رمضانيات (1)
أول أسبوع في رمضان وأول نفحات الخير والبركات نرجو من الله الكريم أن تحف بلادنا وديار المسلمين والدنيا أجمعين، رمضان الذي يدعونا إلى التغيير والتجديد ونبذ ما أعتدنا عليه طوال 11 شهراً فائتة والصبر والدٌربة على إخلاء العقل من الالتزامات الدنيوية لتحقيق أهداف روحية تصل بنا إلى أن نفوز فوزاً عظيماً. فالله الله في تحقيق ذلك وكل عام والجميع بخير.
(1) أول الممارسات الرمضانية هي أن نبدأ في التفكير في فعل المزيد من الطاعات من ختم القرآن الكريم لأكثر من مرة، وقد وجدت شخصياً برنامجاً جديداً في تطبيقات الآي فون إسمه (ختمة) يساعد في ختم القرآن ويسجل إلى أين وصلت ويحسب لك في كل مرة ما تبقى بعدد الأيام. التقنية الحديثة لها إيجابية أيضاً فهي تساعدنا على فعل الطاعات بيسر وسهولة، المهم النية والاستمرارية.
(2) بدأ مسلسل عمر يوم الجمعة وكلنا حماس للمتابعة، أخبرني البعض أنهم طوال مشاهدة الحلقات كانوا يرددون (صلى الله على محمد صلى الله عليه وسلم، رضي الله عن الصحابة والتابعين). وقد دمعت عيني لرؤية مشهد مرافقة علي إبن أبي طالب رضي الله عنه لورقة بن نوفل متوجهين إلى بيت السيدة خديجة رضي الله عنها، وقلت لروحي المشتاقة (أوحشتنا يا رسول الله). لم ألقي بالاً لوجوه من تقمصوا أدوار الصحابة لأن ما ينصب اهتمامنا عليه هو دقة الأحداث وتتابعها وتحقيق حماية سيرة الفاروق من العبث والطرح المشوه. وإن كانت حملات المقاطعة (في نظري) هي من روج بكثافة منقطعة النظير للمسلسل، فالحقيقة أنه من الحلقة الأولى أعاد كادر التصوير والخلفية ذات التفاصيل الدقيقة، إلى مخيلتي أمجاد بدايات الإسلام وإنجازات من عاشوا تلك الحقبة، وذكرتنا نمذجة مكة وشعابها بالجهد والمشقة التي تجشمها الأوائل ليعز الله الإسلام وليؤسس للأمن والطمأنينة التي نعبد بها ربنا في هذا الزمان. فطوبى لمن أيقظ كل ذلك.
(3) الإزدحام في كل مكان .. ولست أجد تبريراً للهيستيريا الاستهلاكية التي تصيب الناس منذ أول يوم في رمضان ؟ ما الذي يحصل ليصطف البشر طوابير تعطل حركة السير وتوقف التدفق من أجل (الفول والتميز)! تكدّس ومشاجرات وسيارات تهجم من كل حدب وصوب لتصل إلى مبتغاها ، لا يهمهم المضايقة أو الاعتداء على هدوء الصائمين. رمضان سلوكيات إنسانية تعزز قيمنا الإسلامية وأجد ذلك يتبعثر من أجل صحن الفول وقرص (التميز) !
(4) بالرغم من الغبطة التي تولد في غرف قلبي أن أعاد الله علينا شهر رمضان ونحن والأسرة ومن نحب من أهل وأصدقاء وأصحاب في خير وصحة وعافية ، إلا أن الشوق يفتتني إلى وجه أمي الطاهر، وأشتاق إلى حضن أبي الطيب ولمة صدره الحاني. ويلفني الحنين إلى وجوه أناس تركونا إلى الرفيق الأعلى كان لهم فضل علينا ولولاهم ما كنا ولا صرنا . اللهم إنا ندعو لهم جميعاً مع شربة الزمزم وحبة التمر . اللهم تقبّل دعاءنا وأرحمنا وأرحمهم وأجمعنا بهم في عليين.
(5) تألق الفنان أسعد الزهراني بتقليده شخصية المحاور داود الشريان في البرنامج الكوميدي الساخر "واي فاي" الذي تبثه قناة MBC يومياً ، شخصية "بارود" أعجبت الكثيرين وتقديم البرنامج بإسم "الثابتة مع بارود" بدل اسم البرنامج الأصلي "الثامنة مع داود"، لهو طريقة ذكية للنقد بالتقليد ما أبتعد (الممثل) عن الإسفاف أو الابتذال أو انتقاص قدر الشخصية المنتقدة . يعبر النقد عن المدح أحياناً ، لأن هناك من تابع وشاهد وأهتم. تحية لمن أتقن العمل فأحسن ودوماً إلى الأمام.