خبراء بريطانيا.. النظرة المستقبلية للاقتصاد تزداد سوءاً في 2012
كشف استطلاع حديث أن معظم الاقتصاديين يعتقدون أن عام 2012 سينافس عام 2009 من حيث الضعف الاقتصادي في بريطانيا مع تضرر الإنتاج نتيجة أزمة الديون في منطقة "اليورو".
وقالت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية إن المسح الذي شمل 83 اقتصاديا من بينهم 11 عضوا سابقا في لجنة السياسة النقدية ببنك إنجلترا المركزي، أظهر أن من يعتقدون أن النظرة المستقبلية للاقتصاد ستسوء في 2012 ثلاثة أمثال من يتوقعون تحسنها.
وقالت الصحيفة وفقاً لـ "رويترز" إنه حتى في حالة تجدد حالة الركود في 2012 فإن قلة فحسب تحث جورج أوزبورن وزير المالية على التخلي عن خطة التقشف التي أعلنها لمدة سبعة أعوام من أجل تحفيز الاقتصاد من خلال خفض الضرائب أو مزيد من الإنفاق العام.
واتفق 21 اقتصاديا فقط مع اد بولز المتحدث المالي باسم حزب العمال المعارض الذي وصف إجراءات التقشف بأنها "أسرع من اللازم وأوسع نطاقا من اللازم".
ويأتي ذلك متوافقاً مع ما نشرته "الاقتصادية" في إصدارها السنوي (الاقتصاد العالمي 2012) مطلع العام الجاري، حيث رسم مسؤولون كبار وخبراء دوليون شاركوا في الإصدار صورة قاتمة لشكل الاقتصاد العالمي، والقطاع المالي تحديداً في العام الجديد، بعد أن غلبت على أحاديثهم نبرة التشاؤم، بالنظر إلى إمكانية حدوث مزيد من الإفلاس في بنوك عالمية، وتشكيكهم في قدرة الدول على إنقاذ تلك البنوك نظراً لتعثرها المالي في الأساس، وبالأخص دول أوروبية، مع كساد أمريكي مؤثر عالمياً.
الملف الرئيس للإصدار الخاص بالقطاع المالي العالمي تطرق إلى تراجع أرباح البنوك العالمية بنسبة 37 في المائة في 2011، معتبرا أنه كان الحدث الأبرز الذي بنى عليه الخبراء نظرتهم للاقتصاد العالمي في 2012، مشيرين إلى إمكانية تفاقم الأوضاع السلبية في البنوك في المدى القريب.
وفيما قال جوزيف ستيجليتز أستاذ في جامعة كولومبيا، وحائز جائزة نوبل في الاقتصاد، إن عام 2012 سنشهد فيه نهاية تجربة "اليورو"، وذلك تبعاً لتفاقم أزمة تعثر الديون، وتباطؤ النمو، والتقشف، وضعف الاقتصاد، والمزيد من البطالة، واستمرار العجز، اعتبر نورييل روبيني أستاذ الاقتصاد في كلية شتيرن لإدارة الأعمال في جامعة نيويورك، أن الركود في منطقة اليورو مؤكد، وأن الضائقة الائتمانية، والديون السيادية، والافتقار إلى القدرة التنافسية، والتقشف المالي تشير ضمناً إلى "انكماش خطير".
المقالات والتحليلات والحوارات الخاصة بالخبراء والمسؤولين الدوليين في إصدار (الاقتصاد العالمي 2012) تنبأت بدخول الاقتصاد العالمي مرحلة "العناية المركزة" العام الجديد، مع تفشي التضخم في جميع دول العالم بشكل ملحوظ، في الوقت الذي اعتبرت فيه كريستين لاجارد رئيسة صندوق النقد الدولي، أن اقتصاد الدول الفقيرة مهدّد بـ "أزمة طاحنة".
العالم العربي وفقاً لمسؤولين وخبراء عرب سيطوله تفاقم التضخم، بالنظر إلى تفشيه في دول العالم، إضافة إلى تأكيدهم أن العام الجديد ستصبح فيه الدول العربية الفقيرة أكثر فقراً، وسيستمر معه تراجع اقتصادات "دول الربيع العربي" تبعاً لتعطل المشاريع وانسحاب المستثمرين.
وأشار خبراء الاقتصاد في إصدار صحيفة "الاقتصادية" إلى أن دول الخليج - على الرغم من توقع ارتفاع التضخم فيها - إلا أنها ستكون بمنأى عن كوارث اقتصادية، وستدعم الفوائض المالية المحصلة من أسعار النفط نمو اقتصاداتها.