بسرعة 200 كم.. «الخطوط الحديدية» تنافس على خدمات النقل بين الدمام والرياض
وضعت المؤسسة العامة للخطوط الحديدية قدما في سوق المنافسة للنقل بين الدمام والرياض، بعد تسلمها أحد القطارات الجديدة التي وصلت المملكة أخيرا في إطار اتفاقية وقعتها المؤسسة مع شركة كاف الأسبانية بقيمة 612 مليون ريال، لتوريد ثمانية أطقم قطارات جديدة.
وتمثل القطارات المتوقع استلامها في الربع الأول من العام المقبل قفزة نوعية في خدمات النقل بالسكك الحديدية، حيث تعتبر من القطارات الحديثة وتتميز بمستوى عال من الرفاهية والفخامة، إضافة إلى سرعتها التي تصل إلى 200 كيلو متر في الساعة.
وتهدف المؤسسة من خلال هذه الخطوة مواجهة حجم الطلب المتزايد على خدمة نقل الركاب بين المنطقتين الوسطى والشرقية ومنافسة وسائل النقل الأخرى، حيث تسيّر الخطوط السعودية وطيران ناس 70 رحلة أسبوعية من الدمام إلى الرياض، كما يسيّر النقل الجماعي 133 رحلة أسبوعية بمتوسط 19 رحلة في اليوم.
وقال لـ"الاقتصادية" محمد العمران، محلل اقتصادي: إن القطارات الجديدة المزمع دخولها خدمة نقل الركاب بين المنطقتين الوسطى والشرقية في 2012 سيكون لها تأثير على حصص النقل بين هاتين المنطقتين، وإن المنافسة ستكون قوية في ظل تعدد وسائل النقل أمام المسافرين.
وأضاف العمران: إن التأثير سيتوقف على ما تقدمه "الخطوط الحديدية" من وسائل جذب للمسافرين، مضيفا أن المسافرين ينشدون الرفاهية والفخامة التي تشجعهم على السفر بالقطار، فمتى ما توافرت هذه الخدمات بالشكل الجيد فإن التأثير سيكون كبيرا، سيمكّن لـ"الخطوط الحديدية" من الاستحواذ على نسبة جيدة من حصص النقل.
وأشار العمران إلى أن المدة الزمنية التي يقطعها القطار من الدمام إلى الرياض ستكون هي الورقة الرابحة، فكلما كانت الفترة الزمنية قصيرة زاد عدد المسافرين والعكس صحيح، مشيرا إلى أهمية مراعاة توافر الخدمات الضرورية التي تعد أحد أهم العوامل الجاذبة للسفر عبر القطارات.
ولفت العمران إلى أن ثقافة السفر عبر القطار لها دور كبير في توجه المسافرين للسفر عبر هذه الوسيلة، لافتا إلى أن أهالي المنطقة الشرقية يتمتعون بثقافة جيدة في السفر عبر القطارات؛ كونها تكونت لديهم نظرا لسفرهم عبر القطار بين الدمام والأحساء والرياض.
من ناحيته، أوضح لـ"الاقتصادية" عبد الرحمن العطيشان، مستثمر في قطاع النقل، أن القطارات الجديدة سيكون لها تأثير كبير على قطاع النقل، سواء الركاب أو الشحن، مضيفا أن القطارات ستأخذ نصيب الأسد من حصة النقل.
وبيّن العطيشان، أن المنافسة ستكون كبيرة، خاصة بين القطارات والطيران وتنخفض مع وسائل النقل الأخرى؛ لأن التوجه الأكبر للمسافرين سيكون على هذين الخطين؛ نظرا للمدة الزمنية، موضحا أن السفر مباشرة من الدمام إلى الرياض عبر القطارات الجديدة -حسب ما تم إعلانه من قبل "الخطوط الحديدية" - سيستغرق ثلاث ساعات، وهذه مدة زمنية مشجعة ومحفزة هذا، إضافة إلى الفخامة والرفاهية بالقطارات الجديدة.
وبيّن العطيشان، أن القطارات الجديدة تشكل تطورا تنمويا في القطاع؛ كونها ستسهم بشكل وبآخر في الحد من الحوادث على الطرقات، إضافة إلى مساهمتها في الحد من التلوث البيئي الذي تسببه وسائل النقل الأخرى، مبينا في الوقت نفسه أن القطارات في المستقبل ستسحب البساط من وسائل النقل الأخرى، وهذا ما يجب التنبه له خاصة في قطاع الشحن.
وأشار العطيشان إلى أن القطارات تعتبر من وسائل النقل الآمنة للشحن، وهذا ما يشكل دافعا للجهات المعنية بوضع الخطط المستقبلية للحد من وسائل النقل الأخرى، مشيرا إلى أن المتضرر من القطارات الحديثة قطاع النقل المختص بالشحن، حيث ستتأثر هذه القطارات في تراجع حصصها.
وطالب العطيشان وزارة النقل بدعوة المستثمرين في قطاع النقل وتوضيح الخطط المستقبلية لها ليواكبوا التطور ويدعموا أساطيلهم بالناقلات الحديثة، لافتا إلى أن حجم الاستثمارات في قطاع النقل يتجاوز الـ57 مليار ريال، وعدد الناقلات في المملكة يتجاوز 120 ألف ناقلة.
من جهته قال لـ"الاقتصادية" فضل البوعينين، محلل اقتصادي: إن القطارات الجديدة لن تتسبب في خلق منافسة مع وسائل النقل الأخرى؛ لأن الحاجة أكبر من المتوافر حاليا، مشيرا إلى أن محطات القطارات الموجودة حاليا محدودة جدا ولا توفر الحاجة الحقيقية التي يبحث عنها المسافرون؛ فمن غير المعقول ألا يوجد سوى ثلاث محطات في الدمام والأحساء والرياض، حيث يجب إنشاء محطات أخرى، خاصة في محافظات الشرقية الكبيرة.
وقال البوعينين: إن الخدمة المناسبة هي الأساس وليست وحدها الفخامة والرفاهية المطلب الرئيس، مضيفا أن توافر الوسيلة عند الحاجة إلى النقل هي المطلب، وأضاف أن المنافسة لن تكون حقيقية ما لم تكن هناك رحلات ذهابا وإيابا بين الدمام والرياض، موضحا أنه يجب زيادة عدد الرحلات بين المنطقتين لتنافس القطارات وسائل النقل الأخرى.