«الأمين» تعطل طالبات الرياض عن الدراسة وتؤخر عودتهن إلى المنازل
تسبب تعطل مجموعة كبيرة من حافلات شركة الأمين المتعاقدة مع وزارة التربية والتعليم لنقل الطالبات في المدارس الحكومية إلى غياب عشرات الطالبات عن مدارسهن خلال الأسبوع الماضي في مدينة الرياض.
وبينت لـ ''الاقتصادية'' إحدى مشرفات النقل في إحدى مدارس الرياض ''فضلت عدم ذكر اسمها'' أن نسبة الغياب ارتفعت بين الطالبات خلال الأيام الأولى بعد الإجازة نتيجة تعطل حافلات النقل المدرسي الخاصة بشركة الأمين المتعاقدة مع الوزارة لنقل الطالبات.
وقالت: إن حافلات الشركة بعد مشاركتها في موسم الحج الحالي لم تباشر عملها المعتاد حيث صدم الأهالي بعدم قدوم الحافلات صباح يوم السبت إلى المنازل لنقل الطالبات، ما أدى إلى غياب الكثيرات وتذمر أولياء الأمور حيث تلقت المدرسة عشرات الاتصالات والشكاوى حول ذلك فضلا عن الازدحام الشديد أمام المدرسة في نقل الطالبات من قبل الأسر.
وتضيف المشرفة قائلة: ''إن هذا العطل الفني يتكرر كل عام ويطول عشرات المدارس وذلك بعد المشاركة في نقل الحجاج ويستمر في بعض الأحيان أكثر من أسبوعين ما يدفع الطالبات إلى الانتظار فترات طويلة في المدرسة قد تتجاوز ثلاث ساعات إلى حين عودة أولياء أمورهن من أعمالهم ونقلهن، مبينة أن بعض الطالبات يضطررن إلى المشي مسافات طويلة للعودة إلى منازلهن ما يؤدي إلى تأخير الطالبة، متسائلة في الوقت ذاته عن أسباب مشاركة الحافلات الخاصة بنقل الطالبات في أعمال أخرى وعدم التزامها بمهمتها الأساسية وهي نقل الطالبات فضلا عن تأخير صيانة الحافلات أو حتى إيجاد بدائل مناسبة.
وتابعت: إن مشروع نقل الطالبات رغم أهميته لكنه لم يحقق النجاح الذي أعلنت عنه الوزارة في وسائل الإعلام، حيث ما زال هناك قصور كبير في عدد الحافلات، منوهة بأن المدرسة التي تعمل فيها لا يوجد فيها سوى حافلة واحدة تقل يوميا 70 طالبة ذهابا وإيابا ما يؤخر الكثيرات عن العودة مبكرا إلى أسرهن، مؤكدة أن هناك أكثر من 200 طالبة في المدرسة ما زلن على قائمة الانتظار بحاجة إلى خدمات النقل المدرسي.
من جانبه، بين محمد سراج - مراقب في مشروع نقل الطالبات في شركة الأمين، أن الأعطال التي تطول الحافلات أعطال فنية بسيطة تتم معالجتها خلال ساعات قليلة ولا تتجاوز يوما، منوها بأن الأخطاء تقع على عاتق بعض السائقين الذين يتأخرون في الصباح خلال نقل الطالبات ما يسبب تذمر الأسر.
وبين أن مشاركة حافلات النقل المدرسي في موسم الحج لا يخالف العقود المبرمة مع الوزارة لأن الحافلات تتحرك - على حد قوله - بعد بدء إجازة العيد وتعود قبل انتهاء الإجازة، معتبرا أنه من البدهي أن تتعرض لخلل والشركة حريصة على معالجته في حينه.
وكانت الوزارة قد دشنت أخيرا مشروع النقل المدرسي لطالبات التعليم العام (الأمين) في مناطق الرياض ومكة المكرمة والمدينة المنورة والشرقية والقصيم والحدود الشمالية ومنطقة الجوف ويشمل المشروع 388924 طالبة من طالبات التعليم العام لتلافي جميع السلبيات والمشاكل السابقة التي كانت تعترض النقل المدرسي سواء مشاكل اقتصادية أو اجتماعية أو بيئية.
وأعلنت الوزارة حينها أن إسناد مشروع النقل المدرسي بالكامل إلى القطاع الخاص وتحت إشراف الوزارة محدثة بذلك نقلة نوعية في مفهوم النقل المدرسي بعدما لاحظ المسؤولون السلبيات والمشاكل التي تعترض النقل المدرسي السابق مثل الحافلات المستخدمة بالنقل والتي تعتبر غير صالحة لنقل آمن ومريح وغير ملائمة فنياً فضلاً عن تكدسها بالطالبات وتعطلها المتكرر ما أدى إلى إحجام العديد من أولياء الأمور الآخرين عن طلب انضمام بناتهم إلى تلك الخدمة وتحمل عبء إيصالهن لمدارسهن وإعادتهن إلى منازلهن وما ينتج عن ذلك من زيادة في عدد المركبات في الطريق والذي يكون سببا مباشرا في الازدحام المروري وزيادة التلوث البيئي المصاحب إضافة إلى إهدار وقت عمل الكثير من أولياء الأمور.