بالحجاج في ميقات ذي الحليفة بإرشادهم إلى حافلاتهم بعد عقد النية وتأمين لباس الإحرام للمعوزين من الحجاج، مع الإسهام في توزيع الوجبات على الحجاج التي يتبرع بها أهل الخير أثناء الموسم، وكذلك يقوم هذا القطاع بالإسهام في توزيع عبوات ماء زمزم المبردة على الحجاج في بعض مراكز الاستقبال وكبائن التائهين بالتنسيق مع المكتب الموحد للزمازمة في مكة المكرمة.

الأكثر قراءة