حجاج يحملون معتقدات مغلوطة حول وقت النحر
يحمل كثير من الحجاج القادمين إلى الأراضي المقدسة معتقدات وعادات خاطئة في أوقات ذبح الأضاحي. هذا النسك الذي يحمل الكثير من المشاهد الغريبة والتي يصر فيها البعض من الحجاج على ذبح أضاحيهم بأنفسهم رغم أن الإسلام لا يستوجب عليهم فعل ذلك.
وأصر حاج أن يلطخ يده بدم أضحيته ويمررها على سائر جسده، في مشهد غريب وبيّن أن هذه الطريقة تعني أن أجر دم الأضحية سيطهر جسده ويكسبه الأجر الكامل.
وقال الدكتور سعود الحتيرشي مدير إدارة المسالخ في أمانة العاصمة المقدسة: ''إن الكثير من الحجاج يحملون في جعبتهم المعتقدات الخاطئة، وخصوصا الحجاج القادمين من جنوب وشرق آسيا، وتحديدا الإندونيسيين، الذين نعمل لهم ترتيبات خاصة في موسم كل حج، لأنهم يقدمون على ذبح الأغنام قبل موسم الحج وبعده، اعتقادا منهم أن ذبح الأغنام يعتبر قربانا إلى الله، حيث يقومون بممارسة هذا الفعل قبل الحج أو بعده ويتلقفهم بعض الجزارين ويوهمونهم بأنهم سيساعدونهم، وبعد الانتهاء يترك الحجاج هذه الأغنام مذبوحة على الأرض للجزارين ظنا منهم أنهم سيوصلونها إلى الفقراء والمحتاجين ومن ثم يقوم الجزارون ببيع هذه الأغنام''. ولفت الحتيرشي إلى أن هذه الأفعال مخالفة للشرع وفي الوقت نفسه فإنها تسبب إرباكا للمسلخ، بحيث لا يتقيد الجزارون بالتعليمات ويتركون هذه الذبائح على الأرض نتيجة للعدد الضخم الذي يقومون بذبحه الذي يصل يوميا إلى ثلاثة آلاف رأس من الغنم وهو يخص هؤلاء الحجاج، مؤكدا أن هذه الأغنام لا تذهب إلى الجهات الخيرية وبالتالي يتعرض الحجاج إلى عملية نصب واحتيال من قبل بعض الجزارين.
وطالب رؤساء بعثات الحجاج بضرورة توعية حجاجهم ببطلان مثل هذه المعتقدات من جهة، ومحاولة تنظيم مثل هذه الصدقات التي يقدمونها في حال إصرارهم على ذلك حتى لا يتعرضوا للنصب والاحتيال، موضحا أن الأمانة قامت بوضع لوحات إرشادية تفيد بتعهد إدارة المسلخ بايصال الذبائح إلى المستودع الخيري الذي يملك ثلاجة خاصة في المسلخ لصرفها للفقراء والمساكين في مكة المكرمة.
وشدد الحتيرشي على ضرورة التنسيق مع رؤساء البعثات لإيجاد آلية يمكن من خلالها توفير المواشي للحجاج عن طريق متعهد يتم الاتفاق معه لجلبها إلى أي مسلخ معتمد (حتى لا يتم اللجوء إلى السماسرة). ويتم في المسلخ ذبح المواشي بحضور الحجاج ليروا عملية الذبح ويخيروا بين أخذ المذبوحات أو تركها ليتولى مندوب الجمعية الخيرية مباشرة توزيعها لفقراء ومساكين الحرم.
وأكد الحتيرشي أن الأمانة شددت على متعهد المسلخ فيما يتعلق بالعاملين في المسلخ من الجزارين بضرورة سلامتهم، وحملهم إقامات نظامية، وشهادات صحية تفيد خلوهم من أي مرض معدٍ أو فيروسي، موضحا أن الأمانة غرمت المتعهد أكثر من مرة لمخالفته النظام فيما يخص العاملين في المسلخ، مؤكدا أن الأمانة لا تتهاون أبدا في هذا الجانب.