زوجات اللاعبين «عائق»
زوجات اللاعبين «عائق»
تتكرّر مشاهد رفض عائلات اللاعبين الأجانب الحضور للمملكة مع أي عملية مفاوضات تقودها إدارات الأندية مع اللاعبين الأجانب، وعلى الرغم من الثناء المتكرّر الذي تجده بيئة المعيشة في السعودية والوطن العربي من قِبل عائلات بعض اللاعبين الأجانب والمدربين إلا أن ذلك لم يكن كافياً في رفض زوجات بعض اللاعبين والمدربين البقاء في السعودية.
رالكولكا زينجا زوجة الإيطالي والتر زينجا مدرب فريق النصر السابق، أشارت في مدونتها الخاصة في أثناء وجودها في السعودية برفقة الحارس الايطالي السابق، إلى أنها شعرت بالأمان كاشفة عن أنها تعيش وسط مجتمع محافظ.
#2#
رالوكا زينجا بيّنت أيضاً: "أكسبتني عباءتي ثوب الحياء الإسلامي وأنا أندمج مع المجتمع في عاداته وتقاليده، وكان الحجاب حارسي السرّي. اندمجت مع المجتمع بشكل كامل وكما أريد من أجل أن أفهمه بشكل كامل بعيداً عن الانطباعات المسبقة".
قابل هذا التصريح ردود فعل قوية من جانب الشارع الرياضي السعودي، جميعها بدأت مطمئنة لمستقبل الاحتراف وإمكانية عدول كثير من الأجانب عن قراراتهم المسبقة، ولكنه لم يكن كافياً لإقناع بقية زوجات بعض اللاعبين والمدربين في قبول العروض المقدمة لهم من قِبل الاندية نظراً لتصورهم الخاطئ عن طبيعة المعيشة هنا.
قبل أيام يُفاجئ الكرواتي داريو جيرتك لاعب الفيصلي إدارة ناديه؛ برفضه الاستمرار مع الفريق الذي قَدِم إليه قبل موسمين، معللاً رغبته برفض عائلته البقاء في سدير، وهو ما علّق عليه فهد المدلج رئيس النادي حينها، بقوله: "حرصاء على بقائه، لكن ظروفه وقفت دون ذلك، لدينا الوقت الكافي لإحضار بديل عنه".
الجميل في ذلك أن حقوق الأندية تبدو محفوظة في حال رفض الأجنبي البقاء متماشياً مع رغبة زوجته، في الجانب المادي فقط، أما الأضرار الفنية التي قد تلحق بالفريق الكروي من جراء هذا القرار، فإن الأندية السعودية لا تهتم به.
بعض اللاعبين أو المدربين، يقبل بالعرض ويقبل بقرار عائلته، إذ يفضل في بادئ الأمر عدم اصطحابهم معه في رحلته الاحترافية، كما حدث مع البلجيكي إيريك جيريتس مدرب فريق الهلال السابق والسويدي كريستيان ويلهامسون لاعب الهلال الأسبق، ولكنهم قد يقعون في مغبة أنظمة وقوانين الأزواج المتبعة في بلدانهم، خصوصاً في مسألة حضانة الأطفال أو الشرط الاعتباري المقرر من جرّاء فك الارتباط والذي عادة يصل إلى ما يفوق نصف ثروة الرجل.
هذا ما حدث مع السويدي كريستيان ويلهامسون والذي لقي نفسه مجبوراً على ترك الهلال قبل موسمين للبقاء بجانب زوجته في مرحلة الولادة، حيث كان الغياب عن ذلك سيكلفه فك الارتباط وخسارة نصف ثروته لمصلحة الزوجة.
أوكسانا أندرسون زوجة ويلهامسون، يقول السويدي الذي قدم للهلال في موسم 2008 في صفقة فاقت الـ 50 مليون ريال سعودي، سعيدة بالحضور متحدثاً عنها: "ليست لديها مشكلات في العيش هنا".
وفي سؤال وجهه الصحافيون في أول حضور له في أغسطس 2008 حول مدى تأقلمها مع طريقة العيش في الرياض، قال السويدي: "إن أوكسانا اشترت 4 عباءات سعودية وأُعجبت بها كثيراً".
وأضاف: "إنها استلطفت الحياة السعودية من خلال تجوالنا في بعض الأسواق التجارية الكثيرة جداً في العاصمة".
#3#
وتابع الدولي السويدي: "المشكلة ليست في أوكسانا فقط، ولا في نوعية عملها، فهي ومهما يكن ما تفعله خارج السعودية، فقد أعلنت التزامها بارتداء الحجاب الرسمي، وقررت العيش بسلام مع زوجها، بل إن المشكلة في المجتمع الذي لا تزال تحكمه عواطفه الدينية، ويرى كل مَن يخالفه في المبدأ والعقيدة على خطأ، على الرغم من أن لكل شعب عاداته وطريقة عيشه".
وتعمل أوكسانا عارضة أزياء وهي من أصول روسية وارتبطت باللاعب السويدي في عام 2006 بعد قصة حب دامت 3 سنوات.
أما البلجيكي جيرتس فقد فضّل إبقاء عائلته في فرنسا نظراً لرغبتهم في عدم الحضور للعاصمة السعودية، إلا أنه لم يكمل عقده مع الهلال وفضّل الانتقال لتدريب منتخب المغرب؛ نظراً لإرتياح عائلته هناك حسب تأكيداته حينها.
#4#
ويرى المتابعون للوسط الرياضي أن تحركات الاندية في تعاقداتها مع اللاعبين الاجانب والمدربين استعداداً لمنافسات الموسم المقبل والذي سينطلق يوم الـ 14 من رمضان الجاري تعتمد بشكل كبير على معرفة وجهة نظر عائلات الأجانب عن الأجواء والبيئة في الشرق الأوسط بشكل كبير، مع إبقائهم في الصورة حيال أنظمة وقوانين العيش وعادات وتقاليد الشعوب.
وأخيراً يواجه الاتحاد مشكلة كادت أن تفسد صفقة تعاقده مع البرازيلي دييغو سوزا لاعب وسط فريق فاسكو دي جاما البرازيلي؛ نظراً لرفض زوجته القدوم إلى محافظة جدة والبقاء إلى جانب اللاعب في العقد الممتد لموسمين.
وقال لؤي قزاز عضو شرف الاتحاد وكان أحد المرشحين لرئاسة النادي، في تصريحات صحافية حينها: "مشكلة اللاعب هي رفض زوجته الانتقال الى جدة، مشيراً إلى أن هناك مساعي لإقناعها، وحول مصير الصفقة في حال تمسك زوجه سوزا بموقفها، قال قزاز: "إن الاتحاد وقّع اتفاقيه ملزمة مع اللاعب وناديه، ووضعنا بدائل في حال عدم إتمام الصفقة".