متخصصون: الحاجة ماسة للاستثمارات الصغيرة والمتوسطة في الخليج

متخصصون: الحاجة ماسة للاستثمارات الصغيرة والمتوسطة في الخليج

أكد لـ "الاقتصادية" خبير في قطاع الصيانة في منطقة الخليج أهمية هذا القطاع في دول مجلس التعاون، واصفا إياه بالواعد جدا، خاصة للاستثمارات الصغيرة والمتوسطة.
وأشار حسين الأنصاري خبير الصيانة النفطية ومدير عام الصيانة السابق في شركة بابكو البحرينية، إلى أن هناك حاجة ماسة للاستثمارات الصغيرة والمتوسطة في المنطقة، ودعا الشركات الكبرى إلى دعم الاستثمارات الناشئة في هذا المجال ومنحها الثقة لتتمكن من الاستمرار والنمو، كما دعا الشركات العاملة في مجال الصيانة إلى اختيار مجال محدد وتطويره والإبداع فيه لأن التخصص يصنع الإبداع ويوفر خبرة تراكمية في جزئية تقنية محددة، وقال إن العمل بهذا الأسلوب يشجع الشركات الكبيرة مثل "أرامكو" و"سابك" وغيرها على الاستفادة من هذه الشركات ودعمها.
وطالب الأنصاري الشركات بأن تدمج مهندسيها وفنييها في المشاريع أثناء إنشائها واطلاعهم على مراحل الإنشاء وتمكينهم من الاطلاع على أدق تفاصيل المشروع الذي يعملون فيه ليتشكل لديهم خلفية كاملة عن المعامل والمصانع التي يعملون فيها وتتطور قدراتهم في أعمال الصيانة.
وأضاف أن شركات الصيانة في الخليج تتفاوت في حجمها وقدراتها وهناك شركات حصلت على ثقة العملاء الكبار ويمكن تقسيمها إلى أربعة مستويات وكل مستوى يخدم مستوى معينا من العملاء، لكن الشركات الكبيرة لا تثق إلا في مؤسسات صيانة ذات اعتمادية عالية.
وأكد الأنصاري أن منطقة الخليج غنية بخبرات جيدة في الصيانة وتحتاج فقط للثقة وأن تمنح فرصة لإثبات قدرتها، وأشار إلى أن هناك كفاءات محلية تستطيع أن تنافس الشركات الأجنبية وجديرة بالاعتماد عليها.
وقال الأنصاري إن الصيانة مرت بثلاثة أجيال، تميز الجيل الأول بضعف التقنية وكان مفهوم الصيانة عبارة عن إصلاح للخلل عند حدوثه، بينما شهد الجيل الثاني الذي بدأ عام 1950 دمج الآليات والتقنية ونتج عن ذلك آليات معقدة، وتطور في الجيل الثاني مفهوم الصيانة إلى منع حدوث الخلل وإصلاحه عند حدوثه، واتسم الجيل الثالث بظهور تقنيات عالية وأصبح مفهوم الصيانة توقع الخلل قبل حدوثه إضافة لإصلاح الخلل ومنع حدوثه. يأتي حديث الأنصاري بعد أن قدم ورشة عمل في الخبر نظمتها الجمعية الخليجية للصيانة لمناقشة تطور الصيانة في صناعة النفط والغاز، وتناولت عمليات صيانة بدء وإنهاء تشغيل المعامل والتحولات التي طرأت على ذلك خلال الأربعة عقود الماضية.
من جانبه، أكد نزار الشماسي رئيس الجمعية الخليجية للصيانة أهمية الصيانة في مختلف القطاعات، قائلا إن القفزات التنموية الكبرى والمشاريع الاستثمارية الضخمة التي تشهدها منطقة الخليج تستلزم أنظمة صيانة متطورة تدعم هذه المشاريع وتحافظ على مستوى جودة عالية وتقلل التكاليف. وأوضح أن الجمعية تعمل على الارتقاء بمفهوم الصيانة والاستفادة من آخر الخبرات والتقنيات العالمية وتجمع أهم الخبراء والمختصين العالميين والمحليين من خلال مؤتمرات سنوية وورش عمل ودورات شهرية.
وحول إنشاء الجمعية الخليجية للصيانة، قال الشماسي إن فكرة إنشائها بدأت عام 2007 وبعد جهود كبيرة ظهرت الجمعية مكونة من 26 عضواً فقط، وفي عام 2010 بدأت أول أنشطتها الكبيرة من خلال تنظيم المؤتمر الأول للصيانة الذي حقق نجاحا كبيرا وحضور خبراء محليين وعالميين تشاركوا خبراتهم ومعارفهم. وقال إن الجمعية في عام 2011 وضعت خطة لتنظيم فعاليات عبارة عن ورش عمل تقنية كل شهر في مختلف دول الخليج وتوفر هذه المناسبات تواصل أعضاء الجمعية وتبادل الخبرات، كما أن هناك دورات تدريبية تقدمها الجمعية.

الأكثر قراءة