سائقو حافلات الحجاج يتحسرون على حرمانهم من الفريضة

سائقو حافلات الحجاج يتحسرون  على حرمانهم من الفريضة

''نحمل الحجاج من أوطانهم لكننا لا نحج'' .. تكررت هذه العبارة على ألسنة سائقي حافلات أجنبية قادمة للحج هذا العام في حديثهم لـ ''الاقتصادية''. وقالوا: مهمتنا قيادة الحافلة.. نسمع تهليل وتكبير الحجاج داخلها دون أن نتمكن من أداء فريضة الحج .. وفي كل عام نحضر حجاجاً مختلفين ونكتفي بالنظر إليهم وهم يحجون.
''الاقتصادية'' التقت عددا من سائقي الحافلات داخل المواقف التي أعدت لمكوثها طوال موسم الحج .. يقول رضا - أحد السائقين: نجتمع حول حافلاتنا وحجاجنا في المشاعر المقدسة يؤدون فريضة الحج، وما يزيدنا ألما أننا لا نستطيع أن نؤدي الفريضة معهم بسبب أن مهمتنا فقط القيادة وليس من المقبول أن يكون القائد محرما أو حاجا.. وفي كل مرة تراودني نفسي بالحج ولكن لحاجتي للمال أضطر إلى العمل في نقل الحجاج من مصر إلى مكة المكرمة وتتوقف مهمتي عند هذا الموقف للحافلات. وهنا نجتمع مع بعضنا نحن قائديها في حديثنا وحول موائدنا نتجاذب أطراف الحديث الذي لا يخلو من الحسرة.
سائق آخر كان منهمكا في طهي الطعام لرفاقه يقول: لم يسبق لي أن حججت حتى الآن، على الرغم من أنني كل عام أحضر إلى المشاعر المقدسة قادما بحجاج مختلفين عن العام الذي قبله، ومع هذا أشاهد المنظر والأعداد الكبيرة من الحجاج وهم يقفون بعرفات، وأتمنى أن يسمح لقائدي الحافلات بالحج بدلا من مكوثنا دون عمل فترة بقاء الحجاج في المشاعر المقدسة ونحن بين مواقف الحافلات.
زميله المرافق له يقول: أعداد قائدي الحافلات الذين لم يحجوا هذا العام كثيرة وأغلبهم لم يسبق له أن حج إطلاقا وعددنا أكثر من 500 شخص ومرافق له.
''الاقتصادية'' تجولت في مواقف الحافلات فرصدت تحلق قائديها حول أدوات الطهي في مشهد يتماثل بين كل حافلتين؛ تجد مجموعة تتولى الترتيب والتنظيم وأخرى تطهو الطعام وتعد فناجين القهوة التركية، ومنهم جنسيات مختلفة قطعوا مسافات طويلة للوصول إلى مكة المكرمة. وبدوا جميعاً في حديثهم لـ ''الاقتصادية'' سعداء إلا أنه ينقصهم أداء الفريضة.

الأكثر قراءة