الحجاج المتعجلون يستكملون رميهم.. وتقديم غير النظاميين في الطواف للتنظيم
توافدت جموع الحجيج المتعجلين تجاه البيت العتيق لأداء طواف الوداع، واستكمال حجهم بعد رميهم الجمرات الثلاث أمس، مستفيدين من الرخصة الشرعية لمن تعجل في يومين، كما سمح للحجاج غير النظاميين برمي الجمرات والطواف قبل النظاميين للتخفيف عن الأخيرين.
واصطفت أعداد هائلة على الطرق المؤدية إلى منشأة الجمرات، حيث سلكت طريق المشاة من خلال أنفاق محبس الجن باتجاه الحرم المكي الشريف.
ورصدت ''الاقتصادية'' امتلاء الأنفاق الأربعة تماما بالحجاج والتي يقدر طولها بـ 1200 متر، في حين امتلأت الشوارع المحيطة بالحرم المكي من كل الاتجاهات، كما سلكت فئة أخرى من الحجاج طريق المسجد الحرام ''المعابدة'' باتجاه الغزة، وآخرون سلكوا الطريق الدائري الثاني عبر أنفاق السليمانية وجبل خندمة.
وعلى مستوى المسجد الحرام فرضت القوات الأمنية المرابطة حول الساحات، وعلى مداخل المسجد الحرام طوقا أمنيا تنظيميا، واضعين حواجز بلاستيكية بألوان خضراء وحمراء على جوانب الممرات التي تمت تهيئتها لدخول وخروج الحجاج إلى صحن الطواف، في حين تم رفع السجاد من أروقة الحرم المكي الشريف كاملا، إضافة إلى إبعاد جميع حوامل المصاحف من الطوابق الأرضية والعلوية وعبوات ماء زمزم المنتشرة على مستوى الحرم، وذلك في إجراء لمنع تعثر أو إعاقة الحجيج أثناء طوافهم وسعيهم.
ولجأ الحجاج بسبب الزحام الشديد إلى الطواف حول الكعبة من الرواق القديم والتوسعة السعودية الأولى والطوابق العلوية والسطح أيضا، حيث بدأت القوات الخاصة لأمن الحج والعمرة وقوات الطوارئ الخاصة وقوة الواجب من الحرس الوطني في تنظيم الحجيج الداخلين والخارجين من الحرم، إذ اقتضت المصلحة العامة ووفق الخطط منع الازدواجية في الدخول والخروج من بعض البوابات حتى لا يؤدي ذلك للتدافع.
كما منع الحجاج من إكمال طريقهم إلى الحرم وهم يحملون أمتعهم التي لا حاجة لهم بها أثناء الطواف، وسمح فقط بالمظلات الواقية من أشعة الشمس، كما تم منع العربات المخصصة للمقعدين من الدخول إلى صحن الطواف، نظرا للكثافة العددية الهائلة للحجاج والتي وصلت للذروة منتصف الظهيرة.
كما رصدت ''الاقتصادية'' حالات إسعاف من قبل فرق التدخل السريع في صحن الطواف لحاج مسن، وعلى الرغم من المسافات الطويلة التي قطعها الحجاج غير النظاميين خلال رحلتهم مشيا على الأقدام إلا أنهم تسببوا في كثرة الزحام والتدافع وعبور الشوارع بطرق غير آمنة، ولم تكن هناك جهة تنظم تحركاتهم أوقات التفويج بحكم عدم التحاقهم بمؤسسة أو شركات طوافة تتولى خدمتهم وتقدم لهم خدمة التنقلات.
أما على مستوى الحجاج النظاميين فقد التزموا بأوقات التفويج المنصوص عليها من قبل وزارة الحج، إذ سمح في بداية الأمر لغير النظاميين برمي الجمرات ثم السماح للنظاميين وبشكل تتابعي بالرمي وفق الجدول الزمني لكل مؤسسة وكل شركات حجاج داخل، مما أسهم في تخفيف شدة الزحام على المرافق العامة وعلى الحرم المكي الشريف وعلى شبكة الطرق الداخلية للعاصمة المقدسة.
وشهدت مكة كثافة عالية في أعداد المركبات غير المرخص لها في نقل الحجاج ''الخصوصي''، فيما تم فرض الخطط المرورية لليوم الثاني عشر من قبل إدارة مرور العاصمة المقدسة في توحيد بعض الشوارع والميادين العامة بنظام الاتجاه الواحد، حيث بدا كل المسارات الصاعدة والنازلة باتجاه واحد وذلك لتغذية المنطقة المركزية وحتى ميدان الدوارق على مدخل مكة جدة السريع لاستيعاب الأفواج القادمة من الطائفين والحجاج القادمين من مشعر منى.