نقص فيتامين «د» يصيب 25 % من أطفال السعودية بالكساح
اعتبر مختصون في التغذية العلاجية أن مرض الكساح (لين العظام) لدى الأطفال من أهم أمراض سوء التغذية التي تصيب الأطفال في السعودية بسبب نقص فيتامين (د) الضروري في امتصاص الكالسيوم والفسفور من الأمعاء وذلك نتيجة لسوء التغذية أو لعدم التعرض الكافي لأشعة الشمس سواء للمرأة الحامل أو الرضيع.
وأشارت الأبحاث إلى أن من أهم الأعراض الدالة على نقص فيتامين (د) عند الأطفال تأثر نمو العظام والأسنان مما يظهر بعض الأعراض من أهمها النمو بصورة غير طبيعية كأن يحدث تقوس ساقي الطفل المصاب أو تشوهات في الجمجمة مثل أن تصبح الجبهة مسطحة. وأضاف الباحثون أن مرض الكساح ينتشر في المناطق السعودية بنسب متفاوتة وبرغم قلة الأبحاث إلا أن مؤشر الإصابة بالمرض ارتفع من 1.4 في المائة وسط الأطفال المنومين في مستشفى السليمانية للأطفال عام 1985 حتى بلغت النسبة 3.1 في المائة عام 1987 في المستشفى ذاته، وفي بحث في مدينة جدة نشر عام 1997 كانت نسبة الأطفال المصابين بنقص الكالسيوم 9.1 في المائة، وفي عام 2009 بلغت النسبة نحو 25 في المائة من الأطفال الذين أجريت عليهم الدراسة في مستشفى الملك فهد في الحرس الوطني.
وأكد خبراء التغذية العلاجية أن مخزون فيتامين (د) للرضع يتأثر بمدى تغذية الأم الحامل وصحتها، حيث تزداد احتياجات الحامل للكالسيوم مقارنة بغير الحامل وذلك لحاجة جسمها ولنمو عظام الجنين، إضافة إلى تكوين مخزون من فيتامين (د) للرضيع لحاجته المستقبلية إلى نمو العظام والأسنان، وفي بحث أجري في جدة شمل 264 امرأة حاملا وجد أن أكثر من 9 في المائة منهن يعانين هن ومواليدهن نقص فيتامين (د).
وبين الباحثون أن هناك عدة عادات غذائية واجتماعية تؤثر في التمثيل الغذائي للكالسيوم لدى النساء والأطفال السعوديين من أهمها حجب الرضع والنساء عن أشعة الشمس خاصة في الصباح الباكر وعند المغيب مما يقلل من تكوين فيتامين (د)، وأضاف الباحثون أنه علاوة على أن المرأة السعودية تحجب جسمها ووجهها بالعباءة أثناء خروجها من المنزل إلا أنها لا تتعرض بشكل كاف لأشعة الشمس داخل منزلها أيضا، وعزوا ذلك إلى المناخ الحار في السعودية الذي قلل النشاط البدني لدى مختلف فئات المجتمع.
وأكد الباحثون أن من العادات الأخرى المؤثرة في نقص فيتامين (د) لدى السعوديين تتمثل في تناول المشروبات الغازية بكميات كبيرة مع عدم تناول أطعمة تحتوي على كمية مناسبة من الكالسيوم يسبب نقص الكالسيوم وربما مضاعفات نقص الكالسيوم إذا كان النقص حادا، مشيرين إلى أن حمض الفوسفوريك والستريك الموجودين في المشروبات الغازية يقللان من امتصاص الكالسيوم خاصة إذا لم يتناول الشخص كمية مناسبة من أطعمة تحتوي على الكالسيوم (كالحليب ومشتقاته) فمن المحتمل إصابتهم بمضاعفات نقص الكالسيوم. وبين إخصائيو التغذية العلاجية أن أفضل الوسائل لتجنب نقص فيتامين (د) تتمثل في توعية الأسر بضرورة تناول أطعمة غنية بفيتامين (د) والكالسيوم مثل الحليب ومشتقاته والزبدة والبيض والبقوليات والمكسرات واللحوم وزيت كبد السمك الغني بفيتامين (د) والخضراوات الورقية كالسبانخ، وكذلك التعرض لأشعة الشمس خاصة للحامل والمرضع والأطفال.