«الكدّادة» يزاحمون 20 ألف حافلة نقل في المشاعر
توقع مختصون أن يحقق سائقو سيارات النقل الخاص بين المشاعر التي تعمل دون تراخيص نظامية خلال موسم الحج، أرباحاً قد تصل إلى ثلاثة أضعاف، ما كانوا يحققونه خلال الأيام العادية، مستغلين حاجة أعداد كبيرة من الحجاج للتنقل بين مكة المكرمة والمدينة المنورة وجدة أو داخل هذه المدن.
وقال المختصون إن ما يعرفون بـ ''الكدّادة'' هو مصطلح يطلق على موظفي القطاعين العام والخاص وطلاب الجامعات يستخدمون سياراتهم الخاصة أو تلك التي يتم إيجارها من مكاتب تأجير السيارات، يرفعون أسعار خدماتهم على الحجاج الراغبين في التنقل بين مكة المكرمة والمدينة المنورة وجدة أو داخل هذه المدن، بهدف تحقيق مكاسب مالية من وراء نشاطهم والذي تعتبره الجهات المعنية غير نظامي.
وينطلق ما يعرفون بـ ''الكدّادة'' منذ اليوم الأول من بدء إجازة عيد الأضحى المبارك إلى المشاعر المقدسة بسياراتهم الخاصة أو أخرى يتم تأجيرها من مكاتب متخصصة لهذا الغرض، رغم التكلفة العالية لإيجار السيارات خلال موسم الحج، إلا أنهم على قناعة تامة بأنهم قادرون على جني عوائد مالية لا تقارن بالمبالغ التي يدفعونها نظير إيجار السيارات. فهنالك ''كدّادة'' ينطلقون من الطائف وجدة والرياض والدمام والأحساء، و''كدّادة'' يخرجون من بطون مكة والمدينة المنورة.
وهنا يقول سعيد البسامي رئيس لجنة السيارات والنقل في غرفة جدة إن هناك شركات متخصصة تعمل في نقل الحجاج، سواء حافلات من داخل المملكة أو خارجها بعد الحصول على التراخيص النظامية من الجهات المعنية. أما فيما يخص نقل الحجاج والمعتمرين أو غيرهم من الركاب الآخرين بين مكة والمدينة وجدة، فإن ذلك يعتبر موسما مهما لمن يطلق عليهم ''الكدادة''.
#2#
وأضاف البسامي أن ''الكدّادة'' يحققون إيرادات يومية تصل خلال أيام الحج إلى ثلاثة أضعاف ما كان يكسبونه في غير موسم الحج، رغم أنهم يعملون بطرق غير نظامية وقد تعرضهم لمخالفات مرورية، ولكنهم على قناعة بأن ما يكسبونهم يعوضهم عن أي مخالفات مرورية يحاولون قدر الإمكان تجنب الوقوع فيها.
ويرى أن تأثير نشاط ''الكدّادة'' في نشاط بقية وسائل النقل الأخرى التي تعمل وفق تراخيص نظامية في موسم الحج يعتبر محدودا، خاصة المستثمرين الأساسيين المعتمدين من قبل وزارة الحج لنقل الحجاج خلال موسم الحج، مشيرا إلى أن شركات النقل المعتمدة لنقل الحجاج لا تكترث كثيرا لنشاط ''الكدادة'' ويعتبرونه غير مؤثر.
وأوضح أن هنالك أكثر من 20 ألف حافلة تعمل في نقل الحجاج بين جدة ومكة والمدينة المنورة، حيث يمثل موسم الحج فرصة لتحقيق إيرادات مالية لشركات النقل العام، على الرغم من وجود حافلات وسيارات خاصة تعمل في موسم الحج دون تراخيص نظامية.
وبين أن المستثمرين في قطاع النقل يجهزون أعدادا كبيرة من المركبات والحافلات للعمل في منطقة المشاعر خلال موسم الحج، كما أن هنالك حافلات النقل العام تعمل على نقل الحجاج والمعتمرين على مدار العام من المدن الرئيسة في المملكة إلى مكة والمدينة، حيث يقوم أصحاب حافلات النقل العام بالتنسيق مع حملات الحج لنقل الحجاج إلى المشاعر المقدسة، وهي حافلات ليس لها علاقة بلجنة الحج.
#3#
من جانبه، قال المهندس عبد الله عمر قاضي نائب رئيس اللجنة الوطنية للحج والعمرة، لشؤون العمرة، إن اللجنة تجري الآن دراسة ميدانية لواقع النقل الخاص خلال موسمي الحج والعمرة، وإنه فور الانتهاء من صياغة ملاحظات الدراسة سيتم رفعها إلى الجهات المعنية، لتقنين هذا النشاط. وقال إن اللجنة لاحظت تزايد أعداد الذين يقدمون خدمات النقل الخاص بطرق غير نظامية من مطار جدة ومطار الأمير محمد بن عبد العزيز في المدنية المنورة خلال موسم الحج والأيام العادية أيضا.
وأضاف أن الرصد الميداني سيشمل النقل الخاص سواء كان مرخصا وغير مرخص، وخاصة أن هنالك سيارات مرخص لها بمزاولة هذا النشاط تفتقد أبسط قواعد السلامة، وأغلبها من السيارات القديمة المتهالكة، حتى الموديلات الحديثة منها لا يستخدم أصحابها ''العداد أثناء نقل الحجاج والمعتمرين أو حتى الركاب العاديين. وأشار إلى أن اللجنة ستقدم توصياتها للجهات المعنية بهدف تطوير نشاط النقل الخاص وتقيننه.
وأشار إلى أن التسعيرة المعمول بها لدى سيارات النقل المرخص لها من مطار جدة إلى مكة خلال الأيام العادية في حدود 150 ريالا للمشوار، أما المشوار بواسطة سيارات النقل الخاص فيراوح بين 120 إلى 130 ريالا، إلا أن مستخدمي هذه السيارات لا يدركون المخاطر التي قد تواجههم في حال وجود أي مخالفات مرورية أو أمنية تتعلق بالمركبة أو السائق نفسه.
وقال: ليس من الضروري حاليا التركيز على وقف نشاط السيارات غير المرخصة بقدر الاهتمام بتوفير عدد كاف من السيارات المرخصة، حتى يجد الحاج أو الراكب العادي وسيلة نقل آمنة ومرخصة.
وبين أن نشاط الكدّادة يتزايد طوال موسم الحج ولكنه يكون بشكل كبير في الـ 12 و 13 ذو الحجة وهو وقت الخروج من منى إلى الحرم المكي أو أثناء مغادرته، وأن هذا يعتبر وقتا مناسبا لنشاط الكدّادة الذين يعمدون إلى رفع أسعار خدماتهم على الحجاج لعدم وجود أي وسيلة أخرى يمكن أن يستعين بها الحاج للوصول إلى مقر إقامته. وأضاف أن اللجنة ليس لديها اعتراض على رفع تسعيرة النقل خلال موسم الحج ولكن يكون بشكل مقنن.