مئات من «هاشتاقات» الفضول تخفي أحاديث مفيدة لعرب تويتر
تحت سطوة الحديث عن الأنا والشخصنة الطاغية التي لازمت الهاشتاقات العربية خلال الأسبوع الماضي غابت مواضيع مشتركة هادفة ناقشها المغردون وسط زخم لهاشتاقات تتناول تفاصيل شخصية ليست ذات أهمية في حياة المغردين، وصفها البعض بالغثاء الكبير.
كثير من عرب تويتر انشغلوا بذكر شخصيات يحترمونها وأخرى لا يحترمونها، مشاهير شاهدوهم على أرض الواقع، حوائجهم المنزلية التي لا يستغنون عنها، وما يضايقهم وما لا يضايقهم، ما يعرفونه وما يجهلونه أيضا، وما يكرهونه وما يحبونه، منظر لا يدل إلا على تقاطع بلا إشارة ضوئية تعبر فيها الأفكار بعضها فوق بعض، وأحاديث لا يدفع لقراءتها إلا الفضول ولا تغني ولا تسمن من جوع. يسأل أحدهم: ما الذي استفاده ''سين'' من مشاهدة ''ص'' لـ ''عين''!.. لا أحد يعلم لكن الجميع يتكلم.
ومع كم كبير من هاشتاقات سياسية واجتماعية واقتصادية ورياضية تميل للسخرية وتهيم في كل واد، لا يعلم بعض من فيها ما كتب؟ ولمن كتب؟ مع توارد للأفكار والخواطر بل وللكلمات بأخطائها الإملائية في تشابه يدل في ألطف تمثيل له على التغريد باستخدام النسخ واللصق. اختفى وراءها ما كان يمكن أن تعرفه عن الأفكار المشجعة على القراءة أو الحلول التي تفيدك مثلا عند النزهات البرية، بل وحتى متابعة قضايا الشأن المحلي.
الرأي الآخر ينكر الإنكار عليه.. يقول: تويتر ليس إلا مائدة جديدة للحوار، هو بالنسبة لكل مشتركيه عربا وعجما مجلس كأي مجلس آخر يتكلم الجميع فيه بتفاصيل حياتهم المملة والتافهة بزعم الآخرين.. أليس هذا هو الواقع؟ ثم ما الذي يمنع؟ لا ترغب في تلك التفاهات على حد زعمك لا تقرأ، ''اجن الثمار واترك العود للنار''. واقض وقتك فيما يفيدك، لك الحرية فلا تصادر حرية الآخرين، في سجال وإن كان غير معلن بين الفئتين لكنه ملاحظٌ في تغريدات متفرقة بين هؤلاء وهؤلاء.
اللافت قطعا أن عددا من الهاشتاقات التي ناقشت المفيد حظيت بزخم أقل ربما لأن البعض لا يملك الإضافة، لا يجد البعض كتابا ينصح بقراءته مرة أخرى في هاشتاق (كتب_تقرأ_مرة_أخرى) ربما لإنه لم يقرأ كتابا قط، لكنه بلا ريب يجد عشرات القصص ليقولها في هاشتاق (قال_لي_حلاقي_يوما) فالغالبية تقص شعرها .. وكل الحلاقين يتحدثون.