حلاوة السكر تتحول إلى مرارة بسبب ارتفاع الفائض

حلاوة السكر تتحول إلى مرارة بسبب ارتفاع الفائض

كان منتجو السكر يتمتعون بأكبر مركز للحلوى حتى نهاية مارس الماضي، ولكن لم يستمر هذا الاستمتاع بعد ذلك. فبعد ارتفاع دام 31 عاما حتى شباط (فبراير) من العام الماضي في الاتجاه الصعودي الملحوظ، انهارت أسعار السكر أخيرا.
شهدت السوق زيادة كبيرة في إنتاج السكر مما أجبر المزارعين على الإسراع للاستفادة من هذا الصعود، وتوقع المحللون حدوث أكبر تخمة لصناعة السكر خلال ست سنوات.
ويقول جوناثان كينجسمان مؤسس شركة جوناثان كينجسمان للاستشارات في صناعة السكر ومقرها في لوزان: إن السعر ''يعد الأفضل''. في الوقت نفسه، بدأ تجار السكر في البحث عن بدائل أرخص، مثل عصير الذرة عالي الفركتوز، وهو ما يؤثر سلبا في الطلب.
وكان هذا التحول له تأثير إيجابي لصناعة المواد الغذائية، أكبر مستهلك لهذه السلعة. ويشارك العديد من الهيئات الاستثمارية مثل صناديق المعاشات وصناديق التحوط في سوق السكر التي اعتبر منذ بضع سنوات ذا مكانة عالية في تلك الصناعة التي يتداول عليها عدد كبير من التجار مثل شركة كارجيل.
ولأول مرة منذ عامين تقريبا، انخفض سعر السكر الأسبوع الماضي دون مستوى 20 سنتا لكل رطل وتعد هذه القيمة مهمة من الناحية النفسية.
وبلغ سعر التدول على سكر الخام في نيويورك 19.66 سنتا منخفضا عن 45 في المائة بعد أن وصل إلى 36.08 سنتا خلال 2011، وذلك عندما ارتفعت الأسعار إلى مستويات لم تشهدها منذ أزمة السكر في عام 1980.
وما زالت عملية البيع الناجمة عن المخزون الزائد في مرحلة التكوين.
ودون المحللون تحذيرات بوجود فائض كبير في نماذج العرض والطلب منذ عدة شهور. ولكن المستثمرين الذين سئموا من التفاؤل المفرط من توقعات عام 2010/2011 قرروا تجاهل هذا التحذير.
وعلى الرغم من ذلك، عندما يرى المستثمرون حجم المحاصيل في أكبر الدول المنتجة مثل تايلاند والصين وروسيا، اللاتي سجلوا ارتفاعا في الإنتاج عند 60 في المائة، تبدأ عملية البيع. واتجهت صناديق التحوط في اتخاذ مسار عكسي، فبعد أن كان لديها مراهنات بالصعود منذ مطلع العالم الحالي، خفضت من تداولها في الأماكن الهابطة خلال نيسان (أبريل).
ويقول توبي كوهين أحد تجار السكر في شركة كيزارنيكو ''يمكن أن نتذكر أن أبريل يعد الشهر الذي عنده اعترف السوق بالفائض''.
والمشكلة التي تواجه تجار السكر هم مديرو صناديق التحوط وأين تقع أرضية سعر السكر. وهذا الأمر مهم جدا؛ لأن السوق يعد نفسه لليستقبل عاما آخر مليئا بمخزون كبير. وبلغ 7-8 مليون طن من السكر بالموسم الحالي 2011/2012، كما يشارك التجار في التخمة البالغة من 3-8 مليون طن خلال عام 2012/2013.
ويبحث تجار السكر وجود أدلة لهذه المشكلة في كل من الهند والبرازيل. باعتبارها أكبر مستهلك في العالم وثاني أكبر منتج، كما يعتبر إنتاج الهند المتأرجح عاملا أساسيا في السوق، وكان قد تسبب هذا التأرجح في جعل الهند من الدول المستوردة بدلا من المصدرة. ويتوقع المحللون أن نيودلهي ستعود مرة أخرى لتكون من الدول المصدرة في 2012-13.
أما البرازيل فتعتبر عاملا حاسما لصناعة السكر، حيث تمثل 40 في المائة من الصادرات العالمية بسوق السكر. كما أنها قد بدأت حصاد محصول 2012/2013، حيث من المتوقع أن يصل إنتاج المنطقة الجنوبية الوسطى بالبرازيل الذي يمثل 90 في المائة من إنتاج البلاد، إلى نحو 32- 33 مليون طن، وهو ما يزيد على حصاد الموسم الماضي الذي بلغ نحو 31.3 مليون طن.
ولكن مستوى الإنتاج الفعلي يعتمد على الأسعار. ويمكن أن يوفر الطلب على الإيثانول المستخرج من قصب السكر بعض الدعم إذا انخفضت الأسعار عما يسمى ''مكافئ الإيثانول''، وهو مستوى السعر الذي يصبح أكثر ربحية لمعالجات البرازيل التي تحول قصب السكر إلى إيثانول. ويمكن تحويل نحو 5-7 ملايين طن من السكر إلى إيثانول داخل السوق وفقا لهذا السيناريو.
ويقول كينجسمان إن ''وجهة النظر الغالبة هي أن الأسعار يجب أن تنخفض عن مستوى مكافئ الإيثانول من أجل إقناع المنتجين البرازيليين على إنتاج الإيثانول.
وكان سعر مكافئ الإيثانول في السابق أقل من 20 سنتا للرطل الواحد، أما الآن فيصل عند 18-18.5 سنتا للرطل الواحد بسبب التراجع الأخير في سعر العملة البرازيلي مقابل الدولار الأمريكى. ويجب أن تتراجع أسعار السكر دون هذا المستوى وتبقى منخفضة لعدة شهور من أجل السماح للمطاحن البرازيلية بإنتاج الكثير من الإيثانول والقليل من السكر.
وتعرضت إدارة شركة ديلما روسيف البرازيلية لضغوط متزايدة لترفع سقف الأسعار المحلية. لكن إديسون لاباو، وزير الطاقة استبعد وجود زيادة. ويعتبر التغيير في مزيج الإيثانول أمرا مرجحا.
ويراقب المستثمرون ما إذا كانت الأحداث في البرازيل ستساعد سوق السكر أم لا. ولكن حتى الوصول إلى أنباء إيجابية، ما زال هناك استمرار في انخفاض أسعار سوق السكر'' حسبما قال بول بانستر مدير قطاع صناعة السكر في شركة ماريكس سبكترون للسماسرة.

الأكثر قراءة