الهلال.. الدم «فائر»
على غير عادته، توارى الهلال، واختفى وجهه الحقيقي، مستوى متأرجح، أخطاء دفاعية قاتلة، ضياع للفرص السهلة، عدم تجانس بين الخطوط، عشاقه يصرخون، إدارة النادي تتحرك، المدير الفرنسي كمبواريه يحاول جمع الشتات، اللاعبون يجتهدون، ولكن الشق أكبر من الرقعة.
آسيا على الأبواب، والنصر اقترب وكشر عن أنيابه، والحال لا يبشر بالخير، والأنصار يلتفتون ميمنة وميسرة، يتساءلون عما حل بـ "هلالهم" مع مطلع موسمه الجديد، فالوعود بـ "هلال مختلف" ذهبت أدراج الرياح، والنقاط بدأت تتسرب من جعبته، والأندية صغيرها قبل كبيرها تأخذ نصيبها منه، والمحصلة سبع نقاط ضائعة في أربع جولات، ورصيد يتوقف عند خمس نقاط، من أصل 12 نقطة، ولقب دوري زين السعودي بدأ يغادر المخيلة الزرقاء رويدا رويدا.
أين العلة؟ أين الخلل؟ هل هي إدارية، أم فنية؟، ماذا يعمل كمبواريه "صاحب الخوذة الذهبية"؟، هل هناك برودة دم لدى اللاعبين، ونقص خبرة وفقما قاله في مؤتمره الصحافي بعد لقاء الاتفاق في الجولة الرابعة من دوري زين السعودي. من هنا، يقول فيصل أبو اثنين لاعب نادي الهلال سابقا، إن فريقه بحاجة إلى التركيز ومحاولة رسم الأهداف في الفترة المقبلة، وقال "الهلال فريق ولد بطلاً وسيظل على ذلك، وجماهيره لن ترضى إلا بأقل من بطولة في الموسم الواحد، لذلك فإن الضغوط أمر طبيعي لأنها اعتادت على المنافسة، وأعتقد أنه في المرحلة الحالية يحتاج إلى التركيز ثم التركيز لأنه هو الأهم، إضافة إلى أهمية تحديد الهدف ثم العمل على تحقيقه خصوصاً في هذا الوقت".
وأضاف "المدرب يحتاج إلى الوقت واللاعبون الأجانب لم يتأقلموا، خصوصاً السنغالي مانغان، إضافة إلى هبوط مستويات بعض اللاعبين والمنافسات والبطولات المتعددة، لذلك يجب تحديد الهدف وهو البطولة الآسيوية والعمل على تهيئة الفريق لها بشكل كامل وإبعادهم عن ضغوط الدوري وذلك بسبب البداية المتعثرة، على الأقل يكون الفريق جاهزا لمباراة أولسان الكوري لأن الهلال بهذا الشكل والأداء سيجد صعوبة في تجاوز الفريق الكوري".
وطالب بإعادة منصب مدير الكرة ، وتكون الخيارات بين أحد الخبرات الهلالية مثل منصور الأحمد، فهد المفرج، وعادل البطي، لأن المدرب لن يستطيع العمل وحيدا.
فيما بين المدرب الوطني عبد العزيز العودة أن الهلال فريق يملك لاعبين مميزين لكنهم يفتقدون الانسجام، وقال "المشكلة الحقيقية في الهلال أن الانسجام لا يزال مفقودا بين اللاعبين وبالذات في خط الدفاع، حيث إن المشاكل الدفاعية والأخطاء الفردية تتكرر في كل مباراة رغم أن المدرب من خلال تصريحاته يؤكد أنه يحاول إصلاح الخلل".
وأضاف "كومبواريه لم ينجح حتى الآن في وضع العناصر المناسبة في الملعب وتوظيفها بالشكل المطلوب، لذلك فإن الحكم على الفريق في هذه الفترة أمر غير منطقي وبالذات أن بعض الأسماء جديدة، لكن المنافسين لا ينتظرون الهلال حتى يصل للجاهزية الكاملة وهذا الأمر سيصعب من مهمته". وعن رأيه في اللاعبين الأجانب، قال "المغربي عادل هرماش يقدم مستويات جيدة منذ التعاقد معه، كذلك المهاجم الكوري بيونغ سو الذي قدم مستويات لافتة في نهاية الموسم الماضي، لكن الإصابة منعته من تقديم كل ما يملك حتى الآن، أما المهاجم البرازيلي ويسلي لوبيز فمن خلال المباريات الماضية أثبت أنه صفقة ناجحة وسيكون إضافة فنية كبيرة، لإجادته استغلال الفرص بطريقة مميزة جداً، فيما لم يظهر مانغان بمستوى مقنع خلال المباريات الماضية لأسباب عدة، يأتي أهمها أن المدافع لا يمكن أن يظهر كل ما لديه في مباريات معدودة لأنه يحتاج إلى التأقلم مع خط الدفاع بأكمله، لذلك سيكون الحكم بشكل دقيق في الفترة المقبلة وبعد مرور عشر جولات على أقل تقدير".