تجار يتصيدون الحجاج بلغاتهم

تجار يتصيدون الحجاج بلغاتهم

انتهج تجار مكة طريقة يهدفون من خلالها إلى توجيه القوى الشرائية لدى ملايين الحجاج القادمين إلى مكة المكرّمة لمحالهم التجارية، وذلك باستخدام اللوحات الدعائية في الطرقات لعرض منتجاتهم، ولكن في هذه المرة بعدة لغات حية؛ لتصل إلى أكبر شريحة من ضيوف الرحمن غير الناطقين باللغة العربية.
هذه الطريقة التي استخدمها التجار، هي محاولة منهم لجذب البساط من الباعة الجائلين وأصحاب البسطات المتحرّكة الذين يعرضون كافة المنتجات سواء الكهربائية أو المنزلية أو حتى العاب الأطفال، إضافة إلى أجهزة الجوّال، التي تلقى رواجاً كبيراً لدى هؤلاء الحجاج نظراً لرخص أسعارها التي تكون في متناول اليد، فضلاً عن كونها رديئة الصنع.
يقول سامي كابلي، صاحب محل تجاري في مكة المكرّمة: ''معلوم أن البيئة الاقتصادية في مكة المكرّمة تكون في ذروتها خلال أيام الحج، وذلك بطبيعة الحال لتوافد أكثر من أربعة ملايين حاج وزائر ومعتمر خلال شهرين، وبالتالي انتهجنا مثل هذه الطريقة لتوجيه نظر الحاج أو المشتري إلى منتجاتنا لكي يبتعد ولو قليلاً عن تلك البسطات أو الباعة الجائلين، على الرغم من يقيننا أن هذه الطريقة لن تجذب سوى 40 إلى 50 في المائة على أقصى تقدير''.
وبرّر كابلي هذه النسبة الضعيفة مقارنة بالحملات الدعائية القوية والمكثفة، بأن أغلبية الحجاج القادمين الى مكة ليست لديهم الأموال الكافية، وهم يعتبرون في أغلب الأحوال من ذوي الدخل المحدود، وبالتالي فهم يجدون لدى تلك البسطات العشوائية والباعة الجائلين ضالتهم في توافر احتياجاتهم مقابل أسعار رمزية''.
وأضاف: ''هناك فئة من الحجاج نستهدفهم نظراً للقوة الشرائية لديهم، وهم بطبيعة الحال حجاج الدول الخليجية، وحجاج جمهورية إيران الذين يتوافدون وبشكل منقطع النظير على الأسواق لشراء الهدايا والمستلزمات المنزلية سواء الكهربائية أو غيرها''.
وتتصدّر المسابح والسجاد والخواتم الفضية والذهب وصور المسجد الحرام والمسجد النبوي والكعبة المشرّفة السلع الأكثر جذباً للحجاج وزوّار مكة المكرّمة خلال موسم الحج الذين يحرصون على اقتنائها والعودة بها إلى ديارهم؛ لتقديمها كهدايا لذويهم أو الاحتفاظ بها كتذكار لهم.
وتختلف اهتمامات الحجاج باختلاف جنسياتهم، حيث يركز الشيشانيون والإيرانيون والإندونيسيون على الفضيات، بينما يركز الأتراك على السبح والمجسمات الصغيرة التي تحتوي صوراً للكعبة المشرّفة والمدينة المنوّرة، أما مواطنو دول مجلس التعاون الخليجي فيحرصون على اقتناء السجاد الفاخر وسبح الكهرمان والأخشاب الثمينة والخواتم الفضية المرصعة بالأحجار الكريمة، مثل العقيق والفيروز والزمرد واللازورد.

الأكثر قراءة