الأولوية للمعيشة وسداد الديون.. والتنمية الذاتية غائبة

الأولوية للمعيشة وسداد الديون.. والتنمية الذاتية غائبة

كشف استفتاء طرحته ''الاقتصادية'' الإلكترونية أن 53 في المائة من نحو 2500 مشارك وجهوا إعاناتهم في برنامج حافز إلى ما وصفوه بأسباب العيش الأساسية، فيما سدد نحو ثلث المشاركين ديون تعود لحقبة ما قبل حافز، وفضل 10 في المائة صرف الإعانة في شراء الكماليات ومتابعة التقنية.
وبيّن الاستفتاء أن ضرورات الحياة استحوذت على النصيب الأكبر من أموال نحو 550 ألف مستفيد تقاضوا ما اعتبروه أول راتب لهم مطلع الشهر الحالي، رافضين الاعتراف بكونها مجرد إعانة مؤقتة وليست راتبا شهريا.
وقال بعض من استفادوا من الإعانة إنهم ينتظرون منذ الآن موعد الصرف الجديد في الشهر المقبل، فالأموال بحسب ما أفادوا لم تبت ليلتها الأولى في البنوك، أحدهم قام سداد الديون، والآخر اشترى الجهاز الذكي الذي حلم به طويلا، وثالث دفع نصيبه من إيجار منزلهم.
الجانب المظلم بحسب القراء أن 6 في المائة فقط أي ما مجموعه 150 شخصا وجهوا المبلغ إلى التنمية الذاتية عبر الالتحاق بدورات في الحاسب واللغة الإنجليزية وغيرهما من المجالات التي تمنح الباحث عن وظيفة آفاقا أوسع.
وحول هذه النقطة قال من وصف نفسه بـ ''خبير إداري'': أرى أن لهذا التوجه سببين؛ أولهما غياب ثقافة التنمية في الذات، رغم أن الأبحاث والدراسات تؤكد أن العائد من التنمية البشرية كبير جدا للفرد ولبيئة العمل. والثاني، أن كثيرا من مستفيدي ''حافز'' هم أصحاب مؤهلات جيدة في الأصل.
وأفرزت الردود نوعا من تهكم المستفيدين على ضآلة الأوجه التي يمكن صرف الإعانة فيها، فهي - بحسب وصفهم - لا تسد رمقا ولا تكفي لمواجهة ما اعتبروه عصر الغلاء.
أحمد اعتبر أن مستفيدي حافز يبحثون عن العمل لا عن ألفي ريال مقطوعة لم تأت إلا بعد جهد جهيد وشروط تعجيزية لم يجتزها إلا قليل. وطالب سليمان المعيوف الشباب بأن يجعلوا حافز.. حافزا لهم لإعادة التفكير في المستقبل واقتحام باب العمل الحر بدلا من انتظار حلم الوظيفة الحكومية أو العيش في ظل أجواء عمل صعبة في القطاع الخاص، وأضاف: كثير من الشركات لا تشجع منسوبيها على الولاء لها إما لضعف رواتبها وإما طول فترة عملها أو انعدام الاستقرار الوظيفي فيها.
وخالفه ''عاطل'' مهاجما: ستحدث طفرة في سوق الكماليات لأن عطالتنا مقنعة وشبابنا لا يريد العمل رغم كثرة السبل وسهولة الاستثمار التجاري، ولكن ما من مشمّر!
وقالت أميرة: ''من يعوض العاطلين الجامعيين عن سنين عمرهم اللي مضت وهم بلا عمل، ثم على من يتكلم عن رفض الشباب للعمل ورضاهم بحافز كبديل أن يتطرقوا إلى كم هائل من الموظفين الذين أساءوا للوطن والمواطن ببطالتهم المقنعة وتعطيلهم لمصالح الشعب، وعليهم أن ينظروا إلى الجزع في أعينهم قبل أن يبصروا القذاة في أعيننا''.. وغادرت غاضبة أما كيف سأصرف ألفي حافز فـ ''كلا أبخص بألفينه''.
وتهكم عبد الله الغامدي قائلا: هي مجرد ألفين، تذكرني بالمثل القائل قالوا صفوا صفين قالوا كلنا اثنين''، وبالتأكيد لن تذهب إلا لحاجات أساسية لكونها أقل من أن تذهب لغير هذا''.

الأكثر قراءة