وزير الداخلية: سنبحث ارتفاع أسعار حملات الحج
استبعد الأمير أحمد بن عبد العزيز وزير الداخلية ورئيس لجنة الحج العليا أي مخاوف من الحجاج الإيرانيين، وقال تلقينا تأكيدات من الجانب الإيراني بأنهم حريصون على أمن وراحة الحجيج مثل حرصنا أو أكثر، وأعتقد أن الأمور طيبة من ناحية الحجاج الإيرانيين.
وكشف وزير الداخلية أن التحقيقات ما زالت جارية مع من تم القبض عليهم من المتسللين الإيرانيين على الشواطئ السعودية، وقال ما بلغني حتى الآن أنهم قادمون لطلب المعيشة وبحسب إفاداتهم كانت وجهتهم إلى الكويت إلا أن قبطان المركب أنزلهم في الشواطئ السعودية وبطبيعة الحال حالت يقظة رجال حرس الحدود دون إتمام عملية تسللهم، كما تم تتبع المركب في عرض البحر وإلقاء القبض على قائده الذي قام بعملية تهريبهم وما زالوا قيد التحقيق، ولم نلحظ لهم حتى الآن أن لديهم نوايا سيئة.
#2#
وقال وزير الداخلية ردا على سؤال لـ "الاقتصادية" حيال تسرب الحجاج إلى المشاعر المقدسة "الكل يريد أن يحج وقد تكون الأكثرية منهم غير قادرين على الالتحاق بحملات الحج لأنها مكلفة والتنظيم الذي نعمل عليه ليس نريد منه المنع في حد ذاته، لكن يقصد منه التأكد من أن الحاج القادم لديه تصريح بالحج والذي يخوله للحصول على مكان مناسب وإعاشة وتنقل بوسائل مواصلات مريحة، أما ما عداهم فهم سيكونون مفترشين لأنهم غير ملتحقين بحملات أو مؤسسات معنية بخدمة الحاج وبالتالي نهدف إلى تحقيق الانسجام والراحة لكل الحجاج ولا نستطيع أن نمنع الحجاج من ذلك لكونهم يقدمون من أطراف مكة المكرمة ومداخلها المتعددة وبالتالي يصعب حصرها من مواطنين وغير مواطنين يلجأون للافتراش في أوضاع غير لائقة وغير صحية وأن ما قدمه ولي الأمر من تنظيم فهو في مصلحة الحجاج والزوار والمعتمرين".
وفيما يتعلق بالوضع الأمني في سورية ومدى تأثيره في الحجيج قال وزير الداخلية "لا أعتقد أي تأثير، لأن هؤلاء الحجيج قادمون لطاعة الله ولا يتأثرون بما هو حاصل في أماكن أخرى، ولا أعتقد أن لذلك أثرا أو مردودا على أمن الحج".
وحول عدم قدوم وفد رسمي للحج من سورية قال وزير الداخلية "ليس لدي علم بذلك إنما الشيء المؤكد أن المملكة وقيادتها لم تمنع أي وافد سوري قادم بنية الحج ولا أي حاج من أي دولة أخرى خاصة البعثات الرسمية إلا من تأخر وفاته الوقت فعليه القدوم في الموسم القادم".
وحول كثافة التعزيزات الأمنية حول مقار البعثات الإيرانية قال إن التعزيزات تتضمن تعزيزات مرورية وأمنية ونحن ننظر لكل بعثات الحج بمنظار المساواة وتوفير الخدمات الأمنية لهم ولمقارهم ولا نعتقد أن يحدث من أي فئة تأثير على أداء الحج أو أمن الحجاج.
وفيما يتعلق بمطالبة بعض الدول بزيادة حصتها في عدد حجاجها أجاب الأمير أحمد "إننا نحمد الله على أن العالم الإسلامي يعيش في تحسن في معيشته ونتمنى له في المستقبل أن يعيشوا في مزيد من رغد العيش، وفي ظل ذلك نتوقع من الدول طلب زيادة في أعداد حجيجها في كل عام عما هو معمول به بالنسبة لحصة كل دولة، وهذا شيء محمود لا يمكن لأي أحد أن يعترض عليه، ولهذا نحن نعمل على تطوير مشاريع مكة لاستيعاب الأعداد المتوقعة من الحجيج ونأمل أن تتاح الفرصة لأكبر عدد من الحجيج ولو يفتح الباب للجميع بالحج لكانت الأعداد بالملايين، لكن الحج ركن وهو فريضة مرة واحدة في عمر الإنسان وعلى من حج أن يتيح الفرصة لغيره من المسلمين الراغبين في الحج، هذا فيما يخص حجاج الخارج، وانتهجت المملكة لتحديد النسب حتى لحجاج الداخل، حيث فرضت تنظيما لمن حج لا يكرر الحج إلا بعد خمس سنوات في إجراء للحد من عملية تكرار الفريضة وهم قريبون جدا من المشاعر حتى السعودي لا يستطيع الحج إلا بتصريح، لكننا نحتاج إلى تنظيم أمور الحج".
#3#
وحول المبالغة في تكاليف حملات حجاج الداخل قال الأمير أحمد: نلاحظ أن بعض مؤسسات حجاج الداخل تعطي مميزات وفق مصطلح خدمة خمس نجوم لحجاجها، لكن الذي ينبغي علينا ونحن نتجرد من المحيط ونلبس لبسا موحدا لا يفرقنا عن غيرنا من المسلمين من حولنا بالمشاعر المقدسة وأننا متساوون في كل الحقوق والواجبات ولكن وجود مثل هذه الحملات بهذه الأسعار ينبغي مراجعة ما تقدمه من خدمات للحد من ارتفاع الأسعار وغير معقول أن يحصل حاج على خيمة بمفرده أو أن يكون له ترتيبات خاصة وأن الحج من فوائده أنه يزيل الفروق ويقربنا من بعضنا البعض فلا فرق بين غني أو فقير، وستعمل وزارة الحج على مراجعة تلك التنظيمات المعنية بالمؤسسات والشركات لحجاج الداخل لإعادة النظر فيما تم ذكره من ارتفاع من أجور تكلفة الحاج وأنها مبالغة وأن التنافس لا يدفع إلى هذا الحد وألا يستقل موسم الحج لتحقيق ربح مادي فقط غير مرغوب فيه، ويجب على وزير الحج متابعة ذلك وسنتدارسه في لجنة الحج العليا بحيث تكون الأمور ميسرة على الجميع فيما يتعلق بالحج وإن كانت هناك مستويات معينة فلا بأس بها وأن تكون في حدود المقبول.
وحول إعداد رجال الأمن بمهمة الحج قال وزير الداخلية إنهم رسل رحمة يقدمون خدمة لضيوف الرحمن وإن كان لبسهم عسكريا فهم في خدمة الضيوف وإن تدريبهم وإعدادهم من خلال الاعتناء بهذه الجوانب الإنسانية ليتعاملوا مع كل الشرائح والفئات العمرية من جميع أقطار العالم وعلى مختلف لغاتهم، ومطلوب من رجال الأمن التحمل والصبر والتعامل برفق إلى أقصى حد مع حجاج بيت الله الحرام في حين هم معدون إعدادا جيدا لرصد ومتابعة وضبط كل من يحاول الإخلال بالأمن والتسبب في ضرر للآخرين.
وحول التوسع في المساحة المخصصة للحجاج في مشعر منى قال هناك دراسات تجرى للتأكد من أنسب الحلول الناجعة لبناء ما يناسب مشعر منى ومنها مبان في سفوح الجبال وهناك مقترح حول البناء في الوادي والأفكار متعددة ونسعى لأن تكون تلك الحلول مفيدة لزيادة المساحة على أن تكون الخيام موجودة ولا يمكن الاستغناء عنها ولا نريد الاستعجال في هذه المشاريع بقدر ما نحتاج إلى التأكد من الأفضل والأصلح لخدمة ضيوف الرحمن والتيسير عليهم.
وحول محاولة بعض الدول تسييس موسم الحج لأغراض خاصة وهل للمملكة جهود في ذلك للحد من تلك المحاولات؟ أجاب الأمير أحمد بأنه مجرد مقولة تقال في بعض الدول ولم يثبت لدينا وليس بالضرورة أن ذلك حقيقة قائمة وأن من يرفض تسييس الحج هم الحجاج أنفسهم سواء من البلد نفسه الذي روج لتلك المقولة أو من غيرها من البلدان، فالجميع جاءوا لأداء فريضتهم، لكن نجد أن بعض الحملات يأتي معهم مرشد أو عالم يقوم بأدوار خلال موسم الحج المتمثلة في تعليمات وكلمات إرشادية توضيحية لشعائر دينهم.
#4#
وكان وزير الداخلية قد استهل المؤتمر الصحافي بكلمة رحب فيها بالحجيج، متمنيا أن يؤدوا حجهم بكل يسر وسهولة والقبول من الله - عز وجل - ونحمد الله أن هيأ لنا القيادة الراشدة التي تهتم دائما بشؤون المسلمين في هذه البلاد وفي كل البلدان، وأضاف أن من أهم الأمور التي لديها تسهيل أمر الحجيج والزوار في مكة والمدينة المنورة خلال الموسم والجهد المبذول لا يحتاج إلى إذن مني أو من غيري التوضيح الواقع هو الشاهد والواقع هو الملموس ولا شك أننا نتوقع الازدياد في أعداد القادمين ولهذا تعمل هذه المشاريع التي بدأت في حياة المؤسس الملك عبد العزيز ثم توالت في عهود الملوك الذين توالوا على إدارة شؤون هذه البلاد إلى هذه العهد الميمون في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وما ترونه من جهود مبذولة في المشاعر المقدسة والحرمين وهو دليل على هذا الاهتمام لخدمة الحجاج والمعتمرين لجعل الأمر ميسرا وسهلا، وما ترونه من مشروعات في الحرمين الشريفين والجهود التي تعمل على مدار العام في وقت محدد والاستفادة من كل الإمكانات المتاحة للمملكة لأن تقدم خدمات كل حسب تخصصه في الأجهزة الحكومية ومسؤوليته ومن خلال لجتني الحج العليا والمركزية في مكة المكرمة والمدينة المنورة وهو جهد جماعي منظم بني على خطط مدروسة وترتيبات معمولة تكون نتائجها المحصلة طيبة - بحمد الله، خصوصا في السنوات الأخيرة، وكل الوزارات تعمل ضمن خططها التي تعدها منذ فترات طويلة لخدمة ضيوف الرحمن.
وتابع وزير الداخلية لقد عاصرت الحج منذ صغري وكيلا لإمارة منطقة مكة في عهد إمارة الأمير فواز وهذا أكسبني معرفة أكثر بأمور الحج والحجيج ثم وزارة الداخلية التي هي المرجعية التي تهتم بأمور ضيوف الرحمن ولقد كانت هناك عوائق كثيرة خلال السنوات الماضية والتي من أهمها مشاكل التواصل والاتصال بين الجهات والانتقال من مكان إلى آخر وكان في عام 1394 هـ كان هناك ضغط كبير وطفرة في عدد الحجيج ولكن الأمور أصبحت بسهولة.
ولعلكم تذكرون بعض الحوادث التي حدثت خلال السنوات الماضية من تدافع على جسر الجمرات والحريق الذي شب في المخيمات وتسبب في ضحايا كبيرة وتلك أقدار الله، والحمد لله تم تلافي هذه الإشكاليات في السنوات اللاحقة، ما أدى لإدارة حج منظم وآمن لحجاج بيت الله الحرام وكل الجهات كل في اختصاصه تدون الملاحظات من سلبيات وإيجابيات وذلك من قبل لجنة الحج المركزية التي ترفع للجنة الحج العليا والتي تعمل على تلافي تلك الإشكاليات في نفس العام والأعوام التالية لها والتي يبنى عليها خطط مستقبلية وهذا بالطبع واجبنا، والقيادة دائما تحثنا على العطاء والبذل لخدمة ضيوف الرحمن وتقديم الأفضل، والحمد لله، حتى الآن الجهود مثمرة ومستقبل مشرق ونأمل أن يكون حج هذا العام حجا مبرورا وسعيا مشكورا وأدعو للحجاج من جميع أقطار العالم التوفيق في حجهم.