«المقعد» برستيج عقيم يتجاهل مشاكل التجار
شن أعضاء في الغرفة التجارية الصناعية في جدة هجوما على جلسات "مقعد التجار" التي أقرتها الغرفة التجارية شهريا. وأكدوا لـ "الاقتصادية أن "مقعد التجار" عبارة عن برستيج عقيم تسعى إليه الغرفة التجارية للظهور, لا يحقق الأهداف المنشودة, حيث يختصر حضور المقعد على أشخاص معينين يتم اختيارهم في ظل غياب لأعضاء ورؤساء اللجان والتجار المعنيين بالمقعد لمناقشة معوقاتهم التجارية, إضافة إلى منع حضور العنصر النسائي للمقعد منعا باتا بالتصويت من أعضاء المجلس واختصارها على الرجال فقط.
وطالبوا بإقامة مقعد يعنى باستفسارات ومعوقات التجار أعضاء ورؤساء اللجان للمناقشة وطرح المعوقات أمام المسؤولين, للإجابة عن استفسارات التجار وعرض مشكلاتهم ومناقشتها للنهوض بالقطاع الخاص وجعله شريكا فعليا في تنمية الاقتصاد.
#2#
وأوضحت لـ "الاقتصادية" نشوى طاهر رئيسة اللجنة التجارية في غرفة جدة أن جلسات "المقعد" فقدت الهدف والغاية الرئيسة له ليكون مخصصا لفئة وأشخاص معينين للحضور مع عدم دعوة رؤساء وأعضاء اللجان المعنية بالجلسة للنقاش مع المسؤول, موضحة أن المقعد يستضيف شهريا مسؤولا من الدولة لمناقشة المعوقات واستفسارات التجار وأعضاء اللجان, حيث يطلب من كل لجنة معنية بأمر المقعد بذلك الشهر تقديم تقرير وعرض يحكي معوقات واستفسارات اللجنة لعرضها ومناقشتها مع المسؤول.
وزادت: لكن مع الأسف بسبب عدم التنسيق والتنظيم يعرض التقرير شخصا آخر بعيدا عن اللجنة المعدة للتقرير أو أن التقرير لا يعرض لضيق الوقت أو تجاهل أمر التقرير, مبينة أن التقرير والعرض يكونان بجهد مضاعف من رؤساء اللجان والأعضاء لحصر وتقنين العرض بالاستفسارات والمعوقات التي تواجههم لضيف المقعد لاختصار الوقت وترك مساحة للنقاش التي يفتقر إليها المقعد وجعل التقارير والعروض التي تقدمها اللجان إهدارا ومضيعة للوقت.
وقالت: "مرور المملكة بنقلة نوعية والتغير التطويري الذي يسعى إليه خادم الحرمين الشريفين يعززان وجود مقاعد واجتماعات وبحث أمور التجار ومستجدات القطاعات الحكومية لمناقشتها وتذليلها وتوضيح الخطط المستجدة للدولة للنهوض ومشاركة القطاع الخاص في التنمية والنقلة التي تعيشها الدولة ولكن مع الأسف المقعد لا يحقق الهدف المطلوب منه بدعوة جميع أعضاء اللجان والتجار المعنيين بالتواصل مع المسؤول مباشرة للنقاش".
وشنت رئيسة اللجنة التجارية في غرفة جدة هجوما على مقعد التجار بسبب منع دخول المرأة بالتصويت من مجلس الإدارة, أسوة بالمقاعد القديمة التي تميزت بها جدة منذ عشرات السنين التي تمنع دخول المرأة وتختصر على جلسات للنقاش.
وقالت "يحاكون مقاعد منذ قرون مضت لم تكن المرأة دخلت سوق العمل, ومع هذا كان المقعد يضم جميع الفئات دون تخصيص فئة معينة".
وأشارت إلى أن المرأة اليوم شريكة للرجل في جميع الأعمال واستطاعت أن تحقق نجاحا في جميع مجالات العمل التي دخلتها وتولت مناصب قيادية في الدولة وصلت إلى نائب رئيس الغرفة التجارية الصناعية في جدة كأول غرفة في المملكة تتولى المرأة فيها مناصب قيادية تواجهها مشكلات ومعوقات كبيرة تحتاج إلى مناقشتها مع المسؤولين الذين تتم استضافتهم في المقعد.
واستطردت "أتعجب من قرار مجلس الإدارة بتجاهل المشكلات والمعوقات التي تواجه التجار والتصويت بمنع دخول المرأة, متسائلة باستنكار: "هل المعوقات التي يعانيها رجال الأعمال لا تعانيها سيدة الأعمال؟!".
ولفتت إلى أن خادم الحرمين الشريفين حريص على دعم المرأة وفتح مجالات العمل لها ومشاركتها الفعلية في المناصب القيادية في المملكة, إيمانا بمجهودات المرأة ونجاحها في جميع المجالات, فما تقوم به بعض الغرف التجارية من تجاهل دور المرأة أمر مخجل ومستغرب.
وطالبت بإقامة مقعد آخر يعنى بأعضاء ورؤساء اللجان للاجتماع بهم مع المسؤولين لمناقشتهم وبحث المعوقات بشكل عام دون تحديد أشخاص معينين للمقعد وجعل الجلسة عامة تضم جميع المعنيين بالأمر سواء من التجار أو الأعضاء, بعرض مساعدة وتعزيز دور القطاع الخاص في تذليل المعوقات التي تواجههم.
وأردفت "اليوم نحن كتجار بحاجة ماسة إلى لقاء المسؤولين لمواكبة التغيرات والأنظمة الجديدة التي أقرتها الدولة ومناقشتها لتجاوز كثير من المعوقات واستغلال الوقت المهدر في كثير من المعاملات.
#3#
من جانبه، أوضح واصف كابلي عضو اللجنة التجارية أن عدم التنسيق والتنظيم واحترام الوقت في جلسات "مقعد التجار" جعل المجلس لا يؤدي دوره الحواري الهادف وأضعف من أهميته ليتحول ويصبح مقعدا شكليا, مبينا أن التجار يسعون إلى الاستفسار وشرح المعوقات التي تواجههم لدى المسؤولين لتذليلها وتوضيحها ولكن مع الأسف سوء التنظيم يقف عائقا ضد الاستفادة من المجلس وترك مجال للحوار والنقاش مع المسؤولين, إضافة إلى أن منع حضور سيدات الأعمال أمر مستغرب للغرفة التجارية خاصة أن غرفة جدة كانت أول غرفة تسمح بدخول المرأة وتوليها مناصب قيادية, موضحا أن منع المرأة ليس من أمر ديننا الحنيف, فقد كانت المرأة عضوا مشاركا وتحضر جميع اللقاءات وتناقشها ولنا أدلة كثيرة في زمن الرسول - صلى الله عليه وسلم - والصحابة من بعده, فمع دخول المرأة سوق العمل بجميع مجالاتها وما تعانيه من مشكلات ومعوقات يستلزم دخولها المقعد وإعطاءها حرية المشاركة الحوارية.