تحياتي لمن جعل من الفسيخ شربات

بعيدا عن زخم القمة وعدسات الكاميرات سأسلط الضوء علي بعض فرق دوري المحترفين البعيدة جدا عن الأضواء والأجهزة الإعلامية، ولكنها قريبة إلي قلوب المنتمين إليها وأنصارها الذين يقفون خلف هذه الفرق، وهذه الأندية رغم شح الإمكانات ورغم سطوة القمة المادية إلا أن هناك رجالا يقفون خلفها ويبذلون الغالي والنفيس لتسيير نشاط هذه الأندية، وهي تشمل: التعاون، نجران، الفتح، الرائد، والقادسية وبعض الفرق الأخرى المجتهدة، وهذه الفرق تقبع في منطقة الوسط والمؤخرة، وتتوقع أن يكون هناك صراع مثير بين هذه الأندية للهروب من المؤخرة والصعود إلى المركز الثالث والرابع ومتابعة المنافسة بشكل قوي.
إن الاهتمام الإعلامي بأندية القمة دون سواها لا يصب في خانة إشعال المنافسة، وهذه الأندية التي تتصارع في الممتاز تملك ذخيرة كبيرة من اللاعبين الموهوبين وبعضهم أفضل من نجوم القمة، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه، لماذا لا تكون لهذه الأندية طموحات لهز عرش القمة، وهي تملك الإمكانات البشرية لتحقيق هذا الهدف؟، السبب هو أن هذه الأندية تحتاج إلى الدعم المادي من قِبل المؤسسة الرياضية التي يجب أن تقف خلف هذه الأندية وتدعمها بالمال حتى تمثل مدنها ومناطقها خير تمثيل، وهنالك سبب آخر يجعل طموحات هذه الأندية تتقازم أمام سطوة القمة المتمثل في تسجيل أفضل عناصرها، وبالتالي تعاني هذه الأندية عدم الوفاء بالتزاماتها تجاه اللاعب مطلوق السراح، التحية لإدارات هذه الأندية التي تصنع من الفسيخ شربات، والتحية لنجوم هذه الأندية الذين لا يجدون الاهتمام من قبل الإعلام الرياضي إلا حينما ينتقلون للقمة ولا يحظون باللعب للمنتخبات الوطنية إلا بعد الانضمام للقمة أيضا.
إننا نشيد بهذه الأندية عبر هذه المساحة؛ فبعض هذه الأندية لها إداريون متمرسون يعرفون كيفية إدارة الكرة ويعرفون من هو اللاعب الموهوب ويعرفون قوانين ولوائح الكرة. نتمنى أن تتصارع هذه الأندية للهروب من القاع والصعود للوسط، ونتمنى أن يكون التحكيم ممتازا ونزيها؛ فهذه الأندية عندما تكون مظلومة لا تملك الآلة الإعلامية لتدافع عن حقوقها ولكنها تلزم الصمت.
وهذا الحديث أردت به رد بعض الدين لهذه الأندية التي تصارع المستحيل من أجل إثبات وجودها في ظل إمكانات شحيحة وتكاد أن تكون معدومة أن توفر الإمكانات لهذه الأندية من شأنه أن يشعل منافسة الممتاز ويجعل هذه الأندية تقف ندا قويا للقمة، ويمكن أن يخرج من هذه الأندية ناد قوي يستلم عرش القمة الذي ظلت تسيطر عليه لعقود خلت.
من حق هذه الأندية أن تلعب وتنتصر، وهذا الفوز لا يمكن أن يكون محصورا في أندية المقدمة فقط وعندما تقرأ انتصارات هذه الأندية علي القمة فإن الحال ينقلب إلى هجوم ضارٍ علي مدربي القمة ولاعبي القمة وإدارات القمة، ولكننا لا نجد أية إشادة بهذه الأندية في الانتصار الذي حققته ولا نعير الفريق الفائز أية التفاتة كأن هذا الفوز من شأن القمة وحدها، مرة أخرى التحية لأندية الممتاز خلاف القمة.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي