«بشوت الأحساء».. العيد يضخ الدماء في شرايين اقتصاد أهم الحرف التراثية

«بشوت الأحساء».. العيد يضخ الدماء في شرايين اقتصاد أهم الحرف التراثية

ما أن يقترب العيد، حتى يتزايد إقبال مواطني الأحساء وزائريها سواء من مناطق المملكة الأخرى أو من دول مجلس التعاون الخليجي على تفصيل أو شراء البشت الحساوي، والتي تشتهر الأحساء بإتقان حياكته، ومهارة وحرفية القائمين على صناعته، باعتبارها موطن صناعته الأصلي، حتى صار البشت الأحسائي مضرب المثل في الدقة والجودة. ويعتبر تجار وصناع البشوت في الأحساء العيد فرصة لرواج مبيعات ''بشوت الأحساء''، مشيرين إلى أن البشت الحساوي رغم أنه أرقى أنواع البشوت في العالم، إلا أن حجم مبيعاتهم السنوية منه يقدر بنحو 20 مليون ريال فقط، وهو أمر يعزونه إلى اتجاه الزبائن إلى المشالح المصنعة ذات الأسعار الزهيدة. إما القادمة من الخارج مثل البشت السوري، الذي يراوح سعره بين 100 و 400 ريال أو المصنعة محليا على أيدي عمالة أجنبية لا تتقن الحرفة. ودعوا الجهات المعنية للتدخل لحماية تلك الصناعة الوطنية، إضافة إلى إنشاء معاهد حرفية للحفاظ على تلك المهنة التراثية قبل أن تندثر. ويتزايد الإقبال على البشوت (المشالح) خلال فترة العيد بسبب كثرة الاستقبالات لتلقي التهاني والتبريكات، إلى جانب تزامن العيد مع الكثير من الأعراس والأفراح، حيث يعتبر البشت الزي الرسمي في المناسبات والاحتفالات والأعياد، إضافة إلى حرص الأمراء والشيوخ والأعيان والشخصيات الرسمية على ارتدائه كمصدر للوجاهة والوقار ونوعا من الحفاظ عليه كقيمة تراثية، تمتد في جذورها إلى ما قبل الإسلام. ويستمد أهميته التاريخية، كونه كان هدية النبي صلى الله عليه وسلم، إلى كعب بن زهير، عندما جاءه مسلما متخفيا بعد أن أهدر دمه، فأهداه بردته (التي تعرف حاليا باسم البشت). و''البشت'' أو ''المشلح'' كلمة عربية ذات أصل فارسي مشتقة من كلمة بوشت الفارسية، وهو عباءة رجالية يرتديها الرجل فوق ثيابه، وعرف البشت في الأحساء منذ عقود طويلة، وفيما يرى مؤرخون أن تاريخ صناعة ''البشت'' وحياكته في الأحساء، ترجع إلى ما قبل ظهور الإسلام، فيما يميل باحثون إلى ظهور هذه الصناعة بعد الإسلام، وتؤكد كتب التاريخ أن أهل الأحساء برعوا في إتقان صناعة البشوت يدويا من العصور الأولى لظهور الإسلام، وتوارثوها جيلا بعد جيل، وعملوا على نشر هذه الحرفة خلال أحقاب متفرقة من التاريخ وتصديره إلى عدد من المناطق والمدن السعودية وبعض الدول المجاورة. وعن أهمية ''بشوت الأحساء''، يقول علي القطان تاجر مشالح، هنالك مقولة رائجة في الخليج منذ القدم تقول: ''إذا مررت بالأحساء، فعليك بالتمر الخلاص وفخار جبل القارة والبشت الحساوي''، وهي أهم المنتجات التي كانت- ومازالت- تتميز بها الأحساء، والتي يأتي على رأسها البشت الحساوي الذي اشتهرت به الأحساء منذ القدم، حتى أن الوجهاء من مختلف دول الخليج كانوا يحرصون على اقتنائه على أن يصنع بيد أهل الأحساء.
إنشرها

أضف تعليق