لقب «الحاج» الذي تتكسر أمامه جميع الرتب والمناصب

لقب «الحاج» الذي تتكسر أمامه جميع الرتب والمناصب

الألقاب والمناصب، هي مراتب يطمح لها كل من يعشق التميز، ويكدح من أجل الوصول إليها سنين من الاجتهاد والمثابرة، ومن غير المعقول أن يتنازل من يتقلد بها أن ينادى باسمه دون أن يكنى بها، لأنه يشعر وقتها أن هذا الأمر من أبسط حقوقه.
''لقب الحاج'' هو وسام نبيل لا تشكل أمامه كل تلك المسميات أهمية تذكر، بل إن المعادلة هنا تنقلب وتتغير إلى الاتجاه المعاكس، حينما يأتي الحاج الدكتور، أو المهندس، أو الضابط، أو من هو على شاكلة تلك المناصب، وقتها يحب ويفضل أن يزيل كل تلك الألقاب ويتربع على عرش اسمه لقب الحاج.
كثير من الحجاج بمختلف مشاربهم أتوا إلى صعيد عرفات، مكتسية أجسادهم بقماش أبيض، ساوى بين كبيرهم وصغيرهم، وأصبح مسمى الحاج هو الوحيد الذي يجمع بينهم في مناداتهم.
يقول الحاج مرتضى الدهشوري كبير مهندسي إحدى الشركات الكبرى في مصر: ''لطالما آسرني وأسعدني لقب مهندس، عندما يناديني به الناس، الذي تعبت واجتهدت سنوات طويلة للوصول إلى هذه المرتبة والمكانة التي أحظى بها أمامهم''.
وأضاف الدهشوري: ''لكن اللقب الاسمى والمحبب إلى قلبي، هو لقب ''الحاج''، الذي يصحبه عديد من الطقوس يقوم بها الأهل والأصحاب عند عودتنا إلى ديارنا من رحلة الحج، حيث تزدان أحياؤنا وحاراتنا لاستقبال أبنائها من الحجاج، أما منازلنا فتطوق أبوابها بطوق أخضر من الزرع والورود، لتعلم كل من يمر من أمام منازلنا بأن هناك حاجا أو حاجة أدت مناسك الحج''.
يتابع الدهشوري حديثه: ''من بعد ذلك تقام لنا الولائم والمناسبات احتفاء بتأديتنا هذا المنسك العظيم، واكتسابنا لقب الحاج، الذي ذكرت سابقا أنه يلغي أي منصب سبقه، سواء كان صغيرا أو كبيرا''. ويختتم حديثه: ''شعيرة الحج هي مطلب المنى وأمنية النفس، وبالتالي نحن نعيش أجواء طمأنينة وفرتها لنا السعودية من خلال الخدمات والمشاريع الخدمية، التي لم تجعلها قاصرة لفئة معينة، بل وفرتها لكل حجاج بيت الله الحرام، وبالتالي وجب علينا نحن من قدمنا إلى هذه البلاد الطاهرة أن نتقدم بالشكر والعرفان للقيادة السعودية، التي لا تتوانى في تقديم كل ما من شأنه خدمة ضيوف الرحمن''.

الأكثر قراءة