19991 لقضايا الفساد.. المطلوب الصدق والجرأة في الحق
الرقم المدون أعلاه (19991) ليس تاريخاً لـ''يوم ميلاد'' أو دوراً في طابور ''البنك العقاري'' أو رقم هاتف ''مميز'' للبيع أو لوحة ''مركبة'' ستطرح بالمزاد قريباً، هذا الرقم ليس ''راتباً'' شهرياً أو قسطاً لـ''التأمينات الاجتماعية'' أو ''هبة'' حكومية أو ''قطعة أرض'' سكنية أو حتى ''مقابر'' تضاف لأمنا حواء والأسد والفيصلية، هذا الرقم خاص بالاستفسار عن كيفية وطريقة التبليغ عن قضايا وممارسات ''الفساد''، وقد أعلنت عنه ''الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد'' في جميع الصحف قبل بضعة أيام، فما هو ''الفساد'' الذي تعنيه الهيئة، هل هو الفساد المالي أو الإداري، الفردي أو المؤسساتي، المنظم أو العشوائي، هل هو الفساد التقليدي الرشوة والسرقة والاختلاس والتلاعب في المزايدات والمناقصات والاستيلاء على موارد الدولة وتنفيذ المشاريع بمئات الأضعاف من قيمتها الحقيقية وتسلمها دون التحقق والالتزام بالشروط والمواصفات والمعايير الهندسية والحد الأدنى من إجراءات السلامة وحماية البيئة، هل ''الفساد'' استئجار مقار حكومية بأرقام فلكية وترك الأراضي العامة بيضاء عرضة لـ ''اللطش'' وتطبيق المنح وبملايين الأمتار، أم يمتد الفساد إلى أدوات تدني مستويات أو معدلات الإنتاجية من الهدر في الوقت وعدم الالتزام بمواعيد العمل الرسمية إلى التقيد بالأنظمة والقوانين واللوائح وتعيين الشخص غير المناسب في المكان غير المناسب، وحتى تهميش وإهمال الكفاءات والكوادر الجيدة وعدم استغلال الطاقات والتركيز على أصحاب النفوذ والواسطات والمحسوبيات ومنحهم العلاوات والمكافآت والترقيات واحتكار المناصب لفئة معينة دون البقية.
يا معالي رئيس الهيئة
إن تحقيق شعار الهيئة ''نزاهة'' وتعاون المجتمع من أجل إنجاح الحملة التي أطلقتها ''معاً ضد الفساد'' يتطلب الصدق والجرأة في الحق لتعريف ماهية الفساد وأنواعه ودرجاته والكشف عن المتهم به ''كائناً من كان'' اتباعاً لنهج رسولنا الكريم، صلوات الله وسلامه عليه، حينما قال لأسامة عند تشفعه في المرأة المخزومية التي سرقت: (أتشفع في حد من حدود الله، ثم خطب في الناس وقال: إنما أهلك من كان قبلكم إذا سرق فيهم الشريف تركوه وإذا سرق الضعيف أقاموا عليه الحد، والله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها).