أسعار الذهب تسبب العزوف .. والمستهلكون يتجهون إلى الفضة

أسعار الذهب تسبب العزوف .. والمستهلكون يتجهون إلى الفضة

تشهد أسواق الذهب في معظم مناطق المملكة حاليا، عزوفا كبيرا من الأسر ذات الدخل المحدود، وذلك نتيجة لارتفاع أسعاره بشكل مطرد، ما حدا بهم إلى العودة إلى المنافس التقليدي للذهب، واقتناء الفضة.

وأدى ارتفاع أسعار الذهب الكبير إلى توجه العديد من ذوي الدخل المحدود لاقتناء الفضة والاستغناء بها عن الذهب في مناسباتهم لهذا العام، وذلك بعدما كان يقتصر لبس الفضة على الرجل دون النساء في أغلب المجتمعات، إلا أن الأوضاع الحالية المعيشية مع الأوضاع العالمية الاقتصادية الحالية التي أدت إلى ارتفاع أسعار الذهب، حالت بين الذهب وبين اقتنائه من قبل المقبلات على الزواج وأترابهن اللاتي اتجهن لمحال الذهب ليس لشرائه وإنما بغرض طلي ما لديهن من مشغولات فضية بماء الذهب.

وأكد لـ''الاقتصادية'' علي العبد العزيز عضو لجنة الذهب والمجوهرات في غرفة الشرقية، أن الفضة باتت منافسا قويا للذهب من حيث التشكيلات والتصاميم، التي غدت طبق الأصل من تصاميم الذهب وليست فقط مشابهة له، خاصة أن الذهب الأبيض يحظى بإقبال كبير هذه الأيام من قبل السيدات، حيث تسببت مناسبة أسعار الفضة للمستهلكين، إلى جانب تصاميمها العصرية التي تشبه الذهب الأبيض، في جذب الفتيات من ذوي الأعمار الصغيرة اللاتي تتراوح أعمارهن بين 18 و 24 عاما، على الرغم من أن الفضة باتت ترادف الذهب في الارتفاع حتى وصل سعر الأونصة إلى 36 دولارا، بعد أن كانت بـ 14 دولارا فقط .

وبين العبد العزيز، أن صعود سعر الفضة ناتج من اعتمادها على التصاميم، وليس على المادة الخام، حيث إن سعر جرام الخام من الفضة يتراوح بين 15 و 18 ريالا، بينما سعر خام الذهب للجرام الذي يعد أغلى مادة خام يبلغ نحو 190 ريالا، فالتقارب والتماثل يرجع لتكلفة صنع التصاميم، لافتا إلى أن مادة البلاتينيوم تنافس الذهب كونها تأتي من بعده وتدخل في بعض الصناعات، إلا أنها لا تدخل في صناعة الذهب في الدول العربية.
وقال العبد العزيز: إن تراثنا القديم أولى الفضة عناية فائقة في استخدامه خاصة للمرأة، حاله حال الذهب عندما كان سعره في متناول الجميع، حيث كان كثير من المشغولات الفضية في ذلك الوقت مطعمة بالذهب، إلا أن هذه المشغولات قلت كثيرا في وقتنا الحاضر، وظهرت بدلا عنها الفضة المطلية بالذهب عيار 21 .

وأوضح لـ''الاقتصادية'' حسن الأربش صاحب مؤسسة مملكة الفضة، أن الفضة غدت في الوقت الراهن بديلة عن الذهب ومنافسة له كفترة مؤقتة لحين تراجع أسعار الذهب، ولا سيما أن إقبال السيدات الملاحظ خلال الفترة الحالية، تركز على الفضيات المطلية بماء الذهب كونها أقل تكلفة من الذهب ومناسبة للسهرات والمناسبات بأشكالها وتصاميمها، لافتا إلى أن الفضة هي الأخرى زادت قيمتها عما كانت عليه سابقا من 500 ريال للكيلو إلى أن أصبحت في وقتنا الحضر بنحو 6700 ريال للكيلو.

وقال الأربش :'' تقاربت مصنعية الفضة من مصنعية الذهب، حتى أن فئة الزبائن من المتعارف عليهم بلابسي الألماس باتوا يطلبون تركيب الألماس على الفضة المطلية بماء الذهب بدلا من الذهب، خاصة لمناسبات الزواج، كون الفضة يمكن بيعها بعد صهرها كسبيكة، مشيرا إلى أن ماء الذهب له قيمته التي تبلغ 870 ريالا لما يعادل 25 مللتر من ماء الذهب الذي هو (مادة الراديوم).

وعلى الصعيد ذاته، أبان محمد الحيدري صاحب محل معرض حورنيات للفضة والإكسسوارات، أن أغلب الزبائن تطلب المطليات من الفضة والإكسسوارات حيث أصبحت الأخيرة تسمى ( ذهب العصر) كونها جميلة التصميم، ولا تتغير وتشبه تصاميم الذهب والألماس، وتبدأ (الأطقم) منها بسعر 500 ريال، منوها إلى أن أغلب الزبائن تبحث عن الأشكال والتصاميم القريبة من التصاميم والماركات الشهيرة من الشركات العالمية.

وذكر عبد الله الدوسري صاحب محل انسيال للمجوهرات، أن الفضة راجت أكثر من الذهب المقلد ذي الأشكال القديمة خلال الفترة الحالية، من خلال الشركات التي صنعت أشكالا جديدة بأحجام كبيرة وأوزان خفيفة، كأن يكون حجم القطعة الواحدة ما يعادل 188 جراما.

وأضاف '' كلما كان المعدن أقل من الذهب ثمنا كان أغلى مصنعية بسبب الشوائب التي يحملها، مما يجعل التحكم فيه أصعب وعمل التصاميم عليه أكثر تعبا، لذا نجد أن الذهب الأبيض أغلى من الأصفر ليس لخامته وإنما لمصنعيته، والكلام ينطبق على الفضة التي قيمتها رخيصة بالجرام، ألا أن تكلفتها التي تزداد ترجع لمصنعيتها''
وأوضح الدوسري، أن الأعراف في بعض المناطق في السعودية تشترط للزواج وتجهيز العروس، بعض المشغولات من الأوزان الثقيلة المكلفة، والتي يمكن أخذ الفضة المطلية بالذهب بدلا عنها، لذا يلجأ بعض المقبلين على الزواج لشرائها، وعدم التخلي في الوقت ذاته عن بعض الأعراف في مثل هذه المناسبات.

الأكثر قراءة