150 ألف من الحجاج المخالفين وراء تأخر قطار المشاعر وتدافع الحجيج
فتحت أمس، لجنة خماسية بتوجيه من الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة، التحقيق في أسباب التأخير الذي حدث للحجاج عند بوابتين لمحطة قطار المشاعر في عرفة، وذلك بعد أن أشارت الدلائل الأولية إلى تورط إحدى مؤسسات الطوافة.
ووفقاً لمصادر رسمية، أكدت لـ ''الاقتصادية'' أن مؤسسة الطوافة التي تدفع بشريط فيديو مسجل لحجاجها، والمتورطة في الحادثة هي مؤسسة مطوفي حجاج جنوب آسيا، خاصة أنها المستفيدة من بين كل المؤسسات من القطار، إذ يتجاوز عدد حجاجها المستخدمين له حاجز الـ 300 ألف.
وتقدم أسامة فيلالي رئيس اللجنة الوطنية أيضاً بشكوى رسمية أمس لوزارة الحج، بتضرر جميع شركات حجاج الداخل من التأخير، الأمر الذي جعل من بعض حجاج المؤسسات الأخرى ينتظرون لفترات طويلة أمام البوابات دون مغادرة للتكدس الذي حدث.
وكان الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة نائب رئيس لجنة الحج العليا رئيس لجنة الحج المركزية، قد وجّه البارحة بتشكل لجنة للتحقيق في أسباب التأخير عند بوابة محطة القطار رقم 1 و3، ما تسبب في تزاحم الحجاج وتدافعهم.
وتضم اللجنة التي شكلها أمير مكة المكرمة خمس جهات: إمارة مكة المكرمة، وزارة الحج، وزارة الشؤون البلدية والقروية، وقوات أمن الحج، والدفاع المدني.
وأكد مصدر في اللجنة أنهم باشروا مهام التحقيق، وسيتم الرفع بالنتائج فور الانتهاء، موضحاً أن الأسباب الأولية لتأخر القطار تكمن في دخول أكثر من 150 ألف حاج من الحجاج المخالفين المفترشين إلى محطة القطار لا يحملون تذاكر، وإلى تورط إحدى مؤسسات الطوافة فيما حدث والتي يتم التحقيق معها حالياً.
#2#
وأبان أن توجيه أمير مكة واضح وصريح ويقضي بمعاقبة المتسببين، بعد انتهاء التحقيقات ومعرفة الأسباب الحقيقية للمشكلة، مطالباً بضرورة تحري الدقة في نقل أي معلومة، حيث إن القطار لم يتعطل بحسب ما تناقلته وسائل الإعلام الإلكترونية.
بدوره قال لـ ''الاقتصادية'' حاتم قاضي وكيل وزارة الحج والمتحدث الرسمي لها: ''الإجراءات النظامية لهذه القضية ستتخذها اللجنة التي شكلها أمير مكة، وأن تحقيقات اللجنة تأتي لمعرفة الأسباب وإظهار الحقيقة وتحديد المسؤوليات''، مردفا: ''تلقينا البارحة الأولى إفادة عاجلة من وزارة الشؤون البلدية والقروية – الجهة المشغلة للقطار - بإيقاف التفويج إلى القطار حتى تنتهي مشكلة التدافع التي حدثت عند البوابات ووجود آلاف الحجاج عليها، وأن عليهم الانتظار نحو 90 دقيقة''.
وأبلغ قاضي، أنه إذا كان هناك مؤشر في بيان الإمارة يشير إلى إحدى المؤسسات بالتورط، فليس هناك سوى مؤسسات مطوفي حجاج جنوب آسيا حيث إن أكثر من 300 ألف من حجاجها يستخدمون القطار، الذي يمر أيضاً بكثير من المواقع بجوار مقراتها، مستدركاً: المؤسسة تدفع الآن بشريط فيديو يؤكد التزامها بالبرامج الزمنية، كما أن الإدانة لن تثبت ضدها أو ضد أي طرف آخر إلا بعد الانتهاء من التحقيقات.
من جهته، قال لـ ''الاقتصادية'' الدكتور رشاد بن محمد حسين، نائب رئيس مجلس إدارة مؤسسة مطوفي حجاج جنوب آسيا: ''نحن نثق باللجنة وبنتائج التحقيقات التي تصدر عنها''، مردفاً: ''صحيح نحن نستخدم القطار لنحو 352 ألف حاج من حجاج مؤسستنا، لكننا ملتزمون ببرامجنا الزمنية، ولدينا صور لمحطة القطار رقم (1) تثبت من كانوا هناك متواجدين ونوعية الحركة التي تواجدت''، مشيرا إلى أن من المؤكد أن الجهات الأمنية لديها أدلة وصور على ما حدث، لكن المطلب هو تحليل تلك البيانات بالشكل الذي يظهر الحقيقية، لافتاً إلى أن مؤسسته لها سمعتها ومكانتها وتثق تماماً بالنتائج التي ستصدر، وأنها لم تتسبب في ذلك الحدث رغم أنها تستخدم القطار وأنه قريب من مخيماتها في المشاعر.
وأفاد أن المشكلة يراها من وجهة نظره في الحجاج غير النظاميين الذين لا يحملون تصاريح حج، وقال: ''نحن منذ سنوات لم ننجح في الحد من حجم ظاهرة الحجاج المخالفين، ولكن إن شاء الله نجد الإجابة الشافية من لجنة التحقيق''.