يسألونك عن القراءة..
زاوية شهرية تستقبل أسئلة قرّاء "الاقتصادية" حول شؤون القراءة، ويجيب عليها الزميل: حسن آل حمادة الباحث في شؤون الثقافة والعلاج بالقراءة.
1- كيف أضمن أنّي أستوعب وأستفيد ممّا أقرأ كي أنتج؟ السائل: (أحمد الحليلي).
ج1: عندما تستمر في فعل القراءة، فإنك ستستفيد مما قرأته، وكل قراءة جديدة تعينك في استيعاب أعمق للمعارف التي نهلتها. ومن اللطيف أن البعض شبّه الذاكرة بالسلم، الذي يحوي الكثير من العتبات، فبعض المعلومات التي قرأتها أو حفظتها، تبقى في العتبة الأولى، وأخرى في الثالثة أو السادسة، وهكذا.
ومما يؤكد أن ما يُقرأ يخزّن في الذاكرة، أنك تجد حين تواجهك مشكلة ما أو تفكر في أمر معين، أن ذاكرتك تستدعي بعض ما قرأت، لا أراديا لحلها! لذا مع كل قراءة جديدة تتعمق المعلومات السابقة. فلا تتوهم أنك لم تستوعب ما قرأت. وهذا يعني أن خبرتك السابقة في الموضوع الذي تقرأ فيه، قد تقلل من مقدار التركيز لديك، لأنك ستستوعب ما تبصره بطريقة أسرع، وهذا الأمر يدخلك في قائمة من يقرؤون قراءة سريعة، لأنهم يتجاوزون بعض المعلومات التي هضموها مسبقا، مثل القصص أو الأشعار وغير ذلك.
2- ما هي طريقة القراءة الصّحيحة أو الأفضل؟ مثلا القراءة الصّامتة أو القراءة بالنطق أو غيرهما؟ السائل: (أحمد الحليلي).
ج2: كل طرق القراءة صحيحة! فأنت بحاجة لأن تمارس القراءة الجهرية، لتتأمل الآيات القرآنية، أو تتذوق النصوص الشعرية، وربما يحب البعض تلحين بعض الأبيات ليتغنى بها في خلواته، و... إلخ، وربما تقرأ بالجهر لكي تكسر حاجز الملل أحيانا. وأتصور أن القراءة الصامتة هي المرحلة التي ينبغي أن تأتي في مقدمة القراءة، لأنها الآلية الصحيحة لممارسة القراءة السريعة، ونحن في زمن السرعة، فإذا مارست القراءة الجهرية في كل شيء، فهذا يعني أن تكون في المؤخرة!
وأتصور أننا بحاجة، لأن نمسك الكتاب بيد وفي الأخرى القلم، لكي نسجل ما يعجبنا أثناء القراءة، وأيضا، لكي نسجل نقدنا لأي فكرة لا نقتنع بها، وأيضا -وهذا أمر مهم- لكي تكون بأيدينا سلة تحوي ما لذ وطاب من الأفكار التي قد نحتاجها فيما نخطط للاقتباس منه مستقبلا.
لذا أنصحك وأنصح القرّاء الكرام، أن يخصصوا لهم دفترا بعنوان: "ثمرة القراءة"، ليكون لهم بمثابة الكشكول الذي يستندون إليه وقت الحاجة. فكثير من المعلومات التي تعجبنا، ستغيب عن ذاكرتنا إن لم ندونها.
3- هل الحفظ مهم كي ننتج؟ السائل: (أحمد الحليلي).
ج3: لا غنى عن الحفظ! وشخصيا أرى أن الحفظ ضروري جدا، إذ يعطي لأحاديث المثقفين طراوة ولذة، فحين نرى المتحدّث وهو يشنف أسماعنا بالنصوص الجميلة، فإنه يبهجنا بحديثه ويغرينا على سماع المزيد من كلامه.
ومن نافلة القول: إن الحالة الطبيعية للمثقف أن يشارك الجمهور في ندوات أو أن يلقي عليهم محاضرات، كما أنه يعيش في نقاش دائم مع الآخرين، وتواجده في مثل هذه الأماكن يتطلب منه أن يستشهد بالنصوص التي تؤصل أفكاره التي يطرحها أو يدافع عنه، لذا لا ينبغي أن يتكئ المثقف، على منهج الإنشاء المهلهل، بل يلزمه أن يحفظ بعض النصوص المهمة، ليستخدمها في التحليل والتأمل والتضمين.
4- متى نقرأ للأطفال؟ السائل: (محمد آل محسن).
ج4: سبق أن سألني أحدهم، متى نقرأ للطفل؟ فقلت له: فلتكن البداية وهو جنين في بطن أمه! قال وكيف يكون ذلك؟ فقلت له: بدلا من أن نحدثه مشافهة، فلنحدثه من بطن كتاب! فالقراءة للطفل منذ وقت مبكر هي الطريقة المثلى التي تربطه بالقراءة والكتاب معا.
ومن يهتم بتنمية القراءة عند الأطفال سيجد كتبا -تناسب مراحلهم العمرية- وهي تجمع بين المعلومة واللعب المصحوب بالتسلية، وهذه النوعية من الكتب الموجهة للأطفال، ستجذبهم نحو المعرفة، لأنها تقترن بالتسلية.
5- هل يكفي أن نوّفر الكتب في المنزل؟ السائل: (محمد آل محسن).
ج5: من الجميل أن بعض الأسر توفر الكتب المناسبة لأطفالها. لكن، هذا العمل لا يكفي، بل يلزمها أن تمارس دور القدوة أولا، فحين يجد الطفل أن أبويه مقبلان على القراءة، سيمارس السلوك نفسه، خاصة إن توفرت في الأسرة مكتبة منزلية بها ركن خاص بالأطفال، تحوي الكتب التي تتناغم مع اهتماماتهم وتتناسب مع مرحلتهم العمرية، ومن الأهمية بمكان أن تتميز بالجاذبية في الشكل والأسلوب، فما يناسب الكبار لن يناسب الصغار بطبيعة الحال.