ألوان مختلفة و«ورود» ليتعرف الإندونيسيون على بعضهم في المشاعر المقدسة

ألوان مختلفة و«ورود» ليتعرف الإندونيسيون على بعضهم في المشاعر المقدسة

عمد الحجاج الإندونيسيون إلى استخدام ألوان مميزة وورود من أجل سهولة التعرف على بعضهم البعض وسط الحشود الهائلة من الحجاج، حيث يتجمع الحجاج على هيئة جماعات بشكل دائري في لباس موحد ذي ألوان زاهية وجميلة، يتقدمهم مرشد ومرشدة من بعثة الحج الخاصة بهم، من أجل تنظيمهم وتسهيل وصولهم إلى الحرم وأداء نسكهم، ومغادرتهم في كل يسر وسهولة، وهي خطوات بدأ كثير من بعثات الحج في إدراك أهميتها والإفادة منها.
وتشهد أروقة الحرم وصحن الطواف أعدادا كبيرة من الحجاج على مدار الساعة، مما يتطلب إيجاد طرق بديلة ومبتكرة للتعرف على الحجاج وإدارة حشودهم وتنقلاتهم.
ورصدت ''الاقتصادية'' خلال جولتها في المنطقة المركزية المحيطة بالمسجد الحرام توافد أعداد من الحجاج يرتدون ملابس ذات ألوان مختلفة، لتميزهم عن غيرهم من الحجاج، بعضهم وضع الورود البلاستيكية على رؤوس النساء، إضافة إلى الألوان الموحدة؛ وذلك لسهولة الوصول إليهم والتعرف على المجموعة وسط الحشود البشرية.
ويقول الحاج أحمد بريسانو رئيس مجموعة يتولى تنظيمهم وتفويجهم إلى الحرم: ''إنه نظرا لأعداد الحجاج الكبيرة القادمين للحج من إندونيسيا نضطر إلى تنظيمهم حتى لا نفقد أحدا منهم، خصوصا أنهم من كبار السن، وبعضهم لا يجيد القراءة، ولهذا نتولى أخذهم إلى الحرم، ونمكنهم من أداء الطواف واستكمال نسكهم، ثم نعود بهم إلى مقر السكن، ونقوم بأخذ مجموعة أخرى من الحجاج في المرة التالية، يشاركني في ذلك عناصر من المجموعة مدربين وموكل لكل منهم مهمة تبدأ من مقر السكن حتى العودة إليه مرة أخرى''.
وحول الألوان يقول: ''إن لكل مجموعة لونا موحدا، وذلك لصعوبة خروج المرشد من المجموعة للبحث عن حاج فُقد، وإلا سوف يفقد الجميع، ولهذا يتولى متابعتهم وحصرهم، ولتسهيل ذلك فإن الألوان الموحدة عامل مهم''، مشيرا إلى أنه ''بعد الوصول إلى الحرم نقوم بحصر عددهم والتأكد من أنهم موجودون، ثم نبدأ بالطواف وبعدها نجتمع خلف مقام إبراهيم للصلاة، ونتولى متابعتهم والتأكد مرة أخرى من عددهم، وبعد ذلك نتجه إلى المسعى، ولا يمكن لأحد أن ينفرد برأيه بأن يريد أن يكمل نسكه وحده، بل عليه التقيد بالمجموعة، ولهذا نبدأ السعي في المواقع الأكثر راحة للحجاج، خصوصا كبار السن والنساء، وإن كان أحدهم يحتاج إلى عربة نحدد العدد ثم يتولى أحد أفراد الإرشاد متابعتهم ومعرفة هويتهم، على أن تجتمع باقي المجموعة خارج الحرم بمنطقة الغزة، وبعد وصول كافة الحجاج نبدأ في عدهم مرة أخرى واستكمال ما تبقى لهم من نسكهم''.
وحول أعدادهم قال: ''كل مرة نتوجه إلى الحرم نصطحب معنا قرابة 80 حاجا، إضافة إلى 5 من المرشدين والمرشدات، ولا نبالغ في العدد لكون كل ما كان عدد الحجاج قليلا تمكنا من خدمتهم بسهولة، وحققنا لهم السلامة في أداء فرائضهم، كما نتأكد أن كل حاج حمل بطاقة تعريفية معه قبل خروجه من السكن حتى إن تاه يجد من يتعرف عليه ويوصله إلى بعثة الحج مرة أخرى''.
وبيّن أنهم يتأكدون من ارتدائهم جميعا لباسا موحدا ذا لون متفق عليه، ويتم تأمينه منذ وقت مبكر للحجاج وبمقاساتهم، لافتا إلى أنها ''فكرة رائعة تسهل علينا وتشعرنا بأهمية الوقت في تنقلاتنا مع هؤلاء الكبار والطاعنين في السن والألوان أفضل لأنهم جميعا يعرفونها، أما اللوحات المكتوبة والأرقام فإن الحجاج يجدون صعوبة في التعرف عليها وتميزها ولهذا لا نستخدمها إطلاقا''.

الأكثر قراءة