اليوم.. حكومة إيطالية بنكهة «السندات»

اليوم.. حكومة إيطالية بنكهة «السندات»

تسرع إيطاليا مساعيها لتشكيل حكومة تحظى بمصداقية وتقوم بإصدار سندات خزانة في أول اختبار لثقة الأسواق بعد الإعلان عن استقالة قريبة لرئيس الحكومة سيلفيو برلسكوني بعدما حثها صندوق النقد الدولي على "الوضوح السياسي".
وبفضل تدخل رئيس الجمهورية تبنى البرلمان الإيطالي في فترة زمنية قياسية إجراءات التقشف والإصلاحات البنوية التي وعدت بها إيطاليا الاتحاد الأوروبي وسيتم تبنيها نهائيا بعد ظهر السبت. وسيعلن مجلس الشيوخ موقفه من هذه الإجراءات اعتبارا من الجمعة، على أن ترفع إلى مجلس النواب حيث تتم المصادقة عليها نهائيا بعد ظهر السبت أو الأحد على أبعد تقدير. وبعد هذا التصويت يقدم برلسكوني استقالته.
وتتوقع الصحافة الإيطالية أن يعين نابوليتانو إثر ذلك المفوض الأوروبي السابق ماريو مونتي بعد استشارة أخيرة مع أبرز المسؤولين السياسيين في البلاد.
وقد يحل نابوليتانو البرلمان ويدعو إلى انتخابات جديدة لكن "ضغوط الأسواق تبعد عملية الاقتراع" بحسب صحيفة "ال كورييريه ديلا سيرا". ويرمي تعيين المفوض الأوروبي السابق وهو خبير في الاقتصاد في الـ 68 من العمر إلى إعادة مصداقية الحكومة الإيطالية التي تضررت بشكل كبير. وعلى نابوليتانو التحقق من أنه سيحصل على غالبية كافية لإنجاز مهمته.
وقدم برلسكوني دعمه لمونتي، متمنيا له "عملا مثمرا يصب في مصلحة البلاد" لكن عليه أن يقنع حزبه بموقفه، إذ يطالب البعض بانتخابات مبكرة.
وأعلن حزب رابطة الشمال حليفه الرئيسي أنه لن يدعم حكومة مونتي.
وشخصية مونتي تروق للأسواق وترجيح تعيينه لرئاسة الحكومة ساهم في تحسين بورصة ميلانو بـ 2,26% عند قرابة الساعة 14,30 بتوقيت جرينتش.
وتشجع المستثمرون لأن الخزانة نجحت في جمع خمسة مليارات يورو كما كانت تعتزم.
وأعلنت المديرة العامة لصندوق النقد الدولي كريستين لاجارد خلال مؤتمر صحافي في الصين أول أمس أن "الوضوح السياسي" ضروري في روما وأثينا لأنه "سيرسخ الاستقرار، وهدفي هو استقرار أكبر". من جهتها قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل "من المهم توضيح مسألة الحكومة (في إيطاليا) لتستعيد البلاد مصداقيتها"، مشيرة إلى أن إيطاليا "على الطريق الصحيح".
ولم يسهم إعلان برلسكوني عن استقالته في طمأنة الأسواق التي تخشى من مفاوضات سياسية طويلة، ما قد يترك البلاد من دون حكومة قوية قادرة على اتخاذ التدابير غير الشعبية اللازمة لتصحيح الأوضاع. وتلقت روما بوضوح رسالة صندوق النقد الدولي والأسواق والاتحاد الأوروبي، حيث سرع الرئيس الإيطالي جورجو نابوليتانو الذي يحظى باحترام كبير في إيطاليا، العملية السياسية وتجاوز كل القواعد المعمول بها حتى الآن.
وقال نابوليتانو الخميس في روما "تواجه إيطاليا مرحلة صعبة وخيارات حساسة لتخطي الأزمة. إن أوروبا تنتظر إشارات مهمة تدل على تحمل إحدى الدول المؤسسة لها مسؤولياتها. وسنكون بمستوى هذه المسؤولية".

الأكثر قراءة