التنمية في 7 سنوات
تحتفل السعودية حكومة وشعباً اليوم الخميس الموافق 26 جمادى الآخرة بالذكرى السابعة لتولي خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله - مقاليد الحكم في البلاد.
تميزت السنوات السبع الماضية من حكم خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله - بالعمل الدؤوب الرامي إلى الارتقاء بأداء الاقتصاد السعودي، خصوصا فيما يتعلق بتنويع قاعدة الاقتصاد الوطني، بهدف تقليل الاعتماد على النفط قدر الإمكان. من هذا المنطلق حققت المملكة قفزات اقتصادية طموحة وعملاقة، تجسدت في إنجاز العديد من المشروعات الاقتصادية الجبارة، بأسلوب أسهم بشكل كبير في اختصار الوقت، وسابق الخطط والاستراتيجيات، ليصبح اليوم اقتصاد المملكة من أقوى اقتصادات دول العالم بحجم ناتج محلي إجمالي بلغ 2.163 مليار ريال بالأسعار الجارية في نهاية العام الماضي، وحجم أصول احتياطية بلغت قيمتها 2.029 مليار ريال نهاية آذار (مارس) من العام الجاري.
كما تميزت السبع سنوات الماضية من عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله - بالسعي نحو تحقيق الأهداف التنموية للألفية الجديدة ضمن أهداف خطط التنمية السابعة والثامنة والتاسعة، وجعل هذه الأهداف تحاكي احتياجات ومتطلبات التنمية الجديدة، التي استندت إلى مفاهيم تنموية جديدة تحقق للمملكة التنمية المستدامة بمفهومها الواسع والشامل، بحيث تعم الرفاهية.
وسعيا من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - حفظه الله - للقضاء على البطالة في السعودية، كرس - حفظه الله - جميع الجهود لإيجاد حلول عاجلة لمسألة البطالة، باعتماد العديد من البرامج الطموحة لمعالجة البطالة، التي من بينها - على سبيل المثال لا الحصر - توفير المزيد من الدعم المالي للمؤسسات التنموية المختلفة مثل البنك السعودي للتسليف والادخار لتمكينه من تلبية طلبات القروض الخاصة بتمويل المنشآت الصغيرة والناشئة، وأصحاب الحرف والمهن من المواطنين، لتمكينهم من توفير فرص عمل لأنفسهم ولغيرهم من أبناء الوطن. كما قد تضاعف رأس مال صندوق التنمية الصناعي ليصل إلى 40 مليارا، ليتمكن بذلك الصندوق من منح المزيد من القروض الصناعية للشركات العاملة في المجال الصناعي، لتمكينها من التوسع في أعمالها، واستيعاب أكبر قدر ممكن من العمالة السعودية.
وعلى الصعيدين الدولي والعالمي، فقد تميز عهد خادم الحرمين الشريفين عبد الله بن عبد العزيز - حفظه الله - بالعديد من الإنجازات الاقتصادية الدولية الطموحة، التي حققت للمملكة مكانة اقتصادية دولية مرموقة، مكنت المملكة من أن تصبح عضواً فاعلاً في أكبر تجمع وتحالف اقتصادي دولي على مستوى العالم، والذي يعرف بمجموعة دول العشرين، حيث شاركت المملكة بفاعلية في قمم العشرين المختلفة التي عقدت في واشنطن ولندن وتورنتو.
كما تمكن خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - بحنكته ونظرته الثاقبة بعيدة المدى، من تعزيز مكانة المملكة تجارياً على مستوى العالم، حيث أصبحت المملكة عضواً مهماً وفاعلاً في منظمة التجارة العالمية WTO في كانون الأول (ديسمبر) من عام 2005، لتعزز بذلك مكاسبها التجارية على المستوى العالمي، وتقلل من التكاليف والأعباء التي كانت تتحملها قبل انضمامها إلى المنظمة، بسبب القيود التجارية التي كانت تفرضها الدول الأعضاء في المنظمة على صادرات المملكة إلى تلك الدول، والتي تأتي في مقدمتها وعلى رأسها الصادرات البتروكيماوية.
خلاصة القول، اتسمت السبع السنوات الماضية من عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - حفظه الله - رغم عمرها الزمني القصير بإنجازات اقتصادية عملاقة، حققت للمملكة ولشعبها الرفاهية الاقتصادية والاجتماعية المنشودة بالشكل الذي جسد رؤيته الثاقبة - حفظه الله - المتمثلة في إحداث نقلة نوعية في حياة الشعب السعودي إيماناً منه بأهمية توفير سبل العيش الكريم للمواطن.
من هذا المنطلق وفرت الدولة الدعم المالي اللازم لعدد من صناديق ومؤسسات التنمية في البلاد، لتتمكن من القيام بدورها التنموي المطلوب، خصوصا فيما يتعلق بتمكين المواطنين من إقامة المشاريع الصناعية والتجارية، التي تمكنهم من الاعتماد على أنفسهم وتوظيف أكبر عدد ممكن من العمالة الوطنية، هذا إضافة إلى البرامج الأخرى التي تم اعتمادها للقضاء على البطالة في المملكة، مثل البرنامج الوطني لإعانة الباحثين عن عمل ''حافز''.
وعلى الصعيد الدولي، شهدت المملكة في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله - حفظه الله - مساهمات اقتصادية فاعلة حققت للمملكة المكانة الاقتصادية العالمية المنشودة، حيث أصبحت المملكة اليوم عضواً اقتصاديا وتجارياً فاعلا في أكثر من محفل ومنظمة دولية من بينها مجموعة دول العشرين ومنظمة التجارة العالمية.
جميع هذه الإنجازات الاقتصادية وغيرها، وضعت السعودية بين مصاف الدول المتقدمة على مستوى العالم اقتصادياً وحضارياً، وعززت مكانة المواطن السعودي بين مختلف شعوب العالم، حيث أصبحت المملكة وشعبها اليوم، خصوصا في ظل ما تنعم به من استقرار سياسي واجتماعي واقتصادي مثالاً يحتذى به خصوصا في ظل الاضطرابات المالية والقلاقل السياسية، التي يشهدها عدد من دول العالم.