«الربيع العربي» يضغط على شركات السياحة الفرنسية
افتتح المعرض العالمي للسياحة أبوابه في باريس في أجواء من الإحباط المحيط، بشركات السياحية الفرنسية. فبعد 14 شهراً من بدء الحركة الاحتجاجية في تونس تجد الشركات السياحية الفرنسية المختصة بالرحلات المنظمة في مواجهة ضعف الاستهلاك السياحي، وذلك على الرغم من النجاح الذي تلاقيه بعض الجهات.
والتوجه لقضاء الإجازات في البلدين العربيين الأكثر جذباً للسياحة الفرنسية قد تراجع بنسبة 45.2 في المائة إلى تونس و43.7 في المائة إلى مصر. وحتى تراجع الحجوزات طال المغرب بنسبة 16.2 في المائة في عام 2011. والتوقعات تشير إلى أن العام الجاري لن يشهد تحسناً ملموساً، ويقول إيما نيول فواري مدير مجموعة كيوني السياحية السويسرية في فرنسا إن عام 2012 يظهر أن الوضع ليس جيداً.
وتقول أمل حشاني مدير المكتب السياحية التونسي في باريس إن أرباح تونس من أرقام أعمال السياحية الفرنسية في تونس العام الماضي تراجعت بنسبة 40 في المائة. ولكن الأوضاع في العام الجاري تشهد تحسناً.
وإذا كان العام الجاري يشهد تحسناً بالنسبة لتونس فإن الحجوزات تبقى أقل بالنسبة للفترة نفسها من العام الماضي. ويشير فواري إلى تراجع الحجوزات وأيضاً الإقامة والسفر.
وإذا كانت اليونان وتركيا قد استفادتا العام الماضي من الربيع العربي، حيث زادت نسبة الرحلات المنظمة بنسبة نحو 19 في المائة لليونان و21 في المائة لتركيا، فإن الحجوزات إلى هذين البلدين قد تراجعت. لتترك المجال للرحلات المنظمة البعيدة المدى في القارة الأمريكية مثل المكسيك أو في آسيا مثل الصين التي زادت الرحلات المنظمة بنسبة 11 في المائة العام الماضي، والمتوقع أن ترتفع إلى 22 في المائة هذا العام.
وتتعرض الشركات السياحية الفرنسية للمنافسة من خلال الإنترنت والرحلات الجوية المخفضة الأسعار Cow Cost؛ أي أن هذه الشركات لم تعد الوسيط الأمثل للكثير من الزبائن الذين يشترون بطاقات الطائرة الرخيصة الثمن ويقومون بأنفسهم بإجراء حجوزات الفنادق في المناطق التي يقصدون.