الهند والصين تمهدان لقمة الاقتصادات الصاعدة

أكد مسؤولون أن الهند والصين عقدتا مباحثات ركزت على القمة المقبلة التي تضم خمساً من أبرز الدول النامية وأيضا المواضيع الثنائية الشائكة. وبحث وزير الخارجية الصيني يانج جيتشي ونظيره الهندي أس إم كريشنا الاستعدادات لقمة دول بريكس (البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا) في نيودلهي في نهاية آذار (مارس).
وبحسب وكالة "د.ب.أ" قال كريشنا في ختام المباحثات في العاصمة الهندية: "لقد شرح مسؤولو وزارة خارجيتنا النواحي المختلفة للاستعدادات، ووزير الخارجية الصيني مقتنع تماما بالعمل التحضيري الذي جرى في الهند".
وقال مسؤولو وزارة الخارجية الهندية: إن القمة التى تعقد في 29 آذار (مارس) ستناقش المواضيع الأساسية مثل الحوكمة العالمية وتغير المناخ والأزمة المالية الدولية والإرهاب وأمن الغذاء والطاقة. وتمثل دول البريكس التي عقدت أول قمة سنوية لها عام 2009 نسبة 22 في المائة من إجمالي الناتج المحلي على مستوى العالم و40 في المائة من عدد سكان العالم.
وقال كريشنا: إن جميع الأمور الثنائية "الممكنة" بما فيها المواضيع الشائكة تمت مناقشتها مع جيتشي. وأضاف: "لقد تفهم كل منا موقف الآخر ورؤيته وسنواصل تبادل الآراء"، في الوقت الذي تحسنت فيه العلاقات بين الهند والصين في السنوات الأخيرة.
وتشكل التجارة بين دول بريكس التي بلغت قيمتها 230 مليار دولار في عام 2010م 8 في المائة من التجارة العالمية اليوم. على الصعيد الدبلوماسي، قامت هذه الدول الخمس بحملة مكثفة للحصول على مقاعد دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الهندية سيد أخبر الدين: إن المباحثات ستشمل أيضا العلاقات بين الهند والصين، إلا أن أي لقاء ليس مقررا بين وزير الخارجية الصيني ورئيس الحكومة الهندي مانموهان سينغ.
واتسمت العلاقات بين العملاقين الآسيويين بالتوتر خصوصا بسبب الخلاف حول حدودهما المشتركة ما أدى إلى حرب قصيرة في عام 1962. وشهد البلدان مفاوضات ثنائية منذ ثمانينيات القرن الماضي حول الحدود بينهما التي تمتد على طول ألفي كيلو متر.
والبنى التحتية للصين على طول الحدود المشتركة تشكل مصدر قلق للهند التي تعتبر الصين تهديدا دائما لأمنها، علاوة على ذلك، فإن وجود الزعيم الروحي للتيبت في الهند يعتبر أيضا من جوانب الخلاف الثنائي، إذ تعتبر الصين الدالاي لاما المقيم في المنفى في دارامسالا (شمال الهند) منذ عام 1959 انفصاليا خطيرا.