حاضنات المشروعات الصغيرة دعم لعجلة النمو وحماية للشباب السعودي
راهن عدد من المختصين في قطاعات صناعية محلية على دور مراكز التدريب الفني لدعم الحاضنات الصناعية ودفع الشباب للدخول في مشروعات صغيرة ناجحة تحتاجها السوق المحلية.
ووفقا لعدد من المختصين الذين تحدثوا لـ ''الاقتصادية''، فإن مراكز التدريب الفني من شأنها دعم أفكار الشباب وطموحاتهم الاستثمارية، بما يساعد على جعل المشروعات ناجحة وحقيقية على أرض الواقع، مؤكدين أن الجبيل، ومن ثم رأس الخير مستقبلا تتوافر بهما فرص ومجالات واسعة للمشروعات التي يمكن أن تدعمها الحاضنات الصناعية في المجالات الخدمية والمساندة.
وأوضح لـ''الاقتصادية'' المهندس مزيد الخالدي، رئيس اللجنة التنسيقية للهيئة السعودية، فرع الجبيل، الحاضنات الصناعية تعتبر وسيلة لدفع عجلة النمو وتشجيع الشباب وأصحاب الأفكار ممن لا يملكون رأس المال لتمكينهم من إنشاء مشروعهم المتوقع نجاحه، وبهذه الطريقة توفر المؤسسة أو المنظمة المشجعة للحاضنات وسيلة المقر والوسائل المساعدة على تحقيق هدفه من خلال منظومة خدمات توفر للحاضنات ما تحتاجه من دعم.
وقال: مما لا شك فيه أن الجبيل وبما لديها من مصانع بتروكيماوية كبيرة بيئة خصبة لإنشاء مثل هذه الحاضنات، بل والإكثار منها دون خوف، ويجب ألا يقتصر على الهيئة الملكية فقط، بل لكل منشأة يجب أن تقوم بدورها بتشجيع مثل هذه الحاضنات لدفع عجلة النمو وإنشاء صناعات وخدمات جديدة ومميزة تنضم إلى سوق العمل وتسهم بشكل كبير في توظيف العمالة الوطنية بما يلائم حاجة سوق العمل. واقترح الخالدي وضع آلية تعود بالنفع على الحاضنين من قبل المؤسسات والوزارات المعنية.
#2#
من جانبه، أكد مطلق القحطاني، رئيس مجلس رجال الأعمال في الجبيل، أن هناك طاقات وكفاءات هائلة من الشباب تمتلك من الأفكار والرغبات لممارسة الأعمال التجارية، ولكن للأسف بعضهم يجازف للدخول في مشروعات دون ترتيب أو دراسة جدوى اقتصادية، وهنا مكمن الخطأ، حيث يجب على الشاب أن يجد جهة تدعمه وتتبنى فكره الاستثماري، من خلال تقديم النصح والتوجيه عن الطرق السليمة لبدء أي مشروع.
وثمن القحطاني دور الهيئة الملكية في الجبيل على مبادرتها بإطلاق حاضنات صناعية في معهد الجبيل التقني يديره مختصون في الاستثمارات ودراسات الجدوى، وحسب علمي أنه يعد الأول على مستوى المملكة، ووجد إقبالا كبيرا من الشباب راغبي البدء في المشروعات التجارية وحققوا نتائج طيبة من خلال التسهيلات المقدمة والدعم مثل مساعدة المستثمر صاحب المشروع لتسهيل الحصول على قرض لمشروعه.
من جهته، قال لـ''الاقتصادية'' موسى آل مجود، عضو لجنة رجال الأعمال في الجبيل، إنه كان يعمل في إحدى الشركات في الجبيل، وكان له توجه ممارسة العمل التجاري، حيث بدأ من خلال مشروع مطعم صغير وواجهته عقبات، واستمر في مسيرة التحدي الناجح، حيث يملك حاليا سلسلة مطاعم ومطابخ، وكذلك أنشطة عقارية وصناعية، مؤكدا أن الوقت الحالي لا يحتاج إلى مغامرة من الشباب الراغب بدء مشروع تجاري، خاصة إذا كان في المجال الصناعي، حيث يحتاج من يسانده ويوجهه، لأن الفرص كثيرة والمجال متاح، بسبب التوسع الصناعي، وما يتطلبه ذلك من وجود خدمات موازية لهذا التوسع.
وأضاف أنه سبق أن طالب بوجود حاضنات صناعية تحتضن الشباب وأفكارهم وتدعمهم بعد أن شاهد الكثير من الشباب وهم يجازفون بالدخول في مشروعات تجارية، ويكلفهم ذلك قروضا كبيرة، ومن ثم تجدهم يفشلون في النشاط الذي اختاروه، والذي لم يكن عن دراسة جدوى، ولكن لتقليد محال مشابهة نجحت في السوق، وهذا فكر خاطئ، وطالب بأن تدعم المعاهد والغرف التجارية هذا التوجه، وأن تكون هناك حاضنات في مناطق المملكة المختلفة، حماية للطموحين من الشباب الراغبين ممارسة العمل التجاري.
من ناحيته، يعتقد المهندس طارق عبد الله العبد الهادي، رئيس مجلس إدارة شركة التكامل للحلول الاقتصادية، أن مشروع حاضنات صناعية كانت انطلاقته مع الهيئة الملكية للجبيل وينبع، ومن ثم تم تبنيه من قبل وزارة البترول والثروة المعدنية، وأعلن تفعيله بوضع برنامج عمل متكامل، وتمخض عنه تكوين البرنامج الوطني لتطوير التجمعات الصناعية، مشيرا إلى أن دعم أفكار الشباب المبتدئين هو السبيل للأخذ بأيديهم من السقوط والفشل الذي يقضي على الكثير ويحبطه نهائيا، لذا لا بد أن تكون هناك جهة تتبنى هذا التوجه وتدعمه وتنفذه بطرق علمية تضمن - بمشيئة الله - للشاب الطموح نجاح مشروعه.
أما المهندس عبد الرحمن الدوسري، مدير المعهد التقني في الجبيل، فيؤكد أن مركز التنمية الصناعية في الجبيل دعم المشروعات الصغيرة من خلال تحقيق التنمية الناجحة للفكرة وعوائد الخدمات أو المنتجات التي تلبي حاجة السوق، حيث يتم الاعتماد على الإمكانات المتوافرة في الهيئة الملكية للجبيل وينبع، وتتم الاستفادة أيضا من الموارد العقلية والمعملية التصنيعية المتوافرة في معهد الجبيل التقني بما يضم من ورش متطورة وأطقم فنية رفيعة المستوى، كما أن وجود المركز وسط منطقة الكثافة الصناعية يهيئ انتشارا واسعا داخل قاعدة عريضة من المبدعين وأصحاب الأفكار الواعدة.