رمضانيات (2)

(1) - مرّ ثلث الشهر وكأنه لمح بصرّ .. ومازال بالخاطر والبال نوايا تحتاج الوقت لتصبح أفعالاً حسنة تُفتّح لها أبواب الجنّة فلا يغلق منها باب، وكلنا نبغي الخير فنُقبل، ونعرض عن الشر فنقصر ، مؤملين أن يعتقنا الله من النار في ليلة من لياليه . اللهم وكما صفدت الشياطين ومردة الجن ، وغلقّت أبواب النار ، فلم يفتح منها باب ، إفتح لنا أبواب رحمتك فلا نشقى بعدها أبداً .

(2) - نشارك أخيراً بشكل رسمي نساءً ورجالاً في رفع علم المملكة العربية السعودية في أولومبياد لندن 2012. كان حلماً فأصبح حقيقةً انضمام بلادنا لشعوب العالم في تظاهرة تعبر عن مستوى تحضرنا وتطورنا. إعتراض الكثيرين كان عن أسباب عدم تقدم المرأة السعودية لمسيرة الوفد في حفل الافتتاح؟ وأقول أن أكل العنب (حبةً حبّة) المهم المشاركة ، وبعد (4) أعوام سيصبح لكل حادث حديث ! يارعاية الشباب إنتبهوا فالسعوديات قادمات وأنتم في جهالة (الامكانيات المتواضعة) تنعمون ! تقطفون بتلات الوردة وتسقطونها أرضاً مرددين (تشارك أم لا تشارك! وبحجاب أم بدون؟) ولا ندري إن كانت وجدان ستلعب مباراة الجودو يوم الجمعة القادم أم لا ؟ نثق أن الوفد سيمثلنا بمشيئة الله خير تمثيل ونتمنى التوفيق لكامل أفراد البعثة وعلى الله تحقيق الأماني !

(3) - يعتمد التسويق للسلعة الرأسمالية (كالسيارات) على المنطق والعقل في الإقناع حتى تولد الرغبة والقدرة ونشتريها. ولست أحكم على الناس من أساميهم أو أشكالهم لكن من أكثر ما يزعج الخلق هذا الرمضان شخص يٌدعى (زياد دلالّة) !! إسمه يعني الزيادة أي الكثرة والنمو وما فعله (هذا الشخص) أنه زادنا كرهاً لنوع السيارة التي يعلن عنها بتفاصيلها ومقاعدها الرباعية ومن صنعها والمصنوعة له والآكل ثمنها ! فليس من المعقول أن يكون هدف الرسالة الاعلانية إغاظة المشاهدين وزرع مشاعر النفور !! ويزيد في الحسرة مجرد التفكير بأنه يتقاضى مقابلاً للظهور في الإعلان إلى جانب قيامه بعمله ككبير المهندسين في الشرق الأوسط (كما يقول) ! فمن أقنع المسوّق الاعلاني ليختار هذا الشخص دوناً عن كل الناس وبدلاً عن كل الأفكار الإعلانية المبتكرة ! وإن كانت الشركة المٌعلنة تحاول صنع التأثير النفسي من جذب الانتباه ومن ثم إثارة الاهتمام لتتكون الصورة الذهنية عن السلعة، وبالتالي تحقيق الاقتناع عبر التأثير العقلي والعاطفي على المشاهد، والسير مع تسلسله الفكري ومنطقه حتى ينتهي به الأمر إلى الاقتناع بالشيء المعلن عنه. عليه أخبركم أنه بسبب زياد دلالة فقد فشل الإعلان فشلاً ذريعاً ولن يشتري أحد السيارة ! وقد أعذر من أنذر !

(4) - طالعت الإعلان (الجرائدي) لهيئة حقوق الإنسان الصادر (في ربع صفحة) ضمن حملة عدم الإساءة إلى العاملة المنزلية، وهي فكرة جيّدة تعزز من نشر ثقافة الحقوق والواجبات لمن يريد أن يفتهم ويتأسى بالتوجيه النبوي الكريم (من كان أخوه تحت يده فليطعمه مما يأكل ، ويلبسه مما يلبس، ولا تكلفوهم ما يغلبهم، فإن كلفتموهم فأعينوهم) . صحيح أن الإعلام له دور كبير في إحداث الأثر ولكن كيف نقيس مدى التغيّر في الإتجاهات والسلوك بشكلٍ دقيق ؟ وهل هناك عائد على الاستثمار في ضمائر البشر ؟ وهل يوازي ذلك دفع مبلغ الـ 25000 ريال (على الأقل) تكلفة الإعلان ليوم واحد في الصفحة الأخيرة في أي جريدة محليّة ؟ ما يحتاجه مجتمعنا (المتنكر للسلوكيات الإسلامية الصحيحة) هو إقامة دورات توعوية (إلزامية) للعوائل التي تستقدم الخادمات تهدف إلى التبصير بأساليب التعامل وطرق حل المشكلات والتعريف بالجهات المسؤولة ذات العلاقة بشؤونهن.
للخادمات في بيوتنا فضلُ عظيم علينا هذا الشهر والتكاليف والأعمال لا تنتهي، فلنرحم من في الأرض ليرحمنا في السماء.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي