الطاقة الشمسية تنتج المياه المحلاة في المملكة خلال 7 سنوات
أكد لـ ''الاقتصادية'' مسؤول رفيع في مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية أن جميع احتياجات المملكة من المياه المحلاة، سيتم إنتاجها بواسطة الطاقة الشمسية في 2019 إلى جانب استخدام الطاقة الشمسية لسد جزء كبير من احتياجات المملكة من الكهرباء، مشيرا إلى أن تحلية المياه وإنتاج الطاقة يستهلكان 1.5 مليون برميل من النفط يوميا، ما يشكل عبئا اقتصاديا على المملكة.
وأضاف تركي بن سعود بن محمد آل سعود نائب رئيس مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية لمعاهد البحوث أن استهلاك المملكة المحلي من النفط سيبدأ مستقبلا في التناقص التدريجي، نتيجة للتوجه إلى استخدام الطاقة الشمسية في تحلية المياه. واستبعد أن يؤثر الاستهلاك المحلي للنفط في حجم إنتاج المملكة النفطي في ظل المشاريع التي تهدف لاستخدام وسائل طاقة أخرى.
وقال الأمير تركي بن سعود أمس على هامش المؤتمر والمعرض السعودي الأول للطاقة المتجددة، الذي تنظمه جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، إن مبادرة خادم الحرمين الشريفين لتحلية المياه وإنشاء مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة، تهدف لتخفيض استخدام النفط عن طريق توفير بدائل لإنتاج الطاقة وتحلية المياه، مشيرا إلى أن المملكة تعالج نحو أربعة ملايين متر مكعب من مياه البحر يوميا، ما يمثل 18 في المائة من المياه المعالجة في العالم.
وأشار إلى أن مبادرة الملك عبدالله لتحلية المياه بالطاقة الشمسية تهدف إلى توفير المياه بالطاقة الشمسية بتكلفة منخفضة وتعزيز الأمن المائي للمملكة ودعم اقتصادها، كما تهدف إلى استخدام تقنيات النانو لتطوير أساليب جديدة وبناء صناعة متقدمة في تحلية المياه، إضافة لاستخدام طاقة نظيفة صديقة للبيئة. واستعرض الأمير تركي بن سعود، التقنيات المستخدمة حاليا في تحلية المياه، التي تراوح تكلفتها من 2.5 إلى 5.5 ريال للمتر المكعب الواحد، بينما تهدف المبادرة إلى أن تراوح التكلفة للتقنيات الجديدة ما بين 1 إلى 1.5 ريال للمتر المكعب الواحد من المياه، لافتا إلى أن المبادرة تنقسم إلى مراحل تبدأ ببناء محطة تحلية بالطاقة الشمسية في الخفجي بقدرة إنتاجية تبلغ 30 ألف متر مكعب في اليوم، لتزويد محافظة الخفجي بحاجتها من المياه وبناء محطة للطاقة الشمسية تنتج 10 ميجاواط من الطاقة، حيث سينتهي المشروع في عام 2013، كما تتضمن المبادرة بناء محطة ضخمة بطاقة إنتاجية تبلغ 300 ألف متر مكعب في اليوم.
من جهته، بين الدكتور عبدالله الشهري محافظ هيئة تنظيم الكهرباء والإنتاج المزدوج لـ ''الاقتصادية'' أن الهيئة أعدت بالتعاون مع وزارة المياه والكهرباء خطة طويلة المدى تمتد إلى 20 عاما للاستفادة من محطات تحلية المياه لتوليد الكهرباء، مشيرا إلى أن المملكة تعمل بجدية للاستثمار في أنماط الطاقة البديلة، حيث إن تأسيس مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة، سيحدث تغييراً كبيرا في كمية الوقود المستهلك في محطات الكهرباء والتحلية.
وتوقع الدكتور الشهري أن يبدأ استهلاك المملكة من النفط في التناقص بعد عامين من الآن مع بداية استخدام محطات التحلية للطاقة الشمسية، وقال إن بدء استخدام الطاقة النووية سيستغرق وقتا أطول، لافتا إلى أن الطاقة النووية قادرة على تغطية الجزء الأكبر من الاحتياجات.