هيئة دولية لدعم التنمية حول العالم
البنك الدولي - الذي يتنافس ثلاثة مرشحين، أمريكي ونيجيرية وكولومبي لتولي رئاسته - هيئة دولية مهمتها الحد من الفقر في العالم عبر دعم التنمية. وقد تأسس هذا البنك مع توأمه صندوق النقد الدولي في مؤتمر بريتون وودز (الولايات المتحدة) في 1944، وهو يضم اليوم 187 دولة عضوا ومقره في واشنطن. وقد سمي أولا المصرف الدولي لإعادة الإعمار والتنمية.
ويتألف البنك عمليا من مؤسستين مترابطتين هما البنك الدولي لإعادة الإعمار والتنمية والجمعية الدولية للتنمية.
وتقدم المؤسسة الأولى قروضا للدول ذات الدخل المتوسط والدول الفقيرة القادرة على تسديد الديون مثل المكسيك وروسيا والجزائر وجواتيمالا.
أما المؤسسة الثانية فتقدم قروضا أو اعتمادات بلا فوائد ومنحا للبلدان الأكثر فقرا في العالم. وخلال سنته المالية التي انتهت في 30 حزيران (يونيو) الماضي، وافق البنك الدولي على تقديم قروض جديدة بقيمة 57.3 مليار دولار. ويحصل البنك الدولي لإعادة الإعمار والتنمية على موارده من الأسواق الدولية للرساميل، بينما تعتمد الجمعية الدولية للتنمية إلى حد كبير على مساهمات أغنى دولها لتمويلها.
والقروض التي توزعها الجمعية الدولية للتنمية ويوافق عليها الأعضاء الـ 25 في مجلس إدارة البنك الدولي الذين يمثلون الدول الأعضاء الـ 185، تسدد خلال ثلاثين أو أربعين سنة مع فترة سماح من عشرة أعوام وبدون فوائد.
وقدمت هذه الجمعية منذ تأسيسها قروضا وهبات تبلغ قيمتها أكثر من 161 مليار دولار، بوتيرة ما بين سبعة وتسعة مليارات دولار سنويا، ذهب نحو 50 في المئة منها لإفريقيا.
وإلى جانب هاتين الهيئتين الأساسيتين، تسهم ثلاث مؤسسات أخرى في بناء مجموعة البنك الدولي، هي:
ــ الشركة المالية الدولية التي تعرض تمويلات لتشجيع الاستثمار الخاص في الدول النامية، وهذا يجري حاليا في أكثر من 100 بلد. وبلغت قيمة محفظتها من الديون 48.8 مليار دولار في 2011.
ــ الوكالة المتعددة الأطراف لضمان الاستثمارات التي تقدم للمستثمرين ضمانات ضد الخسائر المرتبطة بالمخاطر غير التجارية في الدول النامية.
ـ المركز الدولي لتسوية الخلافات المتعلقة بالاستثمارات الذي يؤمن آليات دولية للمصالحة والتحكيم في النزاع المرتبطة بالاستثمارات.
ويعمل أكثر من تسعة آلاف شخص في مكاتب البنك الدولي في العالم.
والبنك الدولي هدف دائم لانتقادات الحركات المناهضة للعولمة التي تتهمه بزيادة ديون الدول الأكثر فقرا عبر إقراضها بدلا من منحها الأموال، وترى أنه يخدم مصالح الدول الغنية.
ومنذ تأسيس البنك الدولي في 1944 كانت واشنطن تختار دائما رئيس البنك الدولي وفي كل مرة كان يتولى هذا المنصب أمريكيا من دون أي اعتراض، لكن هذه السنة ولأول مرة سيتنافس مع المرشح الأمريكي مرشحان آخران لخلافة الرئيس الحالي للبنك الدبلوماسي الأمريكي السابق روبرت زوليك.
وفيما يلي المرشحون الثلاثة:
ــ نجوزي أوكونجو أيويالا: (57 عاما) التي رشحتها بلادها نيجيريا وجنوب إفريقيا وأنجولا لهذا المنصب. ووزيرة المالية النيجيرية وخبيرة الاقتصاد هذه أمضت أكثر من عقدين تتولى مناصب عديدة في البنك الدولي.
وقد ولدت في عائلة أرستقراطية من جنوب نيجيريا، وحصلت على شهادة في الاقتصاد من جامعة هارفارد وعلى شهادة دكتوراه في الاقتصاد والتنمية من معهد ماستشوستس للتكنولوجيا.
وفي آخر منصب تولته في البنك الدولي، كانت مساعدة المدير العام قبل أن تكلفها الحكومة النيجيرية الجديدة بالإشراف على الإصلاحات المالية. وهي متزوجة من طبيب جراح ولديهما أربعة أولاد.
ــ خوسيه أنطونيو أوكامبو: (59 عاما) خبير اقتصاد، عمل لحساب الحكومة الكولومبية والأمم المتحدة.
تولى على التوالي مناصب وزير الزراعة ورئيس مجلس إدارة البنك المركزي في الحكومة الكولومبية والمدير التنفيذي للجنة الاقتصادية لأمريكا اللاتينية والكاريبي لست سنوات.
وبين عامي 2003 و2007 كان مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الاقتصادية والاجتماعية.
وهو حاليا أستاذ في معهد الشؤون العامة والدولية في جامعة كولومبيا في نيويورك.
ــ جيم يونج كيم: (52 عاما) المرشح الأمريكي، ولد في كوريا الجنوبية لكنه نشأ في ولاية أيوا، ونال شهادة في الطب وعلم الأنثروبولوجيا من جامعة هارفارد وكان أستاذا في جامعات طب عديدة.
وبين عامي 2003 و2007 تولى ملف الإيدز في منظمة الصحة العالمية لتوزيع أدوية في الدول النامية، وساهم في إنشاء منظمة ''بارتنرز ان هيلث'' التي تنشط في الأوساط الفقيرة والمحرومة في كل مكان من هايتي إلى روسيا.
وهو حاليا رئيس جامعة دارتماوث العريقة، ومتزوج من يونسوك ليم طبيبة الأطفال التي تولت معالجة أطفال مصابين بالإيدز في إفريقيا.